الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا احبها ؟

عماد الطيب
كاتب

2023 / 4 / 21
الادب والفن


اي سر هذا الذي لا اعرف سره ؟!! .. اخترتها من بين الف طالبة من طالبات الكلية وتحيطنا ثلاث كليات اخرى .. كنت شاب جلتنمان يعتز بنفسه ويحمل ثقة بحمولة زائدة في قدرته على خضوع اي طالبة لحبه واختيارها .. ولكني اخترت الاصعب .. اخترت التميز .. لقد اسقطتني من اول جولة رغم براءتها وهي لن تملك من حبائل النساء ومن مكرهن كما هو معهود مثل تلك المواقف .. ولكن بعد سنوات عجاف تمكنت من فك شفرة السر .. ولكن بعد فوات الاوان في كل شيء .. بعد رحيل القطار وهجران المحطة واختفاء روادها .. ولم يتبق سوى اطلال نمت عليها حشائش برية ونباتات صحراوية شوكية تدل على هجران تلك المحطات لذاكرة الانسان . اخترتها لجمالها الداخلي الفياض . في اول لقاء سلمت لها كل اسلحتي .. قلبي ومشاعري واحاسيسي وكل موجودات مملكتي المحصنة وصعبة الاختراق وخزائن عشقي القديم منه والحديث .. انها تجيد الكلام بلغة تختلف عما سواهن وتحب الشعر وتقرضه . وتهوى الفن وترسمه .. وانا ابحث عن امراة تجيد هذه اللغة اجادة فوجدتها .. وكنت لا اعرف ان تلك المميزات هذه غالبا ما تكاد تكون مختفية لدى معظم الطالبات اللواتي كل همهن كيف يحافظن على زينة يومهن لنهاية الدوام ولايعرفن مكان اسمه مكتبة . هذه الكلمات اكتبها حين قرأت مقولة للكاتب والروائي جبرا ابراهيم جبرا .. يقول فيها " لا أحب هؤلاء السُذّج الذين يتخرجون بمعدلات عالية، وتخصصات علمية مهمة، لكنهم لا يسمعون الموسيقى، ولا يعرفون شاعراً واحداً، ولم يحضروا فيلم سينما، أو يحاولوا كتابة قصيدة، أو أن يخلطوا علبة ألوان ليرسموا لوحة.. .أنا لا أفهم هؤلاء الناس الذين بلا طقوس شخصية بلا عادات بلا تفاصيل ، لا يهتمون بألوان الأزرار ، ولا خشب المقاعد ويرضون بأي سائل ساخن أحمر فلا يتوقفون عند نوع الشاي ." ثم يقول .. "الحياة في التفاصيل ، في الأحاسيس ، في الذائقة .. في معنى أن تهز رأسك حزناً أو فرحاً أو طرباً لمقطع من أغنية قديمة ، أو أن تنفعل برائحة الياسمين تهب من شارع عتيق على الدوار الأول ." كانت هي تقاسمني كل شيء في طقوسي .. كانت معي في الشعر وتسمع الموسيقى وتتأمل لوحات وتعطي رأي في قصيدة او قصة او رواية وفي لوحة رسمها فنان محترف . تقول لي عن طقوس كتاباتها هو " الشعور اللذيذ الذي لايضاهيه شعور " . فكانت تعنى بالتفاصيل وبقضايا ترتقي الى الروح . وتذهب دائما إلى مساحات ومطارح فيها المتعة والفكر والصياغات الوليدة غير المطروقة . لتحريك الماء الآسن في الحياة وفي المشاعر الانسانية . فهي عادة لاتركن الى الواقع بل الى المخيلة لأن المخيلة تعمل وفق أكثر الأساليب سحرية، المخيلة تطير إلى أبعد الاماكن . وتصف الكتابة انها عبارة عن توهج فكري ولغوي . في احدى حواراتنا قالت ان الكتابة طاقة متدفقة من ينابيع سرية في الروح .. استطيع من خلالها ان اهزم الماضي وانصهر مع الحاضر . أكتب لكي أشعر بفرادتي ولكي أدون أسطورتي الشخصية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استشهاد الطفل عزام الشاعر بسبب سوء التغذية جراء سياسة التجوي


.. الفنان السعودي -حقروص- في صباح العربية




.. محمد عبيدات.. تعيين مغني الراب -ميستر آب- متحدثا لمطار الجزا


.. كيف تحول من لاعب كرة قدم إلى فنان؟.. الفنان سلطان خليفة يوضح




.. الفنان السعودي -حقروص- يتحدث عن كواليس أحدث أغانيه في صباح ا