الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السودان . . وسيناريو الإستعارة ( الجزء الاول )

أمين أحمد ثابت

2023 / 4 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


حرب المواجهة العسكرية في السودان – حدث واقعي موضوعي – في طبيعتها يسهل استقراء ما تنتجه وما ستنتجه مستقبلا من دمار وترويع وخوف للسكان ، كما وبفهم بسيط يمكن تصور حكمي توقعي لما سيأتي لاحقا كمتخوفات الاخطار الكارثية المرتقبة جراء اندلاع هذا التفجر الناري الاقتتالي بين الجيش النظامي وفصيل منشق منه يعرف بقوات الدعم السريع . . إذا لم تتوقف معركة المواجهة الشرسة – وهنا لنستعرض اصوات العقل النخبوي السوداني والعربي والعالمي التي نضحت خلال 11 يوما من تفجر معركة الخرطوم ، لنرى كيف يتمظهر وعي تلك العقول في استقراء الامر من حيث ( أصل حقيقة الحدث ومساره ) .
فأصوات ( وعي النخب السودانية ) – بعيدا عن الديباجة المعتادة المشتركة بينها ونداءات الصوت الدولي المتعاطف حول الجانب الانساني الصادح برعب المواطنين الواقعين داخل محيط دوائر الاحتراب ، هذا الى جانب اخطار الموت تحت المقذوفات او تهدم المباني فوق رؤوسهم او الموت تحت طائلة الجوع والظمأ والجراثيم الممرضة او فقدان العلاج والتطبيب اللازم للمرضى – تتجلى بالآتي :
صوت رقم ( 1 ) : الحرب منتجة عن صراع شخصي بين البرهان وحميدتي على سلطة الحكم ، والناتج إعادة حكم الفرد العسكري الفردي الديكتاتوري السابق توريثا ، والذي يعني انها مثلت المخرج الوحيد لعودة استئثار العسكر بالحكم المطلق والالتفاف على ( الثورة وكل محاولات السنوات الماضية بدعم دولي وعربي واقليمي لقيام الدولة المدنية الحديثة – الديمقراطية ! ) .
صوت رقم ( 2 ) : الحرب يتحملها البرهان كمسبب لها – بغض النظر من من الطرفين اطلق او طلقة لنشوب المعركة . فهو يعد قائد الانقلاب على مدنية الحكم ، وهو ايضا من استحدث مكون قوى الدعم السريع كأداة لقمع المظاهرات المناهضة لانفراده المتحكم بمسار العملية السياسية وفق مشيئته ومصالح وجوده كرأس مستقبلي للحكم او بقائه كحاكم فرد مطلق بصفة وجوده كرئيس مجلس السيادة .
صوت رقم ( 3 ) : حميدتي هو من فجر الحرب وترجع الى قواته اطلاق الشرارة الاولى التي اشعلت الحرب – رغم انه كان حاضرا مأدبة سحور مع البرهان والتوقيع على اتفاق الصلح بينهما ودرء الخلاف . . قبل اندلاع الاقتتال بساعات قليلة . مثل تفجير الموقف انقلابا مليشاوي ( مدعوما من الخارج ) ينفرد فيها برأس الحكم منهيا المطلب الشعبي والنخبوي بقيام دولة حكم مدني مدارة بعناصر مدنية ، كما وتحل مليشاوياته المسلحة محل الجيش النظامي – هذا الجيش الذي ترى فيه عددا من مسميات القوى الوطنية انه ( الجيش الموالي للبشير والمشبع بالفاسدين الى جانب تنظيم الاخوان المسلمين ) ، بينما اخرى غيرها تراه الجيش النظامي الرسمي بغض النظر عن وجهة الرؤية السابقة ، ولا يمكن القبول بتنظيم مليشاوي يستبدل صفته .
صوت رقم ( 4 ) : وهو الصوت المفجوع بطبيعته التوهمية والاتكالية الاستغاثية بالخارج ، والذي يرى في عدم التدخل الدولي لوقف هذه الحرب المندلعة – فلا غيره يقوى على فعل ذلك – فإن الحرب ستتحول من حرب بين رجلين متنازعين على سلطة الحكم . . إلى حرب اهلية ستمتد إلى عموم السودان ، والذي عنها يتجلى الخوف السوداني بطرح الحرب واقع تفكك السودان إلى دويلات صغيرة متعددة – يستدلون على ذلك بانفصال جنوب السودان وحرب العشر سنوات الماضية في دارفور ، هذا غير بوادر الدعوات المتقطعة الظهور خلال الفترة من بعد الثورة وإلى ما قبل هذه الحرب ، والتي تمظهرت بتمردات قبلية مختلفة الاطراف بدعاوى مطالب الحكم الذاتي ( المناطقي ) .
ويكرر الصوت الدولي والاقليمي تجاوبا مع الصوت السابق ( 4 ) : ذات التهويل لمتخيل ( الحرب الاهلية ) في السودان – كما وتتجاوب الاصوات السودانية الاربعة مع الصوت الدولي المسوق في صور التخوفات بتمدد الحرب السودانية من محيط الداخل الى محيط البلدان ال7 المجاورة حدوديا معها ، والذي يهدد بحدوث اضطراب وفوضى بصورة حروب جوار وبصورة حروب ارهابية مع المجاميع الاسلاموية المتشددة او حروب المرتزقة المتسللين الى السودان من ليبيا او غيرها بإدارات دولية او اقليمية تتدخل في الشئون الداخلية في السودان او عبرها الى بلدان اخرى عربية وافريقية – وتجمع كلها لفرض وقف قتال الطرفين والعودة للتفاوض ومنها لاستكمال نهاية دورة الحوار ( الإطاري ) المتفق عليه وفق سلطة الترجيح التي يمتلكها البرهان ونائبه ( الخصم ) قبل تفجر حرب المواجهة – التي مثلت تنصلا لحميدتي عن الضغوط الدافعة لدمج قوى التدخل السريع في هيكلة الجيش والامن النظامي ، وهو ما يشي بفقدان قيمة وجوده المستقبلي في لعبة الصراع على سلطة الحكم .
هذه كل اصوات العقل الدائرة حول السودان والحدث الجاري فيها - والأسئلة التي تحضرنا : هل أن كل فهوم الاصوات التي عرضناها سابقا ( 1 ) مدركة لأصل حقيقة حدث الحرب المتفجرة ، ( 2 ) وهل في معرض طروحاتها يكشف ادراكا لحقيقة الابعاد او المسببات لتفجر تلك الحرب ، واتلي تحمل اجابة صادقة على سؤال عرضي اخر محدد ب " لماذا تفجرت تلك الحرب " . . أم انها مزاجية . . كما يتقولون ، ( 3 ) وهل يدركون حقيقة الوجه الاخر من اجابة سؤال لماذا ، والمتمثل الى ماذا ستنقاد اليها امور السودان ووضعه ودول الجوار او المتأثرة بأحداثه إذا ما استمرت الحرب ولم يتم توقيفها ؟؟؟؟؟؟؟ - هذا ما سنأتي عليه في الجزء اللاحق .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ضباط إسرائيليون لا يريدون مواصلة الخدمة العسكرية


.. سقوط صاروخ على قاعدة في كريات شمونة




.. مشاهد لغارة إسرائيلية على بعلبك في البقاع شرقي لبنان‌


.. صحيفة إيرانية : التيار المتطرف في إيران يخشى وجود لاريجاني




.. بعد صدور الحكم النهائي .. 30 يوما أمام الرئيس الأميركي الساب