الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصين والبلدان النامية ..تعاون ومصالح متبادلة في ظل السلام

سعيد مضيه

2023 / 4 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


الصين تاريخ من الإبداع الفكري
يعقد المناضل الأممي من أصل هندي، فيجاي براشاد ، مقارنة بين اتجاهين متضادين في السياسات الدولية: من جانب تدفع الولايات المتحدة باتجاه حرب باردة جديدة والإعداد لحرب ساخنة ، ومن الجانب المضاد تطور الصين خطوط اتصال وتبني التفاهم مع الغرب وعالم البلدان النامية. بعكس ما تشيع البروباغاندا الامبرياليية بأن الصين مجتمع مغلق يخضع للقيدة الأوامرية من الحزب الشيوعي، يقدم هذا المقال، المنشور في 31 آذار شهادة من أفيجاي براشاد رئيس تحرير مجلة " تري كونتيننتال: مؤسسة الأبحاث الاجتماعية"، بأن الصين تزخر بالحوارت القائمة على التفكير النقدي والبحوث العانية ، أسفرت عن تنوع ثقافي تثريه النقاشات والحوارات وطرح النظريات.
جاء في المقال:

في 20 آذار / مارس امضى الرئيس الصيني تشي جي بينغ مع الرئيس الروسي بوتين اكثر من أربع ساعات في مباحثات خاصة؛ وبناء على بيانات رسمية صدرت بعد اللقاء فقد ناقش الزعيمان مسألة الشراكة الاقتصادية والاستراتيجية بين بلديهما الصين وروسيا – بما في ذلك مد خط الأنابيب 2 لنقل الطاقة-ومبادرة السلام الصينية لوقف الحرب في أكرانيا.
قال بوتين ان "العديد من البنود السلام في خطة السلام المقترحة من قبل الصين متواافقة مع المقاربات الروسية، ويمكن اخذها كأساس لتسوية سلمية حين يتهيأ لها الغرب وأكرانيا.
هذه الخطوات باتجاه السلام لم تحظ باستقبال حار من جانب واشنطون؛ وقبيل زيارة تشي لموسكو اعلن جون كيربي، الناطق بلسان مجلس الأمن القومي بالولايات المتحدة ان أي "دعوة لوقف النار" في أكرانيا موجهة من الصين وروسيا سوف "لن تقبل". ومع بروز تفاصيل اللقاء ، عبر المسئولون بالولايات المتحدة عن المخاوف من أن العالم سوف يحتضن جهود روسيا والصين لإحداث حل سلمي وإنهاء الحرب. ان قوى حلف الأطلسي تضاعف في الحقيقة الجهود كي تطيل امد الصراع.
في يوم لقاء تشي وبوتبن أبلغت البارونة أنّابل غولديه ، وزيرة الدولة لشئون وزارة الدفاع في بريطانيا، مجلسي العموم واللوردات "أننا ،الى جانب تزويد اكرانيا بسرب من دبابات تشالينجر2 ، سنقوم بتزويدها بذخيرة تشمل قنابل خارقة للدبادبات تحتوي على اليورانيوم المنضب. جاء بيان غولدييه بمناسبة الذكرى العشرين لغزو بريطانيا والولايات المتحدة للعراق.حيث استخدم الغرب اليولنيوم المنضب لإحداث تأثيرات مدمرة لصحة الجمهور. وبصدد تزويد المملكة المتحدة القوات الأ كرانية باليورانيوم المخضب صرح بوتين " يبدو ان الغرب قد قرر حقا الكفاح ضد روسيا حتى آخر اكرني.- ليس بالكلام فقط، إنما بالفعل". ردا على ذلك قل بوتين لن روسيا سوف تزود بيلاروسيا بأسلحة نووية تكتيكية.
في الصين جرت مناقشة زيارة تشي لروسيا على نطاق واسع، مع إحساس عام بالاعتزاز نظرا لكون حكومة الصين تمارس لم دور القيادة في إقامة سد بوجه طموحات الغرب وفي السعي من أجل السلام . هذه النقاشات ، كما انعكست في الصحف ومنابر السوشيال ميديا مثل وي تشات،داو يين، وييبو، الكتاب الأحمر الصغير، بيليبيلير وزاي هو، قد أكدت كيف أن الصين ، البلد النامي، قد تمكنت مع ذلك من التغلب على محدداتها وتبوأت موقعا قياديا في العالم.

