الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من ينشد الدولة القومية؟ من يغني النشيد الوطني؟‎‎

أحمد سعد عبيد

2023 / 4 / 20
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


قام مجموعة من المهاجرين غير الشرعيين في الولايات المتحدة الأمريكية بغناء النشيد الوطني الأمريكي باللغة الإسبانية أثناء ممارسة التظاهر في الشوارع في أمريكا للمطالبة بحقوقهم.
يظهر كتاب (who sings the nation state?) حوار أو ندوة بين بنسفاك وجوديث بتللر.
يدور الحوار عن الانتماء إلى الوطن- القومية، والانتماء إلى الدولة.
فهؤلاء المتظاهرين مهاجرين، أو لاجئين، أو عديمي الجنسية، أو المهجرين والمستبعدين لا يتمتعوا بحقوقه لأنهم ليسوا بمواطنين، وكونهم يطالبوا بهذه الحقوق من خلال ممارسة حقهم في التظاهر لا يشير إلى تمتعهم بالحق في التظاهر، بل هو ممارسة عملية لهذا الحق للمطالبة بحقوقهم الأخرى.
هؤلاء الاشخاص ينطبق عليهم مفهوم أغامبين عن (الإنسان المستباح) المنبوذ، وحديث حنه ارندت عن نهاية الدولة القومية وعدم تطبيق حقوق الإنسان، فاستخدام كل من بتلر وسبيفاك للواقعة للحديث عن الدولة القومية والفرق بين الدولة وبين الأمة، وإن الدولة القومية ليست هي النموذج الوحيد الموجود، فهناك الدولة غير القومية والدولة الأمنية.
فهناك دول داخلها عدد من القوميات المختلفة وليست قومية واحدة، وهناك تاريخيا نماذج لدول اضطهدت قوميات داخلها وهجرتهم أو قامت بالإبادة الجماعية لهم أو مارست الفصل العنصري تجاههم، وقدما أمثلة متعددة في أوروبا (هتلر) وفي أسيا وفي فلسطين.
ونتج عن ذلك وجود مسائل مختلفة متعلقة والتهجير القسري واللاجئين والمهاجرين وعديمي الجنسية.
وعندما ينتقل الإنسان المستباح من دولة إلى دولة أخرى فهو يكون لديه انتمائه الخاص.
هذا المهاجر الذي ترك المكسيك ويحيى في الولايات المتحدة الأمريكية يعبر عن انتمائه الجديد بغنائه للنشيد الوطني لكنه يغنيه بلغته الأم وليس بلغة النشيد الوطني فيغني بالإسبانية وليس باللغة الإنجليزية. وهنا يثار سؤال تعدد القوميات داخل الدولة الواحدة.
من يغني النشيد الوطني؟
كتاب عن المواطنة والانتماء إلى الوطن، وعن الدولة وتعدد الأمم داخلها، عن الحياة العارية والإنسان المستباح عند أغامبين، عن أسطورة نهاية الدولة القومية وسقوط حقوق الإنسان عند حنه ارندت، عن المهجرين واللاجئين وعديمي الجنسية، عن الإنسان تحت سلطة الاحتلال، عن الإنسان تحت سلطة حالة الطوارئ.

غناء المهاجرين غير الشرعيين للنشيد الوطني باللغة الإسبانية يثير إشكالية انتمائهم إلى الدولة (الولايات المتحدة) والتعدد اللغوي للمجتمع، وتغيير المجال العام، والذي يمكن أن يغير من الدولة نفسها إذا تحولت اللغة الوطنية إلى اللغة الإسبانية بدلا من اللغة الإنجليزية، وإشكالية الانتماء إلى الوطن الأم بحيث تتحول الدولة المهاجر إليها إلى دولة مختلفة (تخوفات اليمين المتطرف)، وإذا طبقنا نفس الرؤية على فرنسا والمهاجرين العرب وتخوفات اليمين المتطرف من تحول فرنسا إلى جزائر مغربية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الهدنة في غزة: ماذا بعد تعقّد المفاوضات؟ • فرانس 24


.. هل تكمل قطر دور الوساطة بين حماس وإسرائيل؟ • فرانس 24




.. 4 قتلى وعدة إصابات بغارة إسرائيلية استهدفت بلدة -ميس الجبل-


.. القوات الجوية الأوكرانية تعلن أنها دمرت 23 طائرة روسية موجّه




.. حماس وإسرائيل تتمسكان بشروطهما.. والضبابية تحيط بمصير محادثا