الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانسان بين الحياة والزمن

حسين عجيب

2023 / 4 / 23
العولمة وتطورات العالم المعاصر


الحركة الإنسانية
( بين المفارقة والمغالطة )

لحظة الولادة يصير الانسان ، وكل كائن حي ، في موقعين بالتزامن : الحفي _ ة والابن _ ة .
بقية المواقع ، او الأدوار ، الاجتماعية الأخرى احتمالية بطبيعتها .
من امثلتها : الأخ _ ت ، العم _ ة ، الخال _ ة .
وخاصة موقع ، أو دور ، الأب _ الأم ( ومعه الجد _ة ) ، هو دور إرادي بصورة عامة ، ونقيض دور الابن _ ة والحفيد _ ة الحتمي بطبيعته .
....
أقترح على القارئ _ة المتابع أيضا ، التأمل لدقائق قبل تكملة القراءة ...
1
ما هي العلاقة الحقيقية بين الأحفاد والأجداد ؟!

لنتذكر ، ان أقدم الديانات الكبرى تتمثل بعبادة الأسلاف والماضي .
الأجداد يأتون من الماضي بالطبع .
الأحفاد أيضا ، يأتون من الماضي إلى الحاضر ، والمستقبل أخيرا .
....
لكن الفقرة السابقة ، تنطوي على مفارقة ومغالطة بنفس الوقت .
_ المفارقة تتمثل بأن الماضي مصدر ثابت للحاضر ، لكن ليست الوحيدة .
_ المغالطة تتمثل في اعتبار الماضي المصدر الثابت ، والوحيد .
3
ما هي الحركة الإنسانية ، ولماذا بقيت مجهولة في الثقافة العالمية ( الحالية ) إلى اليوم ، وربما يستمر الجهل والتجاهل طوال هذا القرن ؟!
أعتقد أن التفسير العلمي ، المنطقي والتجريبي معا ، على الشكل التالي :
للإنسان نوعين من الحركة :
1 _ الحركة الموضوعية 2 _ الحركة الذاتية .
الثانية أو الذاتية يعرفها الجميع ، ويعتقدون أنها الحركة الوحيدة للإنسان .
وهي اعتباطية بطبيعتها ، ولا يمكن التنبؤ بها بشكل مسبق . سوى في حالة خاصة ، واستثنائية جدا حتى الآن ، تتمثل بالأفعال والحركات الارادية فقط ، ونموذجها الالتزام ( لا يوجد عاقل _ة يجهل صعوبة الالتزام والصدق ) .
وأما الحركة الموضوعية للإنسان ، وهي جزء من الحركة الموضوعية للحياة بشكل عام ولا تنفصل عنها ، وتمثلها بالفعل .
بكلمات أخرى ،
الحركة الموضوعية للحياة ثابتة ، ومطلقة ، ولا تختلف بين كائن وآخر . وتتمثل الحركة الموضوعية للحياة ، بالتقدم في العمر ( نفسها حركة التناقص في بقية العمر ، لكن بشكل معاكس بالاتجاه والاشارة ) .
هي نفس الحركة ، التقدم بالعمر ، بالنسبة للإنسان ولغيره من بقية الأحياء .
4
من اين يأتي الأحفاد ؟
ليس السؤال سطحيا ، كما يخيل للقارئ _ة الجديد خاصة ولأول وهلة .
الحياة تأتي من الماضي ، ومن الحياة الأسبق .
( الحياة استمرارية ، ظاهرة بشكل دقيق وموضوعي ، ومؤكد ) .
الحياة تأتي من الأزل المطلق ، إلى الماضي الموضوعي أو المستمر ، ووصولا إلى الماضي الجديد _ حيث نختبره جميعا مع بقية الأحياء .
الماضي الجديد ، أو الحاضر المستمر ، أو المستقبل القديم ، ثلاث تسميات لمرحلة واحدة ، ناقشتها في نصوص منشورة سابقا على الحوار المتمدن .
الزمن أو الوقت بالعكس ، يأتي من الأبد ، إلى المستقبل الموضوعي او المستمر ، وصولا إلى المستقبل القديم أو البسيط ، والمباشر . وهو نفسه المستقبل القديم ، أو الحاضر المستمر ، أو الماضي الجديد ، الاختلاف فقط في الإشارة والاتجاه ، المتعاكس ، بين الحياة والزمن .