تلك النقاشات الجارية داخل الصين لا تتوفر بحد كبير للشعوب خارج الصين لأسباب ثلاثة: الأول تجري بالصين وهي لا تترجم الى لغة أخرى؛ تجري على منابر السوشيال ميديا ، والتي علاوة على انها تدور باللغة الصينية، لا يستخدمها شعب من خارج المجموعة المتحدثة باللغة الصينية؛ وثالثا ، إن تنامي العداء للصين المتجذر في تاريخ الفكر الكولنيالي المديد، يفاقمه حرب باردة جديدة، قد عمق استخفاف الصينيين بالنقاشات التي لا تتبنى وجهة نظر الغرب.
لهذه الأسباب وغيرها هناك نقص متأصل في إدراك مدى التنوع في الصين للآراء المتعلقة بتحولات النظام الدولي ودور الصين في هذه التحولات. داخل الصين يوجد تقليد ثري للحوار بين المثقفين يجري بالصحف تلهمه بطريقة أو بأخرى مجلة الشباب الجديد باسم(تشين دوكسين) ويعود صدورها لأول مرة الى العام 1915. حوى العدد الأول من نشرة تشين( 1879-1942)، الذي كان العضو المؤسس للحزب الشيوعي الصيني، رسالة الى الشباب تضمنت قائمة بالتحذيرات التي ، فيما يبدو، أرست جدول أعمال الثقافة لمائة عام قادمة.
كن مستقلا ولا تُستعبَد؛
كن تقدميا وليس محافظا؛
كن بالمقدمة ولا تمضي بتثاقل في المؤخرة؛
كن امميا ولا تكن انعزاليا؛
كن عمليا ولا تكن مهذارا؛
كن علميا ولا تتبع الخرافات.
عملت تجربة "نيو يوث" على تحريك صحيفة بعد أخرى، كل منها تلتزم بأجندة بناء المزيد من النظريات الملائمة بصدد التطورات بالصين الساعية لوضع الأسس لسيادة البلاد وانتشالها مما يطلق عليه قرن المهانة ، فترة اتسمت بتدخل الامبرياليات من الغرب ومن اليابان.
في العام 2008 أ صدر عدد من المثقفين القياديين بالصين مجلة " وينهوا زونغهينغ"، التي غدت مع الأيام منبرا للنقاش حول ما دعاه تشي" التجديد العظيم للأمة الصينية". هذه المجلة نصف شهرية تستقطب الأصوات القيادية بالصين ، ممن يقدمون تصورات مختلفة بصدد قضايا اليوم الهامة، مثل العالم ما بعد وباء الكوفيد وأهمية تنشيط حيوية الريف.
1- في العام الفائت شرعت المجلتان "تري كونتيننتال : مؤسسة الابحاث الاجتماعية" ودونغشينغ حوارات مع هيئة تحرير مجلة وينهوا زونغهنغ، ادت الى إصدار ربعية (تصدر كل ثلاثة أشهر) الطبعة الأممية للمجلة. خلال هذه الشراكة ترجمت مقالات مختارة من الطبعات الصينية للمجلة الى اللغات الإنجليزية والبرتغالية والإسبانية مع عمود إضافي متميز بالطبعة الصينية يورد أصواتا من إفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية تحاور الصين. صدر العدد الأول من هذه المجلة الأممية(مجلد1، عدد1) هذا الأسبوع يحمل عبارة " على عتبة النظام الدولي الجديد".
يبرز في هذا الإصدار مقالات ثلاث لكبار العلماء بالصين- يانغ بينغ( محرر وينهوا زونغهينغ)، ياو زونغكيو( استاذ بمدرسة الدراسات الدولية وعميد مركز الدراسات السياسية التاريخية ، جامعة رينمين الصينية) وتشينغ ياوين( عميد قسم العلوم السياسية بمدرسة العلاقات الدولية والشئون العامة/ جامعة شانغهاي للدراسات الدولية) وكذلك مقال مختصر لهيئة التحرير كلفت بكتابته .
الأستاذان ياو وتشينغ يبحثان التغيرات في النظام الدولي الراهن، وبصورة رئيسة تهاوي القطبية الواحدة للولايات المتحدة وبزوغ المناطقية.
مساهمة ياو، وترجع الى أسرة مينغ (1388- 1644) تدافع عن فكرة ان التغيرات الجارية حاليا ليست بالضرورة إقامة نظام دولي جديد، إنما العودة الى نظام دولي أكثر توازنا ، حيث " تحيي " الصين مكانتها بالعالم، وحيث أطماع الولايات المتحدة تقف عند حدود مع بروز دول رئيسة بالعالم النامي، بما في ذلك الصين، والهند والبرازيل.
المقالات الثلاث مجتمعة تركز على أهمية دور الصين في البلدان النامية ،اقتصاديا ( مثل مبادرة الحزام والطريق الحريري طوال عشرة أعوام خلت) وسياسيا ( مثل محاولات الصين إعادة عملية السلام الى اكرانيا).
المحرر يانغ بينغ متمسك بوجهة النظر القائلة أن " مصير الصين التاريخي هو الوقوف مع العالم الثالث" لسببين: اولاهما ان الصين- رغم تقدمها الكبير- تظل بلدا ناميا؛ والثاني إصرار الصين على التعددية، كما يرى البروفيسور تشينغ ، يعني انها لا تبحث عن احتلال موقع الولايات المتحدة لتغدو دولة مهيمنة عالميا.
ينهي يانغ مداخلته بثلاث تقديرات : الأول ، ان الصين يجب ان لا تقودها مجرد المصالح التجارية، إنما يجب عليها "ان تقدم وتمنح الأفضلية في نهجها الوطني لما هو ضروري لضمان البقاء الاستراتيجي والتطور الوطني"؛ والثاني،ان على الصين التدخل في النقاشات الجارية بصدد النظام الدولي الجديد، بطرح مبادئ الحزام وطريق الحرير ، والتي هي " التشاور ، المساهمة ، والمنافع المشتركة"، والمتضمنة السعي لتوسيع منطقة السلم ضد عادات الحروب؛ والثالث ان على الصين تشجيع إقامة آلية دولية تتجاوز التعاون الاقتصادي – مثل " حالة تطور دولي"، ترويج فكرة السيادة الحقة لكل أمة، وكرامة الشعوب حيال مصيدة صندوق النقد الدولي لشد الأحزمة لسداد الديونون، وأممية جديدة.


