الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ببن الأمس واليوم ... هل تغير شئ ؟!!

أحمد فاروق عباس

2023 / 4 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


فى ساعة العصارى ، كنت أسلى صيامى بالتقليب فى مجلد قديم ، يحوى أعدادا من مجلة آخر ساعة ، يغطى أواخر سنة ١٩٥٣ وسنة ١٩٥٤ كلها ..
والمجلد بصيغة pdf ، وقد حمَّلته من جروب على تيلجرام اسمه مجلات قديمة ، به الأعداد الكاملة لأغلب المجلات المصرية والعربية القديمة ، مثل المصور والهلال والمقتطف والكواكب وآخر ساعة والعربى الكويتية والدوحة القطرية والرسالة وكل شئ والدنيا .... إلى آخره من مجلات ودوريات قديمة ..
وقد لفت نظرى أشياء كثيرة يمكن الحديث عنها ، ولكن اهم ما لفت نظري أن كثير مما يحدث أمامنا اليوم حدث مثله - حرفيا تقريبا - بالأمس ، ولكن ذاكرة الشعوب ضعيفة ، أو ربما لم يتقدم أحد لوضع حقائق الامس أمامها ، حتى يكون هاديا ومرشدا لها فى حاضرها وفى غدها ..
نهايته ..
سأقصر كلامى على موضوعين فقط ، وسأعرض ما حدث فيهما فى الأمس البعيد لنرى ..
هل اختلف شئ ؟!
أم مازالت السياسات لم تتغير ، ومازالت الخطط هى هى ، بل مازال منطوق الكلام نفسه كأن مرور السنين والاحقاب لم يمسسه بأى تبديل !!!
١ - الموضوع الأول .. السودان .
٢ - الموضوع الثانى .. الإخوان المسلمين .
ولنبدأ بالموضوع الأول .. السودان .
تنشر مجلة آخر ساعة - وكان يرأس تحريرها آنذاك الأستاذ محمد حسنين هيكل - فى عددها رقم ٢٠٤٠ بتاريخ ٢٩ سبتمبر ١٩٥٤ تحقيقا طويلا كان عنوانه الرئيسي :
مؤامرة كبرى في السودان ..
وجاءت العناوين الفرعية للتحقيق الطويل كالأتى :
- إسقاط حكومة الازهرى يوم ١٥ نوفمبر ..
- فصل جنوب السودان عن الشمال وضمه إلى المستعمرات ..
- عبد الله خليل وبوث ديو ووراءها إنجلترا وبلجيكا وفرنسا ..
- الإنجليز يهربون ٤٥٠ بندقية وربع مليون طلقة إلى الجنوب ..
وملخص الموضوع أن السودان كان يحكمه يومها حكومة صديقة لمصر ، برئاسة إسماعيل الازهرى ، رئيس الحزب الاتحادي الذى ينادى بالوحدة مع مصر ..
ومع إعطاء السودان حق تقرير المصير كان متوقعا أن يصوت السودانيون بالوحدة مع مصر ..
وهنا نشطت بريطانيا كالعادة ، بالمال وشراء الذمم أحيانا ، وبالاغراء بالمناصب أحيانا ، وبالترهيب أحيانا ، وبالارهاب أحيانا ، ورتبت إزاحة الازهرى مع عودة البرلمان فى ١٥ نوفمبر ١٩٥٤ ، لافساح المجال " لأصدقاءها " مثل عبد الله خليل سكرتير حزب الأمة - المعادى لمصر والذى ينادى بالانفصال - ومعه بوث ديو زعيم الجنوبيين في البرلمان ..
وكان رجال المخابرات البريطانية - كما يقول التقرير - ينسقون الأمر كله في السودان ، وكان اجتماعهم مع اصدقاءهم السودانيين يتم فى مكتب الملحق التجارى البريطانى في الخرطوم ..
وفى النهاية .. وبعد أحداث طويلة ابتعد السودان عن مصر ، واختار الانفصال بديلا عن الوحدة مع القاهرة ..
والآن ...
هل اختلف فى الأمر شئ ؟!!
١ - محظور وجود حكومة صديقة لمصر فى الخرطوم ..
كانت بالأمس هى السياسة ، واليوم هى نفس السياسة ..
٢ - العمل على فصل جنوب السودان عن شماله ..
كانت بالأمس هى السياسة المقررة .. واليوم تحقق المراد وانفصل جنوب السودان عن شماله ، وجارى العمل على قضم أجزاء أخرى من السودان ..
٣ - المال وشراء الذمم والاغراء بالمناصب والترهيب والإرهاب هى الوسائل المعتمدة لبريطانيا بالأمس ، ولبريطانيا وغيرها للعب في السودان وغير السودان اليوم ...
فهل تغير شئ ؟!
نفس السياسات .. نفس الأهداف .. ونفس الوسائل !!
ولا أحد يتعلم !!

