الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السبيل الى الحل الشامل للقضية السورية ( رؤية حراك - بزاف - )

صلاح بدرالدين

2023 / 4 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


السبيل الى الحل الشامل للقضية السورية
( رؤية حراك " بزاف " )

قرر معظم بلدان النظام العربي الرسمي وقبل ذلك تركيا في الآونة الأخيرة بالانفتاح على النظام السوري ، وتبادل الزيارات الدبلوماسية ، والأمنية سرا وعلنا ، من دون اعلان جميع الشروط والاسس التي يستند اليها القرار ، والخطوات الواجبة اتخاذها من جانب نظام دمشق ، مع تدني الامال الى درجة الانتفاء على احتمالات فرض شروط لمصلحة السوريين ، وتحقيق حتى جزء من أهدافهم التي قدموا في سبيلها ملايين الضحايا ، والمهجرين ، والنازحين فقط في العقد الأخير .
وعلى اثر ذلك وفي سياق متصل نشرت اطراف بالداخل السوري مواقف ومبادرات مختلفة حول الموضوع من بينها مجموعة من معارضي النظام القريبين من – الائتلاف - ، وكذلك الإدارة الذاتية بالقامشلي ، والتي تفتقر بمجملها الى وضوح الرؤيا ، والتعبير عن مصالح ومطامح الغالبية الشعبية ، فاعلان المجموعة كان بمثابة رد فعل اعلامي على خطوات الانفتاح العربي ، وليس برنامجا متكاملا مدروسا لحل القضية السورية ، اما موقف الإدارة الذاتية فجاء لخدمة مصالح فئة محددة ، ومحاولة استغفال السوريين باالقفز فوق حقائق تدينها بموالاة النظام ، وإيجاد موقع لها في أي استحقاق قادم ،ولم يستند لا الى رؤية وطنية عامة ولا الى تمثيل المطامح الكردية الى درجة انها اعتبرت القضية السورية بكل ثقلها الوطني وجوانبها الثورية ، والديموقراطية ، والحقوقية مجرد أزمة ! .
طريقان لايجاد الحلول لاثالث لهما
منذ انهيار الثورة ، على ايدي جماعات الإسلام السياسي ، وتوابعها ، وبتواطئ من عواصم النظام الإقليمي الرسمي ، وغض النظر من جانب المجتمع الدولي ، وارتداد المعارضة وتشتتها ، وتوزعها في مولاة الدول الإقليمية المانحة ، تراجعت حظوظ حل القضية السورية كما كان يتمناها الشعب السوري ، عبر اسقاط نظام الاستبداد ، واجراء التغيير الديموقراطي ، حيث كان الطريق الاصح لبلوغ ذلك اجراء مراجعة شاملة في اطار مؤتمر وطني سوري بمشاركة مختلف المكونات ، والتيارات السياسية المؤمنة بالتغيير ، وقد يكون مازال هناك ولو بصيصا من الامل لتحقيق ذلك اذا توفرت الشروط اللازمة المطلوبة .
اما الطريق الاخر فهو هرولة الجماعات الحزبية والمجموعات المسلحة ، وسلطات الامر الواقع ، وكل على حدة باتجاه دمشق كما تظهر بوادرها الان ، وحصول كل طرف على حصته من الصفقة في ظل النظام القائم اصل البلاء ، لان غالبيتها لم تؤمن يوما باهداف الثورة السورية ، هذا اذا لم تكن معادية لها أصلا .
هناك شروط لابد من توفرها من اجل إيجاد الحل العادل والمستدام للقضية السورية ( وليست المعالجات الترقيعية الوقتية ) ومن ابرزها :