( حيث تأتي الحياة من الماضي والأزل ، بينما يأتي الزمن والوقت من المستقبل والأبد ) .
تتمثل ( استمرارية ) الحياة بالنسبة للإنسان ، وغيره ، بالعمر الحالي .
وتتمثل ( استمرارية ) الزمن أو الوقت الإنساني ، أو الشخصي ، ببقية العمر .
( يأتي الأحفاد من الماضي والمستقبل بالتزامن ، أين هم الآن ؟! )
بينما الأجداد ، جاؤوا من الماضي ، وانتهوا في الماضي .
( الفكرة تحتاج ، وتستحق ، المزيد من الاهتمام والمناقشة ) .
لنتخيل مولد شخصية إنسانية بعد قرن ، سنة 2123 مثلا ، أين هي أو هو الآن في الماضي أم في المستقبل ، ام في الاثنين بالتزامن ؟!
قبل ولادة الفرد بقرن ، او أكثر ، يكون موزعا بالفعل بين الماضي والمستقبل ، بالتزامن :
1 _ تكون حياته وعمره الحي ( الحالي والكامل ) ، أو مورثاته ، في الماضي عبر سلاسل الأجداد .
2 _ يكون زمنه أو وقته ، بقية عمره أو عمره الزمني ، في المستقبل المجهول بطبيعته .
5
أعتقد أن الجواب عن الأسئلة السابقة قد تكشف بالفعل ، إلى درجة متقدمة في الدقة والموضوعية معا .
ربما ، من المبكر أو السابق لأوانه الاستمرار في طرح الأسئلة الجديدة ...
طالما أن الثقافة العالمية ، والعربية أكثر بالطبع ، في حالة من الخدر واللامبالاة المعرفية غير المسبوقة بحسب تجربتي الشخصية .
6
الحركة الذاتية للإنسان خاصة ، عكوسية نسبيا أو نظريا بتعبير أصح .
لكن الحركة الموضوعية للحياة ، وللإنسان أيضا ، غير عكوسية مطلقا .
( أنت لا يمكنك السابحة في مياه النهر مرتين )
ذلك حدس هيراقليط ، وزينون ، وغيرهم .... ما يزال ، بمثابة سؤال مفتوح في عهدة المستقبل والأجيال القادمة ، ويدل بصورة مؤكدة على أن الانسان القديم كان يدرك ، ولو بصورة غامضة ، وجود نوعين من الحركة للإنسان وللحياة بصورة عامة .
الحركة الموضوعية ( او التعاقبية ) للحياة ، تبدأ من الماضي على المستقبل ، وعبر الحاضر بالطلع . وهي تساوي وتعاكس الحركة التعاقبية للزمن أو الوقت ، من المستقبل على الماضي وعبر الحاضر بالطبع .
ملحق غير ضروري ، للقارئ _ة المتابع خاصة

الظاهرة 3 أو أصل الفرد :
1 _ قبل ولادة الفرد ، تكون حياته في الماضي عبر مورثاته وسلالات الأجداد ، وبنفس الوقت يكون زمنه في المستقبل أو بقية عمره .
2 _ خلال حياته ، بين الولادة والموت ، يكون في الحاضر فقط .
3 _ وبعد لحظة الموت ، ينتهي الفرد في الماضي إلى الأبد .
....
الأزل حياة ، الماضي حياة سابقة أيضا .
الأبد زمن ، المستقبل زمن سابق أيضا .
هذه الفكرة جديدة ، وما تزال في مرحلة الحوار المفتوح ...
للبحث تتمة
....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة : أي دور للمثقفين والنجوم؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. مذيعة CNN تواجه بايدن: صور الأطفال في غزة مروعة وتكسر القلب.




.. تغيير العقيدة النووية الإيرانية.. هل تمهد إيران للإعلان الكب


.. المستشفى الإماراتي ينفذ عشرات العمليات الجراحية المعقدة رغم




.. الصين تتغلغل في أوروبا.. هل دقت ساعة استبدال أميركا؟| #التاس