الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اكذوبة عداء نظام العفالقة لامريكا

اسعد عبدالله عبدعلي

2023 / 4 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


منذ السبعينات والإعلام الرسمي في العراق يبث فكرة كاذبة مخادعة.. وهي: أن نظام الحكم البعثي في العراق هو ضد امريكا واسرائيل! تلك الصورة الكاذبة التي رسمها نظام البعث ليوهم الجماهير الساذجة انهم الحكام الذين يحاربون طواحين الشر العالمي, وانه هنالك دوما مؤامرة عالمية لضرب ثورتهم وخططهم لبناء دولة قوية, وهكذا تعمل الماكينة الاعلامية الرسمية في العراقي منذ السبعينات الى عام 2003, لكن الحقيقة شيء مختلف, فكل ما جرى كان بتعاون ودعم امريكي حتى وصل البعث للسلطة, وما تلاه من قيام نظام صدام من حروب في عام 1980 و 1990 فكانت بتوجيه امريكي وطاعة بعثية مطلقة.

• فوائد الأرشيف الصحفي
من أعظم فوائد الارشيف الصحفي أن يحتفظ ببعض التاريخ, فقط يحتاج لمن يطالعه ويبحث فيه عن ما تم إخفائه, فقبل ايام كنت اتصفح عددا لجريدة القبس الكويتية الصادر في تاريخ 7-4-1975 حيث انني من عشاق أرشيف الصحف العربية, ووجدت في الصفحة السابعة والتي عنوان باقول الصحف, وكان هنالك موضوع شدني لقراءته, وهو بعنوان (نظرة على الوجود الامريكي والسوفيتي في العراق), تحليل سياسي مترجم لصحيفة غربية, وهنا سنحاول فهم ما كان يدور بالخفاء عن الاعلام العراقي وكان مكشوف للعالم الخارجي.

• تحليل خطير
يبدو الموضوع بكشف اسرار مهمة عن كيفية تجري الأمور في نيسان من عام 1975.
يبدأ التحليل بالتطرق الى سر عراقي.. يفصح الحليل عن تولي عدد قليل من الدبلوماسيين الأمريكيين ادارة المصالح الامريكية في العراق من خلال قسم خاص داخل السفارة البلجيكية في بغداد, ويتحدث المقال عن نشاط كبير للعلاقات التجارية بين البلدين حيث يؤشر الى ارتفاع الصادرات الامريكية للعراق من (32200000) اثنان وثلاثون مليون ومئتان الف دولار عام 1971 الى (284000000) مئتان واربعة وثمانون مليون دولار عام 1974 وهو رقم خيالي في عقد السبعينات!فتصور ماذا كان يستورد من أمريكا ومعلوم أن السلاح العراقي كان روسي! وهذه المبالغ ذات الارقام الفلكية في عقد السبعينات تدفع لامريكا مقابل أمر غير معلوم! فماذا استورد النظام البعثي من امريكا بهذه المبالغ! يبدو انها مبالغ مقابل دعم أمريكي للسلطة.
وكان نظام البعث يعلن انه ضد اقامة علاقات دبلوماسية مع واشنطن بسبب موقفها من الصراع العربي-الصهيوني, وبالمقابل يفتحها بالسر عبر السفارة البلجيكية فاي نفاق ابشع من هذا! ويتم تحويل هذه المبالغ المهولة الى امريكا سنويا بمعدلات متضاعفة من سنة إلى أخرى.

• السوفيت والكعكة العراقية
واما الاتحاد السوفيتي فكان مصدر السلاح للعراق, مع ان نظام البعث كان على خلاف شديد مع الحزب الشيوعي العراقي, وكان يشن حملة اعلامية ضد الفكر الشيوعي لابعاد الناس عنهم, وقد خدعهم وبطش بهم في السبعينات من القرن الماضي, فالكثير من الاموال المستحصلة من بيع النفط العراقي في السوق العالمي, كانت تتحول الى موسكو مقابل الاسلحة, فالوزن العسكري للروس كان كبير, وفات على الروس الدخول كشريك اقتصادي في العراق.
وكان الانفتاح التجاري العراق الأكبر على ألمانيا وفرنسا واليابان وبريطانيا, واغلبها صفقات مقابل مواقف سياسية داعمة للجنون البعثي المتصاعد.

• النفاق البعثي
يتضح للقارئ هنا حجم النفاق البعثي, الذي كانت تمارسه عبر وسائل الاعلام عبر عقود, فهي تمد امريكا باموال النفط تحت عنوان علاقة تجارية, وتعلن الحرب على أمريكا في الإعلام وفي الخطاب الرسمي, فهي قواعد لعبة متفق عليها بين امريكا ونظام البعث, خصوصا ان نظام البعث جاء بعون امريكي للحكم, وتتواصل مع امريكا عبر سفارة بلجيكا وتقول للاعلام لا حوار مع الامريكان, بل ان النظام البعثي كان يمد الدول العظمى (امريكا-فرنسا-بريطانيا) الأموال المتحصلة من بيع النفط, ويساهم في رخاء واستقرار لكل الدول التي يطلق عليها في خطابه الرسمي بالدول الامبريالية.
اما العداء الحقيقي فكان يوجهه لسوريا وايران والاكراد والاغلبية الشيعية, وهذا ما ينسجم مع رؤية الدولة الامبريالية في إحراق العراق بحروب عبثية ومشاكل داخلية.

