الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مابعد حرب السودان ١٥

بهاء الدين الصالحي

2023 / 4 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


مابعد الحرب في السودان ١٥
انتهت الحرب في السودان عمليا من خلال تحقيق أغراضها الأولية ، وكان علي رأس تلك الأهداف ايقاف التواجد المصري في السودان من خلال وأد المناورات المشتركة مابين الجيشين وهو ماكان مقلقا لأثيوبيا .
وكأن الهدف الثاني استعراض العضلات السياسية لدول الخليج الطرف اللدود علي البحر الأحمر وكذلك رغبة الإمارات في موطئ قدم عوضا عن ضعف القدرة علي ممارسة سيادتها علي الجزر الثلاثة التي تحتلها إيران .
وما يؤكد نهاية الحرب هناك عدة عناصر :
فشل مفهوم الضربة الخاطفة التي خطط لها قوات الدفع السريع علي حساب الجيش السوداني مما خلق حالة من تدمير البنية التحتية في السودان مما أدي لتنامي قيمة فاتورة اعمار السودان وفي هذه الحالة ستكون الفوائد التي تسعي الشركات العابرة للقوميات والتي تعمل بسلطة الولايات المتحدة واموال دول الخليج العربي ،ومن هنا وجب إيقاف تلك الحرب لأسباب اقتصادية .
فشل الخيارات السياسية التي راهن عليها الفريقان المتحاربان لخلق شرعية اجتماعية بعيدا عن فكرة الانقلاب، فالجيش يعلن انه يراهن علي فكرة الشرعية والدعم السريع يصم الجيش بقوات الانقلاب وينادي بدغدغة مشاعر التيار المدني بضرورة عودة الجيش للسكنات ،ومع فهم التيار المدني للطبيعة النوعية لتاريخ تكوين قوات الدعم لوأد حركة الانفصال في دارفور وهنا يسقط الرهان المطلوب عليها حتي لا يكون في مرمي تيار مدني اخر من باب المزايدة السياسية ،والتي تطبع الثقافة السائدة حال الحروب القبلية.
افلام قواعد اللعبة وخروجها عن المخطط بما يعني إمكانية ازدواج القوة العسكرية علي ارض الواقع بمايعني تدمير الجناح العسكري اللازم لبقاء الدولة السودانية ،وذلك اذا اراد التيار المدني بقاء الدولة ،ولعل الوعي السياسي الذي يتمتع به المكون المدني يؤكد علي ذلك خاصة وأن التحفظ ليس وجود القوات المسلحة ولكن علي حدود دورها .
توازي افكار ادلجة الجيش والحركات المسلحة السودانية بكيان مصلحي له بعد دولي بحيث يسهل استمرار تلك الازدواجية لسنوات قادمة طويلة وهنا صعوبة الحوار ،وذلك لاكتمال أجندة كل المتصارعين علي الساحة السودانية .
ولعل الخيط الفاصل بين الضربة السريعة التي راهن عليها مشعلوا الحرب والذين راهنوا علي إحلال قوات الدعم السريع محل القوات المسلحة السودانية ،وبين الفوضي المضادة لفكرة اقتسام القوة كمعادل لاقتسام الثروة المنهوبة .
تحويل ذلك الانقسام العسكري لصورة منعكسة لعمق الخلافات الايديولوجية في القطاع المدني وهو نوع غياب المشترك الوطني الذي يؤدي لصهر التيارات الفكرية في شخصية سودانية واحدة متجاوزا فكرة الخلافات الاثنية في بلد بحجم قارة كالسودان








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نيويورك تايمز: صور غزة أبلغ من الكلمات في إقناع الآخرين بضرو


.. فريق العربية في غزة.. مراسلون أمام الكاميرا.. آباء وأمهات خل




.. تركيا تقرر وقف التجارة بشكل نهائي مع إسرائيل


.. عمدة لندن صادق خان يفوز بولاية ثالثة




.. لماذا أثارت نتائج الانتخابات البريطانية قلق بايدن؟