الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجولات التصالحية والحدث السوداني

عبد الخالق الفلاح

2023 / 4 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


في هذه الأيام، كنا نشاهد ونتابع تطورات الاحداث التاريخية في الشرق الأوسط واحدة تلو أخرى:مثل التقارب السعودي الايراني و بعثت السعودية وعمان وفدا مشتركا إلى العاصمة اليمنية صنعاء لإجراء المفاوضات مع الحوثيين، سعيا إلى إيجاد حل سلمي لأزمة اليمن؛ و وزير الخارجية السوري السعودية للمرة الأولى منذ اندلاع الأزمة السورية، وتسارعت خطوات سورية للعودة إلى جامعة الدول العربية؛ وزيارة وزير الخارجية التركي الى مصر لأول مرة منذ أكثر من عشر سنوات؛ وقررت قطر والبحرين استئناف العلاقة الدبلوماسية بينهما و أعرب المجتمع الدولي عن الترحيب والدعم لهذه الجولة الجديدة من التفاعلات الإيجابية بين دول المنطقة، وهذه الخطوات كانت تنمي الامال لتساهم في تخفيف حدة التوتر للوضع الإقليمي وكانت تساعد على تحقيق الأمن والأمان الدائمين في المنطقة ولكن من جهة اخرى مع الاسف الشديد تنطلق افواه البنادق و لعبة الرصاص ، والقفز من مائدة المفاوضات إلى دبابات الحرب في بلد مثل السودان، لا تعكس فقط صراعا على السلطة بين الرجلين، وإنما هي تعكس أيضا صراعا على السودان، بين الفرقاء- الأصدقاء في العالم العربي والشرق الأوسط ، و يكشف لنا حجم النفاق والخداع في السياسة الإقليمية، ويعيد لنا التأكيد على أن العلاقات الدولية والاقليمية في العالم لم تعد علاقات خطية، كما كان الحال خلال الحرب الباردة الأولى، وإنما أصبحت علاقات شبكية، تتقاطع خلالها المصالح وتتوافق و تتفارق. وقد اتهمت الصفحة الرسمية للجيش السوداني على منصات السوشيال ميديا أطرافا إقليمية بالتورط في تقديم المساعدات لقوات الدعم السريع، في حين وجهت تلك القوات اتهامات لأطراف أخرى بالتورط في تقديم المساعدات إلى الجيش. ومن المثير للسخرية أن تجد في المنطقة أطرافا صديقة تقدم مساعدات لخصوم أصدقائها بدون أي خجل. ولذلك فإن العلاقات الشبكية التي تربط اللاعبين الإقليميين باللاعبين المحليين في السودان، ولاعبين آخرين، مسلحين غالبا، حكوميين وغير حكوميين، في بلدان مثل ليبيا وتشاد وأفريقيا الوسطى، من شأنها تعقيد القتال الجاري في السودان، و إطالة أمده، بل وانتشار تداعياته إلى الدول المحيطة بالسودان، بما فيها مصر، التي تمكنت بعد خمسة أيام من القتال من استعادة جنودها هناك من خلال مبادرة دبلوماسية نادرة إحترمها البرهان ودقلو في آن واحد. الجنود المصريون الذين عادوا، ما يزال وراءها في السودان عالقين في الحرب بلا ذنب من طلابها الذين يدرسون في السودان، ومهندسيها الذين يعملون في مجالات مختلفة.
كذلك فإن العلاقات الشبكية بين القوى الإقليمية وبين طرفي الصراع في السودان، من شأنها أن تترك تداعيات سلبية بين بعض الدول العربية، ومن الممكن أن تؤدي إلى تفاقم الأوضاع في الدول الأفريقية المجاورة. ومع أن الحكومات في البلدان العربية ذات النظ…
إن الصراع بين أعداء اليوم أصدقاء الأمس، وضع مصالح السودان وشعبه على الرف، وجعل أولوية كل منهما هي السيطرة المنفردة على السلطة.
وعندما راحت العجلة تدور بسرعة في اتجاه الإعداد للإنفراد بالسلطة في معسكر كل من الخصمين اللدودين، فإن قائد قوات الجنجويد السابق، نائب رئيس مجلس السيادة، وقائد قوات الدعم السريع، الفريق حميدتي، قرر بسرعة أن يبادر إلى أكل خصمة في وجبة الغذاء، قبل أن يؤكل هو في وجبة العشاء. حميدتي في واقع الأمر قرر أن يتغذى بالبرهان، قبل أن يتعشى البرهان به!
الاستنتاج الكبير الذي نخلص إليه هنا، هو أن القتال الذي يجري في السودان الآن لا ناقة للشعب السوداني فيه ولا جمل، وإنما هو ضحية لها، يدفع ثمنها مرغما، وأن المستفيد الوحيد منه هو المنتصر في نهايتها، سواء كان البرهان أو دقلو.
عبد الخالق الفلاح باحث واعلامي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أكثر من 50.000 لاجئ قاصر في عداد المفقودين في أوروبا | الأخب


.. مدينة أسترالية يعيش سكانها تحت الأرض!! • فرانس 24 / FRANCE 2




.. نتنياهو يهدد باجتياح رفح حتى لو جرى اتفاق بشأن الرهائن والهد


.. رفعوا لافتة باسم الشهيدة هند.. الطلاب المعتصمون يقتحمون القا




.. لماذا علقت بوركينا فاسو عمل عدة وسائل أجنبية في البلاد؟