أولا – أي حل قادم يجب وبالضرورة ان يكون وطنيا – سوريا موحدا ، يشمل جميع المناطق ، والمحافظات بحزمة متكاملة واحدة ، وان يحظى بموافقة غالبية السوريين على قاعدة تغيير نظام الاستبداد وليس راس النظام فحسب ، واجراء التغيير الديموقراطي ، وحل جميع المسائل بمافي ذلك تطبيق العدالة وتحرير كل السجناء ، والمعتقلين ، والمخطوفين ، وعودة المهجرين ، والنازحين ، وإعادة اعمار ماتهدم ، واجراء انتخابات ديموقراطية في البلاد ، واطلاق الحريات العامة ، وتحسين الوضع الاقتصادي والمعيشي ، والاجتماعي ، وتحقيق مصالحة عامة بعد ذلك على أساس التسامح ، والعيش المشترك بين مكونات الشعب السوري ، وإزالة كل أنواع الاضطهاد القومي ، وحل القضية الكردية حسب إرادة الكرد في تقرير مصيرهم في اطار سوريا الجديدة الموحدة .
ثانيا – الحل المرجو لن يتحقق الا اذا توفرت شروط إعادة توحيد الحركة الوطنية الديموقراطية السورية في مؤتمر وطني شامل ، وانتخاب مجلس يمثل إرادة السوريين ، ويحاور ، ويتفاوض باسمهم مع جميع الاطراف الداخلية ، والخارجية المعنية بالقضية السورية .
ثالثا – على الصعيد الكردي الخاص ليس هناك طرف بعينه في المرحلة الراهنة يمثل إرادة الكرد السوريين او يحاور باسمهم ، في ظل تفكك الحركة الوطنية السياسية الكوردية ، وانقسامها ، وتبعية البقية الحزبية الباقية منها للمحاور الخارجية على حساب القرار الكردي الوطني المستقل ، لذلك فان اية محاولة من جانب أي طرف حزبي او عسكري في الساحة الكردية في الادعاء بتمثيل الكرد تبقى باطلة ، بل ستؤزم الوضع اكثر ، وتعمق الانقسام ، والطريق الوحيد لإزالة هذه العقبة الكاداء هو اللجوء الى مؤتمر كردي سوري جامع لتوحيد الحركة ، واستعادة الشرعية ، وصياغة المشروع الكردي للسلام القومي والوطني ، وتوفير محاور كردي واحد مخول لتمثيل الكرد ضمن صفوف الحركة الديموقراطية السورية والمشاركة في القرار الوطني ، وفي مختلف المحافل .
صحيح ان هذه الحلول الجذرية العامة والخاصة ليست سهلة التحقيق ، وستعترضها عقبات وعوائق كثيرة ، ولكن ليست مستحيلة اذا توفرت الشروط اللازمة الذاتية أولا ، والموضوعية تاليا ، وحتى لو طال زمن تحقيقها فذلك افضل من إعادة تجارب سابقة تكلف المزيد من الخسائر ، والدمار ، خصوصا ونحن نجتاز ظروفا محلية ، وإقليمية ، ودولية شديدة التعقيد والخطورة ، وقابلة للانفجارات ، والسورييون مجبرون على التريث مع مواصلة البحث عن طرق الخلاص حتى تنقشع الغيوم ، وتظهر نتائج عمليات – خلط الأوراق – والاصطفافات الجديدة بالمنطقة ، وظهور ملامح النظام العالمي الجديد .
رابعا – من اهم المخاطر المحدقة بالقضية السورية مستقبلا هو إعادة تسليم المصير الوطني السوري الى النظام الإقليمي والعربي الرسمي ، او الاعتماد الكلي على الوعود الخارجية ، والعودة الى حضن نظام مجرم قبل اسقاطه ومحاكمة رؤوسه المتورطة ، واتخاذ طريق العنف والعسكرة وسيلة لتحقيق الأهداف ، والائتمان الى جماعات الإسلام السياسي التي غدرت بالثورة ، والمعارضة ، والقضية ، واحلال الفردية ، ومراكز القوى الحزبية ، والفئوية محل القيادة الجماعية .
لجان تنسيق مشروع حراك " بزاف "
لاعادة بناء الحركة الكردية السورية

