الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ذكريات من الماضي ربما يستفاد منها لبناء الحاضر والمستقبل (2)

فلاح أمين الرهيمي

2023 / 4 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


ربما كانت الدعاية التي رافقت عمليات الإطاحة بنظام صدام الدكتاتوري الدموي فتحت باب الأمل والرجاء أمام يأس العراقيين المدجن قد أتاح للعراقيين العيش في الأحلام الوردية عن شكل ومحتوى النظام القادم وعن ما سيقدمه ويحققه للشعب من إجراءات وخطوات على طريق معالجة الماضي ومآسيه ويعوض عنه في بناء المستقبل السعيد للعراق وطن وشعب .. وكان معظم الذين كانوا يذهبون إلى مراكز الانتخابات ويغمسوا سباباتهم في البنفسج حاملين بطاقات الفوز للمرشحين يبحثون في خزائن أحلامهم عمن يستطيع أن يحقق لهم المستقبل السعيد ويغير واقعهم المأساوي ويفتح لهم باب الفرج الذي انتظروه طويلاً ولم يخطر ببالهم أن النخب سوف تصعد بأصواتهم إلى عرش السلطة وأول ما تفكر به هي مصالحهم وتنساهم وتتركهم في قعر المشاكل والأزمات.
والسياسيون العراقيون تعاملوا معهم بعشوائية كبيرة كانت تختزن في باطنهم سيئات وغايات مبيتة للإثراء على حساب الخراب الذي خلقه نظام صدام المقبور وامتازت خططهم ومشاريعهم على مسك سلطة المحاصصة والتوافقية ويغرقون مؤسسات الدولة بالموظفين الفائضين عن الحاجة من دون فتح مشاريع إنتاجية جديدة أو تصليح وتوسعة القديم منها وذلك لأغراض انتخابية ضيقة أدت بالتالي إلى تخمة هائلة في مؤسسات الدولة وانتشار ظاهرة الفضائيين والبطالة المقنعة في مقابل تراجع حاد بمعدلات الإنتاج في مختلف المجالات الصناعية والزراعية وغيرها وتعطيل لأغلب مشاريع الدولة الإنتاجية الموروثة من العهود السابقة وفتح أوسع الأبواب أمام ظاهرة الاقتصاد الريعي من أجل مصالح سياسية خاصة في مقابل ذلك بقيت فكرة دعم القطاع الخاص أسيرة المصالح الاقتصادية المضيقة للقابضين على سلطة قرار الدولة مما فرض على المستثمرين كلف إضافية للمشاريع تدفع على شكل ولاءات أو رشاوي أو هدايا وحصص بنسب متفق عليها سلفاً تقدم إلى من بيدهم قرار منح هذه المشاريع ومن الأسباب التي جعلت انتعاش ظاهرة الفساد الإداري في الدولة هو الاتفاق مع المستثمرين وأصحاب رؤوس الأموال على الاكتفاء بالمشاريع الصغيرة ذات دورة رأس المال القصيرة في تنفيذها وكان في معظمها بقطاع التجار والخدمات ولم يباشروا بمشاريع إنتاجية استراتيجية صناعية وزراعية لأنها تحتاج إلى دورة رأس مال طويلة إضافة إلى حاجتها إلى رؤوس أموال كبيرة أيضاً التي استحوذت عليها حيتان الفساد الإداري لعدم استقرار الأمن والإدارة والقانون .. مما أدى إلى انفلات أمني واقتصادي واجتماعي وخدمي وبيئي وصحي وانعكاس هذا الإخفاق على حياة المواطن العراقي بكل تفاصيلها وأصبح العراق يرزخ تحت تأثير كارثة استنزاف هما الإرهاب وانفلات السلاح والفقر والجوع والبطالة والفساد الإداري والتجربة أصبحت على طول الخط تدعم بعضه بعضاً ويدعم الآخر وكانت هنالك دلائل كثيرة تؤكد على أن جهات في السلطة كانت تمارس الفساد وهي التي تمارس الإرهاب بشتى صنوفه وهوياته فالأموال المنهوبة من خزينة الدولة بالطرق المختلفة هي التي تمول وتدعم العمليات الإرهابية العنيفة وهي التي صنعت حيتان الفساد الإداري وأصبحت تمسك بقوة على رقبة الدولة وعلى المواطن في العراق.
والآن لا زال الشعب يعيش بأمل ورجاء في حكومة تحمل راية الإصلاح والتغيير تنقذه من الماضي وذكرياته المؤلمة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حزب الله يوسع استهدافاته.. وإسرائيل تؤكد حتمية الحرب مع لبنا


.. أوامر إسرائيلية جديدة بعمليات إخلاء إضافية لمناطق في شرق رفح




.. الفاشر.. هل سيكون بداية نهاية حرب الجنرالين؟ | #التاسعة


.. للمرة الأولى منذ عقدين.. عاصفة شمسية تضرب الأرض |#غرفة_الأخ




.. كأس الاتحاد الإفريقي.. نهضة بركان يستضيف الزمالك في ذهاب الن