الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السودان . . وسيناريو الاستعارة جزء ( 2 )

أمين أحمد ثابت

2023 / 4 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


إن عيب عقل النخب العربية – في جميع الاتجاهات الفكرية والسياسية – ينكشف بتوازن تطابقي مع عقل العامة لمجتمعاتها ، والذي يستغل لتمرير السيناريوهات المعتمدة في الاجندة الدولية للهيمنة الامريكية على مجتمعات الشعوب الاخرى ، عندها النخب العربية بدلا من أن تكون صمام امان وطني لمجتمعاتها ضد التبعية او على الاقل لتحجيم وتخفيف طابع تلك التبعية . . نجدها – من حيث لا تدري او تدرك – أنها تمارس دورها الوطني ( توهما ) كترس من تروس الاجندة الخارجية لصناعة واقع وظروف وعوامل ومتفاعل اجتماعي يهيؤون لتخلق ظرفية واقع خاصة شبه شيطانية – لا جذر سابق يشي إلى هذا المتخلق – والتي تطبع الواقع ك . . ( بيئة حاضنة ملائمة ) لتحقق السيناريو النظري المعد سلفا كواقع تنفيذي . . وتحقق استمراره كآلية حاكمة لصراع القوى على سلطة الحكم تحت شعار تغيير النظام وطابع دولته وذلك وفق ( البرمجة المعدة سلفا وفق المسودة النظرية او ما يعدل فيها إذا ما تطلب الامر لذلك ) – أي من قبل المتحكم الامريكي وبدرجة ثانية الاوروبي كاتفاق بتبادل الادوار – وعودة لتبيان ذلك العيب الذي اصبح العقل العربي متطبعا به يتمثل بتجميد آليات نشاط عقله التفكيري بربط تحليلي استقرائي بين اللحظة الراهنة ومتساوقات الاحداث السابقة والتنبؤ التوقعي القريب لما سيأتي عليه الواقع من احداث ، شريطة تحرر العقل في تفكيره عن طبعه العاطفي المسيطر عليه او عن طابعه الانقيادي تحت اوهام التعصرن والتجاوب الايجابي مع الايقاعات المطلوبة لتقبله مع الغرب المتقدم – هذا العيب العقلي يتعرى بوضوح ك . . ( فاقد حتى للذاكرة القريبة ) ، فكل ما نراه ونسمعه لأصوات العقل لمجتمعاتنا العربية المختلفة – بملامسة لراهن اللحظات الاجتماعية لما نحن فيه – أننا نبدأ الاعلان عن افكارنا وتحليلاتنا لما هو حادث الان كحدث مقطوع عن أي سياق سابق ، وحين نريد تعزيز رؤيتنا ( المتوهمة ) علميا ، فمن خلال راهن ظاهر الحدث المخيف ( المفاجئ ) نستحضر بتوازي انتقائي توازني من معبرات ظهرت من سياق السابق لتمثل اشارات استدلالية لتأكيد رؤيتنا التي نطرحها – بينما فهم حقيقة الحدث الراهن ، تكشف أن تلك الاستدلالات التي يتكئ عليها العقل العربي لتفسير وتحليل ما يجري تعد من الثانويات او العرضيات التي حين يؤخذ بها كأساسيات للاستدلال فإنها لا تقود إلا الى الخطأ والفهم الزائف لحقيقة الامر – بتطبيق بسيط أن تصعيد البرهان لحميدتي وتضخيم قوته العسكرية الى مصاف لعبة الصراع السياسي على سلطة الحكم وطابع النظام الحاكم – كما تقوله القوى السياسية – الاجتماعية عن قيام البرهان بالانقلاب تكوين الدولة المدنية ومطالب الثورة بفرض امرا واقعا لهيمنة حكم العسكر مجددا على اللعبة السياسية ، فما كان له من رفع حميدتي كنائب له لمجلس السيادية إلا ليستغل قوات الامر السريع لإجهاض مريع لكل المحاولات الاجتماعية لرفض عودة حكم العسكر – وهي في الاساس ستحسب اجتماعيا في وقت لاحق على حميدتي ، كون تلك القوات القامعة لم تكن إلا تابعة لشخصه – ومن جانب ثاني ، أن وجود حميدتي الى جواره كرأس ممثل لمجلس السيادة في مقابل تجمعات القوى المدنية ( السياسية والنقابية ) ، يدفع نحو تخفيف وطأة ضغط القوى السياسية المدنية كطرف مقابله كفرد يريد الاستئثار بالحكم تحت ذريعة حماية العسكر للتحول المدني ، كما ويؤصل وضعا لتسيد الجانب العسكري على اللعبة السياسية الحوارية وتحويل القوى المدنية كتابع ثانوي لإرادات الاول وتلاشي الاثر المجتمعي للمناوئين منها – ومن هنا في مثل هذا الاستحضار الانتقائي ، يؤكد لعقليتنا أن الاقتراب النهائي من حل مشكلة الحكم السياسي في السودان وبدعم ورضى دولي ( متحكم فيه من قبل امريكا وبريطانيا وبغطاء اممي ) تحت مسمى الحوار الإطاري . . كان قد غذى النزعة الذاتية عند حميدتي في الحكم القادم وبشرعنة دولية ، لكونه قد اصبح الرقم المقابل للبرهان على صعيد رهان واقع القوة ، وحيث انقاد الحوار نحو دمج قوى التدخل السريع ضمن الجيش والامن النظامي التابع التابعين لوزارة الدفاع ووزارة الداخلية والامن ، الذين سيكون البرهان يرأسهما كرئيس لمجلس السيادة وما يجعله من جانب قد جرد حميدتي من قوته خلال لعبة الانتقال نحو الدولة الانتقالية التي سيرأسها منفردا بالسلطة العليا النافذة – خلاصة ما سبق يستنطق عقلنا ( المعاق ! ) أن تفجر الحرب مثلت ضرورة حاسمة لتصفية احد القطبين السائدين للآخر ، وبغض النظر كان المبادر للعمل الاستباقي في تفجير المواجهة المسلحة ، وإن يعد الاحتمال الاكثر منطقيا أن حميدتي وقوات التدخل السريع هي من اطلقت شرارة المواجهة الاولى كنوع من الاستباق المباغت سيحدث الارباك للبرهان والاضطراب الشال لقوات الجيش بما يسهل حسم المعركة مبكرا – هذا طرحا موضوعيا لا يمكن تخطيئه حتى بنسبة 10 % ولكن كوجه انتقائي مما سبق ، لكنه أن يكون استقراءا تحليليا وحكميا لواقع الحرب الجارية وتفسيرا لقيامها ومسارها القادم ، فلم يكون نطق عقولنا ذلك لا يعادل نسبة 5 – 10 % من حقيقة الحرب الجارية .

إذا ، ما هي حقيقة الحرب الجارية ، وما هي الاسباب المخفية وراء نشوئها ، وما هو متجهها الاخير – كلها اسئلة سنجيب عليها في الأجزاء القليلة القادمة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لماذا يحب لاعبو الغولف ملاعب -لينكس- الصعبة؟


.. دمار كبير في عيتا الشعب وتبادل مستمر للقصف.. كيف يبدو المشه




.. المحكمة العليا الأميركية تحسم الجدل حول -حصانة ترامب-


.. وضع -غير مألوف- في فرنسا.. حكومة يمينية متطرفة تقترب من السل




.. قبل -جولة الحسم- في إيران.. معسكران متباينان وتغيير محدود |