مخرجات اللقاء الخامس والستون

اللقاء الخامس والستون في دنكي " بزاف "

عقدت لجان متابعة مشروع حراك " بزاف " لاعادة بناء الحركة الكردية السورية لقاءها الافتراضي الخامس والستون ، واستخلصت التالي :
أولا – إزاء المعاناة المستمرة لشعبنا الكردي على الصعد المعيشية ، والأمنية ، في كافة مناطقه الخاضعة منها لسيطرة النظام ، او نفوذ القوى المحتلة ، او هيمنة المستوطنين المسلحين ، او تحكم الميليشيات الأجنبية والسورية ، وفي ظل مضي النظام العربي – الإقليمي الرسمي في تطبيق مشروعه بإعادة الاعتبار لنظام الاستبداد الحاكم الذي يجرم بحق السوريين منذ عقود ومن دون أي اعتبار لتطلعات واهداف السوريين نحو الخلاص ، والتغيير الديموقراطي ، تستمر أحزاب طرفي الاستقطاب ( الكردي ) في سباتها العميق ومن دون أي تحرك في سبيل تهيئة الساحة الكردية لتكون مشاركة في الاستحقاقات القادمة من خلال الأداة النضالية الوحيدة ( الحركة الكردية ) وتجاهل واجبات انجاز إعادة بناء ، وتوحيد ، ماهدمته هي ، وتسببت في تفكيكها ، ليس ذلك فحسب بل استمرار هذه الأحزاب التي نصبت نفسها الوصي على الكرد بطرق ملتوية غير شرعية – قسرية ، ومعنوية – في تجاهل نداءات الإنقاذ ، والتحاور من اجل التوافق على المشروع القومي – الوطني الذي يحمي الكرد ويوحد صفوفهم ، ويجسد طموحاتهم المشروعة ويعيد للكرد السوريين دورهم الفاعل الوطني ، والكردستاني ، ويرسخ الشخصية الكردية السورية المستقلة .
مقابل ذلك فان الغالبية من بنات وأبناء شعبنا من الوطنيين المستقلين ، وسائر شرائحهم الشبابية ، والنشطاء الإعلاميين ، والمثقفين الملتزمين ، وبينهم العديد من انصار الأحزاب ، وفي الوسط القاعدي ، فقدوا الثقة بجدوى اداء المنظومات الحزبية القائمة ، وينتظرون بفارغ الصبر تحقيق مايصبون اليه في إعادة بناء وتوحيد الحركة ، من خلال المؤتمر الكردي السوري الجامع .
ثانيا – هناك تطورات متسارعة على الصعيد العالمي منذ الحرب الروسية العدوانية على أوكرانيا ، تتجه نحو التوسع ، حاملة في ثناياها رغبات متنوعة ، ومصالح متناقضة من بينها محاولة فرض نظام عالمي جديد بابراز قطبين جديدين – الصين وروسيا - ، وتغيير الحدود الدولية التي ارستها المنظمة الأممية ، وثبتتها موازين القوى لدى انتهاء الحرب الباردة وسقوط الاتحاد السوفييتي السابق ، وقد انعكس ذلك على منطقة الشرق الأوسط بوقائع جديدة من تجلياتها المصالحة السعودية – الإيرانية بوساطة صينية مع استبعاد أي دور ظاهري للولايات المتحدة الامريكية الحليف التاريخي الأول للسعودية ودول الخليج مع احتمال تفاقم تبعات مستقبلية اذا كان هناك فعلا تجاهل القوة الأعظم ، وتتجه الاحداث نحو خلط الأوراق بالمنطقة ( تطورات السودان ) ( الانفتاح على النظام السوري ) ، وإعادة تجميعها بشكل مغاير ، بحيث يتم اسدال الستار نهائيا على قضايا الشعوب في الحرية والديموقراطية التي احيتها ثورات الربيع منذ عقد من الزمن ، كما ان كل المؤشرات تدل على ان نظام ايران سيكون المنتصر بنهاية المطاف خاصة وان انفراج علاقاتها مع السعودية والمحيط كان على حساب الانتفاضة الشعبية الداخلية ، وسيكون نظام الأسد من المستفيدين أيضا في هذا الانفتاح الإقليمي عليه من دون مقابل ثمن مكلف ، كما تدل الوقائع – كرديا - ان أحزاب طرفي الاستقطاب وخاصة – ب ي د – وادارته الذاتية من أوائل المهللين للالتحاق به .
