الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السودان ومصر ٥٥

بهاء الدين الصالحي

2023 / 4 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


أزمة السودان ٥ ٥
مصر – السودان
أزمة الوجود المصري في السودان أزمة مركبة حيث يرتبط التاريخي بالحاضر من خلال عدة اعتبارات :
وجود تداخل بين الازمات الداخلية والخارجية في مصر والسودان حيث يمثل أزمة الثقة التاريخية بدخول مصر بعد احتلالها من الانجليز في صراع مع الثورة المهدية حيث سرقت إنجلترا أموال مصر ودماء ابناءها ومع نجاح الثورة المهدية الشعبوية واستمرارها لمدة عشر سنوات وكأن لزاما علي مصر بحكم تبعيتها المذلة للاحتلال الانجليزي ،ولكننا كنا دوما نعمل لصالح الآخرين سواء كانت تركيا أو إنجلترا ، وربط ذلك في حاضرها ان الأنصار مع احتواء إنجلترا لطائفة الأنصار من خلال إعطاء لقب السير لعبدالرحمن المهدي ،وقد دبجت الأشعار في مدح بريطانيا بعد ذلك علاوة علي ربط نظام التعليم في السودان بانجلترا من خلال كلية جوردون ذلك العسكري الانجليزي الذي صنع من السودان محمية فكرية لصالح بريطانيا العظمي ، ومع تداول الأنصار للحكم في السودان فقد مارس الانطباع التاريخي في علاقته مع مصر ،خاصة مع علاقات النسب والمصاهرة مع بابا المسلمين في السودان كما كان يحب أن ينادي وهو حسن الترابي .
أزمة الإسلام السياسي علي مستوي المركز والفروع وهو ما مارسته افرعه في تونس والسودان وليبيا ،ولكن فرع السودان بحكم الجغرافيا وتداخل الواقع وخصوصية العلاقة بين الشعبين المصري والسوداني عبر التا ريخ ،خاصة مع قدرة الترابي ومدرسته الفكرية علي تسييس القوات المسلحة السودانية مما ادخل مركب الدين بحسمه اللاهوتي مما أدي لغياب المشترك الوطني فكانت النتيجة التخلي عن جنوب السودان وتم الترويج لفكرة المؤامرة وأن الغرب هو المسئول علما بأن ثلاثين عاما من إهمال الدولة الوطنية عن خلق المشترك الوطني
وبالتالي زادت الثقوب وتأصلت من خلال توازي المؤسسات والكيانات التاريخية علي حساب الدولة وملامح الدولة المركزية.
ومن هنا تأصلت الكراهية لمصر من خلال سلطان حسن الترابي وسيطرته علي مساحة من العقل السوداني ، وذلك بحكم انتماءه الايديولوجي .
ولكن نبقي عدة اعتبارات :
انكشاف المجال الحيوي للسودان أمام العسكرية المصرية من خلال البعد الجغرافي لمصر وهنا هبة الله لمصر وخبرة مصر في تشييد الواقع السوداني المنكر عبر التاريخ ،
انهيار الوكيل المحلي للقوي حال انتهاء الصراع الدامي علي ارض الواقع حاليا وانكشاف كل أوراقه تطبيقا للقول الخالد لقد كشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد .
الفاتورة المالية الكبيرة مع انكشاف الدور السياسي وتمرد مصر علي فكرة الدور التابع مع نغمة احتقار اللاعبين الأساسيين في السودان لمصر خلال إدارتها للازمة الحالية ،ولعل الوعي المصري من خلال رفض التدخل في اليمن لصالح دول الخليج .
الحاجة الرئيسية لمفهوم الدولة خاصة مع حاجة الميليشيات لبنية مجتمعية تعيش علي دمها وهو مالم يتحقق مع انهيار بنية الدولة في السودان ،وهنا الدور الكبير لمصر في مراهنتها علي الدولة المركزية السودانية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إدارة بايدن وإيران.. استمرار التساهل وتقديم التنازلات | #غرف


.. ناشطون يستبدلون أسماء شوارع فرنسية بأخرى تخص مقاومين فلسطيني




.. قطر تلوح بإغلاق مكاتب حماس في الدوحة.. وتراجع دورها في وساطة


.. الاحتجاجات في الجامعات الأميركية على حرب غزة.. التظاهرات تنت




.. مسيرة في تل أبيب تطالب بإسقاط حكومة نتنياهو وعقد صفقة تبادل