الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سلمى الجيوسي

حسن مدن

2023 / 4 / 23
الادب والفن


نظرة سريعة على المنجز البحثي والنقدي الأدبي لسلمى الخضراء الجيوسي، يظهر ما قدّمته هذه المرأة من مساهمة في غاية الثراء للثقافة العربية، التي كانت حاضرة في صدارة مشهدها على مدار عقود طويلة، فهي التي وضعت عدداً من الموسوعات التي ستبقى مراجع خالدة يعود إليها دارسو الثقافة والأدب العربيين، وتوزعت إصداراتها على اللغتين العربية والإنجليزية، فإليها يعود فضل كبير في تعريف الناطقين باللغة الثانية من أكاديميين ودارسين بأدبنا العربي، قديمه وحديثه، وحسبنا هنا ذكر عناوين بعض مؤلفاتها، ك«الشعر العربي الحديث»، «أدب الجزيرة العربية»، «الأدب الفلسطيني الحديث»، «المسرح العربي الحديث»، «القصة العربية الحديثة»، فضلاً عن مؤلفات في الحضارة العربية وأدبها القديم، كدراستها عن «الحضارة العربية الإسلامية في الأندلس»، ودراستها عن «الشعر الأموي».

من العربية إلى الإنجليزية ترجمت الجيوسي الكثير من الأعمال الروائية لأسماء مثل حنا مينه، يوسف القعيد، سحر خليفة، إبراهيم نصر الله، إبراهيم الكوني وغيرهم، كما ترجمت عدداً من دواوين الشعر العربية لشعراء مثل أبي القاسم الشابي، نزار قباني، فدوى طوقان، محمد الماغوط وغيرهم. وأنشأت عام 1980 مشروع بروتا للترجمة، ونقل الثقافة العربية إلى العالم الأنجلوسكسوني.

ولدت سلمى الجيوسي التي رحلت عن الدنيا قبل يومين، في مدينة صفد الفلسطينية عام 1928. درست الثانوية بالقدس، ثم درست الأدبين العربي والإنجليزي في الجامعة الأمريكية في بيروت، قبل أن تعود إلى القدس وتعمل في «كلية دار المعلمات»، وبعد النكبة الفلسطينية عام 1948 استقرت في الأردن، وحصلت على درجة الدكتوراه في الأدب العربي من جامعة لندن، وقامت بالتدريس في العديد من الجامعات الكبرى.

حظيت الراحلة الكبيرة بتقدير كبير هي أهل له، حيث نالت العديد من الجوائز المرموقة، فقد اختيرت من جائزة الشيخ زايد لتكون شخصية العام الثقافية في 2020، كما منحت جائزة «الإنجاز الثقافيّ والعلميّ» من مؤسّسة سلطان العويس الثقافيّة عام 2007، إضافة إلى وسام القدس للإنجاز الأدبيّ، كما حصلت على «جائزة محمود درويش للإبداع» عام 2023.

سيرة الجيوسي وهي القائلة «إن إصدار الأحكام المطلقة في الفنّ مسألة بالغة الخطورة، ومن المُفقر لأيّ فنّ أن يحصر فضاء تعبيره»، تدعونا إلى الوقوف مجدداً أمام المساهمة بالغة الأهمية لأدباء ومثقفي ومفكري فلسطين، رغم المحن المتكالبة على وطنهم، منذ نحو ثمانية عقود، في إثراء الثقافة العربية وتطويرها والدفع بها نحو آفاق العالمية، ولو أن المساحة تتسع لأوردنا هنا عشرات الأسماء من شعراء وكتّاب ومفكري فلسطين الذين نهضوا بهذا الدور.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