ثالثا – لقد استلم مكتب جةنابي سروك مسعود بارزاني ، وكل من السيدين رئيسي إقليم وحكومة كردستان العراق ، نص المذكرة المرفوعة اليهم من حراك " بزاف " حول مقترحنا بشان كرد سوريا وحركتهم السياسية ، والتي نشرت بوسائل الاعلام ، وكلنا امل ان يستجيب اشقاؤنا الكبار نداءنا الصادق في سبيل دعم مشروع توحيد الحركة الكردية السورية ، والمؤتمر الجامع ، وسنتابع هذا الموضوع الحيوي في الحاضر والمستقبل بالسبل المتوفرة .
رابعا – نؤكد مجددا توجهنا بقلوب مفتوحة ، وايادي ممدودة الى اهلنا الكرد السوريين بكل تياراتهم السياسية ، وانتماءاتهم الحزبية ، وشرائحهم الاجتماعية ، باننا جميعا في مركب واحد ، ولسنا أعداء لبعضنا البعض رغم اختلاف المواقف حول حاضر ومستقبل الحركة بيننا وبين قيادات الأحزاب ، ونؤكد لهم اننا نسعى الى الحوار من اجل توحيد اداتنا النضالية الوحيدة بالطرق السلمية ، ولسنا بصدد إزالة احد او الحلول محله ، كما لسنا في حرب مسلحة مع احد ، وسلاحنا الوحيد هو مشروعنا السياسي من اجل إعادة بناء حركتنا جميعا ، لذلك فلنتحاور بشكل حضاري ومن دون شروط وتشنجات ، ومواقف مسبقة ، وشخصنة ، وتعبئة للتخندق الأيديولوجي والحزبوي ، وتجاهل للبعض الاخر ، خاصة في الظروف الدقيقة الراهنة حيث المنطقة مقبلة على تحولات بنيوية عميقة لن يكون مصير الكرد السوريين والقضية الكردية عامة بمعزل عنها ، ومن دروس التاريخ ان القوي المنتصر هو من يتقبل الحوار ويلتزم بقرار الغالبية حول مصائر الشعوب والاوطان .
نحن في حراك " بزاف " لسنا طارؤون بل أصحاب القضية ، نستمد جذورنا ودعوتنا من نضالات حركتنا منذ البدايات وفي اصعب الظروف ، ونربط حاضر الحركة الكردية بتجارب الماضي بكل محطاتها وتحولاتها ، وننطلق منه لبناء المستقبل ، ونتمسك بجوهر الحركة الحقيقي ، ونصون مسارها ، ولنا تاريخنا ولسنا بحاجة الى الاستيلاء على تراث الاخرين ( كما يفعل البعض ) بقوة السلاح او بالاستقواء بالغير ، رصيدنا ليس الأموال ولا القوى المسلحة بل وقوف الغالبية الشعبية الى جانب مشروعنا الانقاذي التوحيدي ، مباشرة وغير مباشر وبمختلف التعبيرات .
خامسا – نؤكد لمن يهمه الامر من شركائنا الوطنيين والديموقراطيين السوريين من العرب والمكونات الاخرىى ، ان مساعينا المتواصلة من اجل إعادة بناء حركتنا لاتتناقض مع المساعي التي تبذل لتحقيق المؤتمر الوطني السوري العام من اجل المراجعة ، وتوحيد الجهود ، وإعادة تفعيل اهداف الثورة السورية ، وأدوات تحقيقها بطرق ووسائل جديدة ، بل ان مانقوم به هو تسهيل ، واستكمال للإرادة الوطنية العامة من اجل التغيير الديموقراطي في بلادنا على قاعدة الشراكة الكردية العربية الحقة بضمانة الدستور ، في اطار سوريا الجديدة التعددية الموحدة ، لذلك لابد من التعاون ، والتنسيق ، والتحاور .
سادسا – توقف المشاركون باللقاء على مسالة تطوير وتوسيع لجان المتابعة ، وتفعيل اعلام مشروع " بزاف " والمضي قدما في تنظيم النشاطات بمختلف اشكالها .

لجان متابعة مشروع " بزاف "
لاعادة بناء الحركة الكردية السورية

٢٥ – ٤ – ٢٠٢٣








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تقارير تتوقع استمرار العلاقة بين القاعدة والحوثيين على النهج


.. الكشف عن نقطة خلاف أساسية بين خطاب بايدن والمقترح الإسرائيلي




.. إيران.. الرئيس الأسبق أحمدي نجاد يُقدّم ملف ترشحه للانتخابات


.. إدانة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب توحد صف الجمهوريين




.. الصور الأولى لاندلاع النيران في هضبة #الجولان نتيجة انفجار ص