الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وجهة نظر في الديمقراطية ( 2 )

سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)

2023 / 4 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


" اثناء اشتغالي على هذه الدراسة ، مدير البوليس السياسي DGST الجلاد Le bourreau, le psychopathe et le tortionnaire ، يقطع الكونكسيون عن منزلي ، فسأضطر للخروج لأرسلها من Cyber "
الفصل الثاني :
لم تكن كل مشاريع أحزاب المعارضة البرجوازية ، المعارضة البرلمانية ، ومختلف تصوراتها لمسألة التغيير ، من الوضوح والتجلي ، بحيث يمكن معها تحديد كل معالم المجتمع البديل في علاقاته الاجتماعية واطاراته السياسية ، وكذا صلته بالمسار التاريخي لواقع التحولات الاجتماعية ومستوى الوعي بشروطها .
كما ان هذه القوى لم تهتم كبير الاهتمام بمسألة توضيح مشاريعها وتصوراتها تلك ، بالقدر الذي تأخذ معه بعدها التعبوي ، وتقوي من صلة التحام هذه القوى بحركة الجماهير ، ومدها بكل أدوات كسب الوعي بشروط وجودها ، وكذا مستوى الفعل فيه . وما يبرر غياب هذا الاهتمام ويفسر ابعاد حقيقته ، هو طبيعة الرؤية التي اعتمدتها هذه القوى في صياغة فهمها لحقيقة الواقع ، وتحديد عناصر تشكله ومجمل مكوناته . فهي إنْ سعت الى بلورة مشروعها في التغيير ، فانها لم تصل الى مستوى فهم وتجديد شروطه وطبيعة اداته .فكان ان اختزلت كل إمكانيات تحقيق الفعل وإنجاز التحول المجتمعي في مختلف مستوياته ، في مسألة السلطة والاستيلاء على جهاز الدولة ، كسبيل لتحرير الشعب من قبضة مستغليه ، وتمكينه من العيش في شروط اجتماعية واقتصادية افضل ، يضمنها انجاز مجموعة من المشاريع والبرامج الاقتصادية والاجتماعية التي تكون جاهزة للتنفيذ . هكذا تبقى المسألة عالقة بين نجاح او فشل الوصول الى جهاز الدولة والسلطة ، دون ان يكون لكل ذلك أي تأثير في نمو وارتقاء مستوى اسهام الحركة الجماهيرية ، او نضال الشعب في عملية التغيير وإرساء اسسه ، وهذا ما يسمح لنا بالقول على ان مختلف تصورات أحزاب برجوازية الدولة المعارضة ، صيغت في شروط الصراع ، ومن خارج اطاره في نفس الوقت . أي انها حاولت ان تعكس الحاجة الى التغيير ، دون ان تصل الى مستوى بلورة الفعل التاريخي الذي يحققه في سياق تطور شروطه . فضاعت بذلك طبيعة العلاقة التي تميز صلة الحركة الجماهيرية كفعالية تاريخية ، بعملية التغيير ومجمل شروط التحول النوعي ، الذي لابد وان يتجلى في الواقع كوعي واطارات للممارسة .
تلك سمة عامة ميزت مختلف الحركات الوطنية الديمقراطية ، سواء في العالم العربي ، او على مستوى العالم ، إذ كثيرا ما اعتبر الاستيلاء على الدولة باسلك الطرق ، بمثابة المقدمة او المدخل لكل تحديث او تنمية للمجتمع . وبصرف النظر عن حمولة الخطاب السياسي الذي يعتمده هذا التوجيه ، وما يزخر به من شعارات ، فان اهتمامه الضيق والمحدود بحركة الجماهير ، ورؤيته المشوبة بنوع من النفعية لنضالها ، جعلته يساهم في إعاقة تطور فعاليتها ، ويكرس حالة من الريب تنتهي الى النفور والابتعاد عن كل نشاط سياسي كيفما كان مستواه .
ان الحركة الجماهيرية في فهم هذا التوجه والذي انقرض بانقراض أصحابه ، لا تزيد عن كونها قوة ضاغطة يمكن الاستفادة من نضاليتها في تحقيق اهداف سياسية ، دون ما حاجة بها لوعي طبيعة تلك الأهداف ، ولا مدى صلتها المباشرة ، او غير المباشرة ، بمصلحيتها الأنية او التاريخية ، حيث كان التحريض هو النهج المتبع في تعبئة هذه القوى الضاغطة ، والذي لا يجعلها على بينة الاّ بما طفا من حقيقة الأمور .
وإنْ كنا نبسط هذه الملاحظة على هذا النحو ، فإننا نعتقد ان الاهتمام بنمو وتطور حركة الجماهير ، لا يقف عند حدود تعبئتها لخوض نضالات مطلبية محدودة ، او اللجوء الى اعتماد طاقاتها في كسب مواقع سياسية في الصراع . بل انه يتعدى كل ذلك الى ضرورة ربط هذه الحركة كوعي وممارسة ، بسياق عملية التغيير وتنظيم الفعل فيها ، بما يتناسب وسعة إمكانية عطائها النضالي ، وقوة اندفاعها فيه ، دون الدفع بالأمور الى حد تفجير معارك فيها الجماهير مكشوفة الظهر ، وتجهل كل ابعادها السياسية . ان هذا الفهم ينطلق من معاينة لواقع الصراع في بلادنا ، ورصد لمستوى تطوره ، ومدى فعالية اسهام الحركة الجماهيرية فيه ، ويعتمد كخلاصة ، ضرورة تغليب وتقوية خط النضال الديمقراطي الجماهيري الذي يفسح المجال لانخراط الجماهير في كل مستويات الصراع ، بما يكسبها وعيها بحقيقة شرط وجودها ، ويحول اندفاعها العفوي الى فعل واعٍ يقوي من مستوى فعاليتها في عملية التغيير وتثبيت مشروع المجتمع الجديد .
ولا يفوتنا هنا ان نؤكد على ان التقدم في اتجاه ذلك ، يقتضي بالأول تجاوز كل المفاهيم والتصورات الضيقة التي قادت الجميع الى تكثيف محاولاته في اتجاه بسط هيمنته ، واحكام سيطرته على كل الإطارات الجماهيرية ، وخنق كل إمكانيات الصراع الديمقراطي المفتوح بين مختلف القوى التقدمية والديمقراطية التي تحلم بالتغيير .
ففي الوقت الذي كان على الجميع ان يعمل على تطوير مجالات ممارسة الديمقراطية ، وتعميق أساليب الاخذ بها ، اعتمد كل طرف نهج التصفية واقصاء الاخر ، ذلك الى حد الملاحقة والحرمان من حق التواجد في العديد من الأحيان .
( يتبع )








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجبهة الشعبية الجديدة تعد -بالقطيعة التامة- مع سياسات ماكرو


.. كيف نتغلب على الحزن بعد وفاة شخص عزيز؟ • فرانس 24 / FRANCE 2




.. تحالفات وانقسامات وجبهات.. مشهد سياسي جديد في فرنسا


.. بعد اكتشاف -أسماء الفيل-.. هل للحيوانات وعي ومشاعر يجب مراعا




.. بايدن وزيلينسكي يوقعان اتفاقية أمنية مشتركة على هامش قمة الس