قراءة تصورات كل من يانغ ، ياو ، تشين جوهرية كجزء من مبادرة هامة للحوار الكوني. والإصدار الثاني للمجلة الربعية، وينهوا زونغهينغ، سوف يركز على طريق الصين بتجاه التحديث.
وإذ تدفع الولايات المتحدة باتجاه نزاع قوى كبير في المنطقة الآسيوية من الباسيفيكي بات من الضرورة القصوى تطوير خطوط الاتصال وبناء الجسور باتجاه الإدراك المتبادل بين الصين والغرب والعالم النامي . وكما اوردت في الكلمات الختامية للمقال الافتتاحي،"بدلا من الانشطار الدولي الذي تنهجه الحرب الباردة الجديدة فإن رسالتنا هي التعلم من بعضنا البعض لإقامة عالم تعاون لا عالم مجابهة" .
،








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان الآن مع عماد حسن|فيديوهات مرعبة! هل انتقلت البلاد إل


.. مصابون في قصف من مسيّرة إسرائيلية غرب رفح




.. سحب لقاح أسترازينكا من جميع أنحاء العالم.. والشركة تبرر: الأ


.. اللجنة الدولية للصليب الأحمر: اجتياح رفح سيؤدي لنتائج كارثية




.. نائبة جمهورية تسعى للإطاحة برئيس -النواب الأميركي-.. وديمقرا