الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
وجهة نظر في الديمقراطية ( الفصل الثالث )
سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر
(Oujjani Said)
2023 / 4 / 21
مواضيع وابحاث سياسية
" بما ان مدير البوليس السياسي DGST المجرم والجلاد Le tortionnaire et le bourreau ، يستمر متماديا في قطع الكونكسون عن منزلي ، سأضطر للخروج لإرسال هذه الدراسة من Cyber "
الفصل الثالث : الديمقراطية والعمل الجبهوي .
بصرف النظر عن كل قراءة استرجاعية ، لتاريخ واقع علاقات المعارضة الوطنية والديمقراطية اثناء قوتها وفي ما بينها ، وقبل ان تتحول اليوم الى مجرد رماد ، وكذا بسط الحديث في تحديد كل مظاهر السلب فيها ، فان ما يمكن تأكيده كثيرا ، هو طابع العداء والتجاهل اللذان اتسمت بهما العلاقات السياسية في صفوفها ، وبمختلف فصائلها وتياراتها . وهو واقع استحال معه وجود أي شرط من شروط العمل الجبهوي ، او خلق اية إمكانية لتوفير جو صحي للصراع السياسي والنظري ، تتقابل من خلاله مختلف التصورات والبرامج السياسية ، في محاولة لتأكيد حقيقة صلة هذا التصور او ذاك ، بكل مكونات الواقع ، وتحديد مقتضيات تطوره .
ان هذه السمة التي ميزت العلاقة التي حكمت الصلة بين مختلف مكونات القوى المعارضة ، فوتت عليها الفرصة ، كفعالية تجمعها جملة من المصالح المشتركة ، في تحسين مواقعها السياسية ، وتمتين اطاراتها التنظيمية ، في اتجاه تصليب علاقتها بالحركة الجماهيرية ، وبالجماهير ، والانخراط العضوي في ديناميكية حركتها بما يضمن لها الاستمرارية والتجذر .
كما انها قادتها على مستوى آخر ، الى الاسهام في تكريس الوعي المتأخر ، وإعادة انتاج كل عوامل استفحاله كحالة معيقة ، لكل اندفاع واع للحركة الجماهيرية ، في معركة التغيير وتحقيق التنمية . ولا يكفي هنا التأكيد ثانية على ضرورة تخطي هذه العلاقة ، وكل ما انتجته بالتالي من سلبيات ، بل لابد من التشديد على أهمية وعي حقيقة تشكلها ، في خلفياتها التاريخية ، وابعادها النظرية والأيديولوجية .
فغياب علاقات ديمقراطية بين اطراف مكونات المعارضة آنذاك ، وافتقاد مظاهرها في صفوف كل طرف على حدة ، وداخل اطاراته ، يتعدى اطار ظاهرة سلبية يسهل تجاوزها عند التأكيد من مضاعفات التمادي في اعادة انتاجها ، الى مستوى التعاطي معه كعائق حضاري ، لا يستقيم مسار تطور أي كيان اجتماعي ، الاّ باستئصال كل عناصر تشكله ، وهذا يقتضي كمدخل للكشف عن حقيقة تشكل هذا العائق ، القيام بنقد الذات ، وتقويم كل المفاهيم والتصورات التي سوغت العداء للتعددية الثقافية والسياسية ، على الرغم من كل الادعاءات والتبريرات الأيديولوجية ، الى جانب تعميق التجربة المعرفية ، وتوسيع مجالات تطورها ، وهي كلها مقومات تكتسي أهمية بالغة في صياغة التطور النظري الذي يسند خط النضال الديمقراطي ، ويجلي حقيقة مساره وابعاد تطوره ، بقدر ما يوسع الرؤية ، ويعمق الفهم للممارسة الديمقراطية ، كسلوك سياسي وعلاقات انتاج اجتماعية .. الخ .
ان العمل على إيجاد هذه الصياغة النظرية ، يفسح المجال لتجاوز وتخطي كل ما تعاني منه المعارضة من تصدع في اطاراتها ، واستفحال الانشقاق والانقسامات والتشتت في صوفها .
لكل ذلك نرى انه لا بد ان يأخذ النقاش بُعْده الآخر ، وان يبحث في حقيقة تصور وطبيعة ما يجب التأكيد عليه ، ككتلة شعبية تاريخية ، يُفيدها في تحقيق عملية تطورها ، انتزاع جملة من المكتسبات السياسية والاجتماعية والاقتصادية ، تقوي منحى انسجامها ووحدتها ، في مواجهة القطب الآخر الذي يواصل سعيه لتكريس حالات العجز والتردي في حمأة مستنقعات الجهل والتخلف .
ان نقاشا بهذا المعنى وبهذا النفس ، يعتبر تأطيرا أيديولوجيا ، ودعما سياسيا لكل الخطوات التي ما فتئت المعارضة الحقيقية تعانيها بين الحين والآخر ، والتي يمكن اعتبارها مؤشرا إيجابيا في اتجاه تجاوز كل السلبيات ، وتحقيق صيغة العمل الجبهوي بغاية تشييد خط ديمقراطي جماهيري ، بالإسهام المفتوح لكل الفعاليات النظرية ، بغض النظر عن حجم تأثيرها السياسي ومنحاها الفكري والايديولوجي .
ان التنويه بكل مقدمات هذا التوجه في خلق جو الديمقراطية ، وزرع اساليبها في الإطارات والمنظمات الجماهيرية ، يأخذ كل معانيه وابعاده ، من الوعي الحاد ومن القناعات الثابتة ، بانه لا سبيل لمعالجة حالة التأخر ، الاّ بوعيها كإشكالية تجد تجلياتها في المسلكيات وفي أدوات التفكير ، يعاد انتاجها حين لا يتم البحث عن عناصر الاتفاق ، بقدر ما يجب السعي لفك كل الروابط بسبب الخلافات مهما كانت جزئية وقطاعية .. فمن دون بناء جهة تقدمية ديمقراطية ، او كتلة تاريخية ثورية ، يستحيل تغيير الوضع ليصبح وضع الجماهير الشعبية التي تسعى الى الدولة الديمقراطية ، وسيستمر الجميع يعيش كقن او رعية ، أي عبدا مسلوب الحقوق والحرية ، ولن تقوم قائمة بدون مخرج الجبهة او الكتلة . فعمل بناء الوحدة الحقيقية يقتضي التفكير آلاف المرات في هذا البديل الذي وحده سيفرض الخيارات الديمقراطية في الدولة الديمقراطية ..
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. أزمة السودان.. هل يفعل مجلس الأمن الدولي -البند السابع-؟ | ا
.. الانتخابات التشريعية المبكرة ..بين التحالفات وبرامج الأحزاب
.. حزب الله يحول الجليل إلى حقل رماية.. الحرب في جنوب لبنان على
.. شمال إسرائيل يشتعل.. الجيش يوصي بتحويل الجهود العسكرية إلى ج
.. حماس تتمسك بشروطها في غزة وغليان في الجبهة الشمالية|#غرفة_ال