• رسالة أخيرة
على الانسان ان يكون واعي ذو افق واسع, لا يصدق كل ما يقال, وأن يأخذ من اكاذيب نظام البعث عبرة وموعظة, وان يقف طويلا امام كل مدعي يطالب بالعدل ومحاربة الظلم والفساد, فهي مطالب الانسانية منذ القدم, وقد رفعها الطغاة شعارا لهم للسطو عل الحكم, أمثال بني أمية وبني العباس وهتلر وصدام وحتى الصهاينة, وعبر الشعارات الفارغة يتم تلميع صورتهم, لذلك ايها القارئ كن صبورا ولا تتخذ المواقف قبل التمحيص.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هل هؤلاء فقط هم الطغاة؟
وسام يوسف ( 2023 / 4 / 20 - 13:31 )
اذن الطغاة عندك هم كما قلت أمثال بني أمية وبني العباس وهتلر وصدام وحتى الصهاينة
اما نظام الملالي فطبعا حاشا لله
رب الديمقراطية و احترام حقوق الانسان
وطبعا نظام العفالقة السوري والسفاح بشار الاسد ذيل الملالي جنة للديمقراطية والرفاهية بحيث يتمنى الاوربيون اللجوء الى سوريا وبيع السبح في السيدة زينب


2 - سوالف هاي لاتصدكوها سوالف
منير كريم ( 2023 / 4 / 20 - 17:27 )
السيد اسعد عبد الله المحترم
وانا اقرا مقالك خطرت ببالي اغنية ريفية عراقية قديمة جميلة تقول
سوالف هاي لاتصدكوها سوالف
حجي الي وصلكم لا منا ولمنكم

وكان البعثيون يشغلو هاي الاغنية بعد حلقة من اقوال الزعيم (عبد الكريم قاسم )ه
ارجو ان تاخذ التعليق برحابة صدر
لكني احب هذه الاغنية
شكرا لك


3 - محاولة لتفسير ترسيخ فكرة عمال صدام لامريكا
Hygygggg ( 2023 / 4 / 21 - 00:08 )
انا اعتقد ان هذا الاصرار الغريب من قبل الكثير من الكتاب و من السياسيين العراقيين على ترديد فكرة كون صدام كان عميلا سريا لامريكا هو نتاج و تعبير عن ما رسخه الاسلام في اذهان اتباعه ضد الكفار و الصليبين ، و ان كل عمل سيء او جريمة سيئة يمكن ان تغتفر ما عدا جريمة الكفر و التي تنطوي على معاداة إله الاسلام او في الحقيقة معاداة محمد ، و العقل الاسلامي الجمعي رسم صورة ذهنيه عن هؤلاء الكفار على اساس انهم اكثر الناس انحطاطا و لا يوجد ما هو اسوء من الكفر و ان كل انسان سيء لابد ان يكون كافر و الكفر هو اخطر و اسوء توصيف يمكن ان يوصف به الانسان و ليس بعد الكفر ذنب و كل ما عدا الكفر مغفور و يمكن تفهمه و مسامحته ، فمسألة ان صدام ارتكب مجازر رهيبة و ذبح و قتل اصدقاءه و اعداءه و حتى اقاربه فهذه مسألة كلها فيها وجهة نظر و لا تقلل من وطنية صدام و مكانته فالنبي محمد فتك وذبح اعداءه و كل الخلفاء المسلمين فعلوا نفس الشيء يعني القتل و سفك الدماء امر يتقبله و يتفهمه العقل العربي و لا يقلل ذلك من هيبة و مكانة الشخص المستبد القاتل و لكن ان يكون الانسان عميلا لدولة كافرة فهذا ما يسقطه في اعين الناس


4 - ليس دفاعا عن امريكا او تنزيها لسياستها
Hygygggg ( 2023 / 4 / 21 - 16:06 )
انا استغرب من هذا الالحاح الغريب للكثير من السياسيين او الكتاب العراقيين و خصوصا الشيعة و سعيهم الحثيث لإثبات عمالة صدام لأمريكا !!! و كأن كل الجرائم التي ارتكبها صدام ليست كافية لتشويه سمعته و ان تهمة العمالة لأمريكا و الغرب الكافر فقط هي التي تطعن في وطنية اي زعيم و تقلل من مكانته في اعين الناس و تشكك في اخلاصه لشعبه لأن قتل الخصوم و البطش بهم من قبل الزعماء السياسيين امر متعارف عليه و تاريخيا فعلة كل الخلفاء المسلمين ولم يقلل ذلك من مكانتهم الدينية ، و العكس ايضا صحيح اي ان كل من زعيم عربي يعادي أمريكا لا بد ان يكون وطني و مخلص لشعبه و يستحق الاحترام لا يهم اذا هو افقر شعبه و اذاقه صنوف الويل و العذاب و لهذا هم لا يريدون منح صدام هذا الوسام اي كونه معادي لامريكا،و هذا ايضا يفسر لنا لماذا لا احد من السياسيين العراقيين يجرؤ على اعلان عن صداقته لامريكا و يفسر سعى زعماء الفصائل الشيعية الى اثبات انهم معادون لأمريكا، طبعا نظرية عمالة صدام لامريكا هي سطحية و تدل على قصور فكري و على الخلل المترسخ في عقلية الشعب العراقي و هي احد اسباب تردي اوضاع العراق السياسية

اخر الافلام

.. القضية الفلسطينية ليست منسية.. حركات طلابية في أمريكا وفرنسا


.. غزة: إسرائيل توافق على عبور شاحنات المساعدات من معبر إيريز




.. الشرطة الأمريكية تقتحم حرم جامعة كاليفورنيا لفض اعتصام مؤيد


.. الشرطة تقتحم.. وطلبة جامعة كاليفورنيا يرفضون فض الاعتصام الد




.. الملابس الذكية.. ماهي؟ وكيف تنقذ حياتنا؟| #الصباح