الموضوع الثانى .. الإخوان المسلمين .
طوال شهر سبتمبر ١٩٥٤ قام الإخوان المسلمين بحملة كبرى ضد جمال عبد الناصر ، ولم يكن عبد الناصر قد مس واحدا منهم ، ومع ذلك فبعد شهر واحد سيحاولون اغتياله .. فى أكتوبر ١٩٥٤ ..
لم يكن للإخوان صحف فى مصر يومئذ ، لذا قامت صحفهم ورجالهم فى سوريا بالمطلوب ، وهو ما يشبه جدا إعلام الإخوان اليوم .. فى تركيا وقطر أمس وفى بريطانيا اليوم ..
فماذا قالت صحف ودعاية الإخوان ضد جمال عبد الناصر فى سبتمبر ١٩٥٤ ..
كانت عناوين ومانشيتات جرائد الإخوان كالأتى :
- الهضيبى ( وهو مرشد الإخوان وقتها ) يعلن عداءه الصريح ، ويهدد حكومة عبد الناصر بعرقلة إتفاقية الجلاء ..
- قولوا نعم أو لا : هل اجتمع عبد الناصر فى شرم الشيخ برئيس أركان حرب إسرائيل ، وأعقب ذلك تجريد المجاهدين الفلسطينيين من السلاح وتخفيض عدد الجيش ..
- جمال عبد الناصر يدعى النبوة ، ويبنى سياسة مصر على علم الغيب وقراءة النجوم ..
- جمال عبد الناصر يزور تركيا لبحث إمكان انضمام مصر والدول العربية إلى حلف تركيا - باكستان ( الذى سمى حلف بغداد فيما بعد ) ..
- مظاهرات ومعارك دامية في مصر ..
- جمال عبد الناصر يخشى على حياته من الإخوان ، ويبدأ بحملة لاعتقال زعمائهم ..
وغيرها كثير على نفس المنوال ..
فهل تغير شئ فيما حدث بالأمس عما يحدث اليوم ؟!!
الإخوان هم نفس الإخوان ..
نفس الاكاذيب .. نفس الإشاعات .. نفس الدعاية السوداء ..
على الرغم من تغير حكام مصر .. من جمال عبد الناصر بالأمس إلى عبد الفتاح السيسي اليوم ..
للاستعمار مطالب واحدة ، وأهداف واحدة ، ووسائل وأدوات واحدة .. نحن فقط من ينسى أو يتناسى ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حرب غزة.. مقترح الهدنة


.. إسرائيل وحزب الله.. سيناريو الحرب الشاملة| #التاسعة




.. الأردن يحذّر من تدهور أمني في الضفة الغربية مع استمرار الانت


.. اتفاق وقف إطلاق النار عالق بين شروط إسرائيل وحماس| #غرفة_الأ




.. واشنطن: دولة الإمارات شريك مهم في دعم الشعب الأفغاني