الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما الذي يحمله المستقبل للمياه في العراق؟

رمضان حمزة محمد
باحث

2023 / 4 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


المياه قضية حاسمة لاستقرار العراق وازدهاره في المستقبل. لذلك فان الهطولات المطرية ليست الحل لرسم إستراتيجية الدولة عليها، حيث ضمان موراد العراق المائية يجب أن يكون من نهري دجلة والفرات. اليوم، ساهم التلوث الكبير لمصادر المياه ونقص المياه الوراد من تركيا وايران، وسوء الإدارة، وزيادة التجاوزات على الخطط الزراعية وحصص المياه المخصصة قانوناً. لذلك يمكن أن تكون ندرة المياه محركًا للعنف والصراع إذا لم تتخذ إجراءات متضافرة من قبل الحكومة، حيث إستمرار الوضع المائي بهذا الشكل والمنهجية سيؤدي الى الاستياء العام في العراق، وفي خلق وضع متقلب يمكن أن تؤدي فيه أزمات المياه المحلية إلى اندلاع احتجاجات جديدة ضد الحكومة والخلافات المائية بين المجموعات المختلفة والتي قد تتصاعد في غياب آليات فعالة لحل النزاعات. وسيزداد الوضع سوءًا بسبب ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض وتذبذب هطول الأمطار التي يدفعان بالهجرة من الريف إلى الحضر ويزيدان من مخاطر الجفاف وانعدام الأمن الغذائي والأمراض المرتبطة بالمياه. إظهار الحكومة العراقية أنها تتفهم تحديات المياه التي تواجه العراق فقط تتجسد في التصريحات والمقابلات الإعلامية دون تبني إستراتيجية واضحة المعالم للمساعدة في التخفيف من ندرة المياه في المستقبل. على الرغم من ذلك ، تهدد العديد من الأزمات بدفع البلاد نحو مزيد من التدهور ، بما في ذلك فشل البنية التحتية ، ونظم الزراعة والري التي عفا عليها الزمن ، ونقص الميزانية ، وعدم الاستقرار السياسي ، وتنمية دول المنبع لمشاريعها الإستثمارية، والافتقار إلى التعاون في مجال المياه العابرة للحدود. كل هذه الأسباب وغيرها ئؤدي الى تتفاقم هذه الأزمات يضاف اليها آثار تغير المناخ ، والتي بدأت بالفعل تؤثرعلى الوصول المستدام إلى المياه في عموم العراق وبالاخص وسط وجنوب البلاد.
ومع ذلك ، لن يتمكن العراق من تحقيق الأمن المائي بمفرده. لذلك هناك حاجة ماسة الى تطوير اتفاقيات جديدة مع تركيا وسوريا وإيران بشأن كمية ونوعية المياه في نهري دجلة والفرات التي تدخل العراق كأولوية قصوى. بالإضافة إلى ذلك ، ونظرًا لأن الاحتياجات المائية داخل العراق " الطلب" ستتجاوز قريبًا المياه المتاحة "العرض" ، لذلك فإن خطة المستقبل تتطلب الاستخدام الأفضل لإمدادات المياه المتوقعة للبلد ، بما في ذلك تحسين عمليات الخزان وزيادة كفاءة استهلاك المياه، خاصة وان العراق لا يزال بموقف ضعف أمام تطوير دول المنبع والممر كل تركيا وإيران وسوريا. خاصة إذا لم تحقق دول المنبع مكاسب الكفاءة المتوقعة في الزراعة على مدار العشرين عامًا القادمة ، فستكون النتيجة المحتملة خفضًا إضافيًا لكمية ونوعية المياه المتوقعة التي يتم تسليمها إلى العراق - مع ما يصاحب ذلك من ضرر اقتصادي واجتماعي. لذا يتوجب أن يكون هناك اكتساب لفهم أفضل لخطط إدارة المياه ومع مقاربة التقدم المحرز في البلدان المشاطئة الأخرى، والعمل الجدي على تطوير استراتيجية تفاوض شاملة بشأن المياه ضمن سياق "دبلوماسية المياه" ، كأولوية قصوى للحكومة.
في الوقت نفسه ، يجب على العراق تحقيق مكاسب في كفاءته الزراعية ، وإعادة تأهيل وتوسيع شبكة تصريف الري والتجميع ، وإصلاح مختلف عناصر البنية التحتية للمياه. بسبب التقادم الواسع النطاق للبنية التحتية للمياه والزراعة ، وستكون هناك حاجة إلى استثمارات كبيرة لتمويل إعادة الإعمار واستعادة توفير خدمات المياه وأنظمة الري إلى حالتها السابقة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجامعات الأميركية... تظاهرات طلابية دعما لغزة | #غرفة_الأخب


.. الجنوب اللبناني... مخاوف من الانزلاق إلى حرب مفتوحة بين حزب 




.. حرب المسيرات تستعر بين موسكو وكييف | #غرفة_الأخبار


.. جماعة الحوثي تهدد... الولايات المتحدة لن تجد طريقا واحدا آمن




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - كتائب القسام تنشر فيديو لمحتجزين ي