الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محاكاة . . مما لا يتحدث به

أمين أحمد ثابت

2023 / 4 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


احيانا لأمثالي البسطاء من افراد النخب العربية استشعر براحة مخالفة للشعور الغالب بالغيض جراء التجاهل المتعمد لوجودنا وادوارنا من انتهازيات القرار السياسي والحزبي ممن يوصفون خداعا ب ( الرفاق ) للحمة الحركة الوطنية ! – شعور الحمد هذا او الارتياح الغريب مرده أن تغييبنا المتعمد أمننا كحال غياب لا نظهر في شاشات التجسس الامريكية والاوروبية . . كوننا نكرات لا تستحق المتابعة ، فرصدها لا يقوم إلا على العناصر الذين فرختهم وما زالت تفرخهم كانتهازيات متحولة عن النخبة الوطنية للعب دور الوكالة عنها كقناع ملطف عن المسمى القديم ب ( العميل او الجاسوس ) ، لتسود على المشهدين السياسي والاجتماعي خلال الستة عقود الماضية وحتى اللحظة وغدا – فعادة ما عرفناه في بلداننا العربية فعل الندرة أن يجد المرء ( النوعي ) ظرفية استثنائية او خاصة – وإن كانت شبه مستحيلة تحققها من بعد 2011م – وذلك في غفلة من اصحاب القرار السياسي الحاكم او انتهازيات قوى المعارضة – أن تساعده على الظهور عنصر على أي صعيد فكري او ابداعي او فاعلية ديناميكية في العمل الاجتماعي او حتى على الصعيد الوظيفي ، لتفاجأ رؤوس النخبة الفاسدة بتسلط الضوء عليه وإذا به يحضر رقما الى جوارهم على صدر المشهد السياسي او الثقافي خارج سلطة تحكمهم – وهذا ما يمنح امثالنا بابا لاستمرار طرح الافكار والتجدد المغاير للآراء مقابل الإفلاس الفكري العام في عقول النخب واقعا وقول الكلمة التي لا يجرأ الاخرون قولها – بمعنى آخر أن ذلك التغييب المتعمد للعناصر النوعية ( المتخوف منهم أن يصبحون رموزا وارقاما مهددة لوجودهم اسما ونفوذا ومصلحة ) . . أمنهم من شرور اشد جسامة واذى مقارنة بمشاعر الضيم والاسى وصعوبة العيش الذي يعانون منه واسرهم من فعل التجاهل المقصود تجاههم في نيل ما هم مستحقون أن يكونوا عليه او ينالونه ، بل أني أكاد أن اجزم بأن ذلك التجاهل يلعب اثرا من حيث لا يدري المرء أن ( يحصن) شخصيته ودماغه ، فلا ينتكس ارتدادا ولا يسقط في السوداوية او الاستسلام اللا أدري و . . لا يقع تحت طائلة الموت المباغت بالجلطات او القلب او تصلب الشرايين او الشلل او أي مرض هروبي من الاختلال النفسي او العقلي – كالذهان او الانفصام او الوسواس القهري – حتى أن ذلك التحصين يحفظ طاقة الحرية عنده ( دماغيا وممارسة سلوكية ) . . بل ويجعلها على الصعيد الذهني اكثر توهجا تدفع الى تجدد آليات التفكير بطبيعة مغايرة – مع كل ما هو مألوف واقعا – توهجا طاقي لنشاط العقل يسري اطرادا بإيقاع شبه منتظم دائم في متكرر تجددي من فعل المراجعة الى التخليق الابداعي الفكري – الذي غالبا ما تعاديه العقول المسجونة بالتصنم عند عناصر نخب المجتمع توهما بأنها العاقلة والاكثر واقعية – فلولا ظاهرة التغييب المتعمد ( للنوعيين القيميين ) من افراد النخبة ، لكان واقع الاستهداف لإنهاء حياة امثال هؤلاء امرا محتما ، ولكانت مجتمعاتنا العربية عقيمة غير قابلة مطلقا للتغير ، حيث ستكون الاجيال المتعاقبة من الراهن والمستقبل متشكلة وتتشكل من مختلف انماط الانهيار القيمي ( الفكري ، الاخلاقي ، السلوكي والموقفي ) ، بينما تكون مفقودة واقعا بنى القيم الايجابية ( المالكة قوة فعل التحويل الى الافضل ) ، فإن ذلك التشكل الصيروري للأجيال يكون خاليا من القيم ، يتدرج مسارا من العوز الى درجة الفقد الكامل كليا لمتكون الشخصية المجتمعية مستقبلا ، والذي معناه أن إنسان مجتمعاتنا العربية تتجه بنية شخصيته الاجتماعية نحو المسخ في تعمق استلابيته – حتى على الصعيد الفردي – فلا تحكم شخصيته غير القيم السلعية والمنفعة الاستهلاكية المباشرة واللحظية ، ودون أن يدرك حقيقة نفسه أنه بقدر استحواذ النفعية الفردية الانانية كقيمة مطلقة تحكم عقله وعواطفه ونزعاته واعتقاداته – بديلة عن الاخلاق – فإنه ذاته اصبح سلعة مقدرة للبيع والشراء من قبل غيره . . أو رميها لفقدانها خاصية القيمة للانتفاع منها – من هنا ، اقول للمعذبين من الافراد النوعيين في هذه الامة ( المسحوقة بإنسانها ) . . لا تبتئسوا او تحزنوا مهما تنامت عليكم ويلات العيش المر ومصادرة الحقوق والحق التاريخي لكم بكونكم مالكي مفاتيح التحول لحفظ كرامة مجتمعاتنا ، فتغييبكم في منفاكم المجتمعي الداخلي حفظكم من اغلال العبودية المعاصرة ، فطبيعتكم البشرية من القوة ببقاء سر وجودكم معجون بالحرية لا تمس ولا تؤثر فيكم كل عوامل الاسترقاق السلعي الساري على عموم انسان مجتمعاتكم والمجتمعات التابعة ، فلولا امتلاك المرء لحريته لفقد قيمة وجوده ، فلا قيمة لعبد مملوك لغيره وإن امتلك الثروة والسلطة في محيطه الضيق ، لا يمتلك فقط سوى التظاهر بالعلو والفاخر بينما في قرارة نفسه يشعر بالدونية ولا يمتلك ذرة من شعور القيمة داخله مثل ما تمتلكه انت ايها المستهدف النوعي المغبون – إنه لا يمتلك سوى مشاعر التظاهر امام المستلبين الاخرين بالتفوق او القوة او النفوذ ، بينما يجد نفسه قزما ونكرة إذا ما وقف امامه انسان او وصل اليه اسم انسان معدوم مثلك ، فالدونية هي الآسرة لحقيقة ذاته تجاه نفسه ، ولذا ليس مستغربا أن نجد حتى واحدا من العوام غير المستلبين أن يكون مستهدفا شخصيا من رئيس دولة او نافذ او مليونير يرى نفسه فوق اناس كل المجتمع .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسلسل إيريك : كيف تصبح حياتك لو تبخر طفلك فجأة؟ • فرانس 24 /


.. ثاني أكبر جامعة بلجيكية تخضع لقرار طلابها بقطع جميع علاقاتها




.. انتشار الأوبئة والأمراض في خان يونس نتيجة تدمير الاحتلال الب


.. ناشطون للمتحدث باسم الخارجية الأمريكية: كم طفلا قتلت اليوم؟




.. مدير مكتب الجزيرة يرصد تطورات الموقف الإسرائيلي من مقترح باي