الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل البيتبول فصيل أليف من الكلاب؟

أحمد سوكارنو عبد الحافظ

2023 / 4 / 27
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


يتخذ الأمريكيون مواقف مختلفة تجاه فصيل من الكلاب، وهو الفصيل المعروف بالبيتبول، حيث تعتبره بعض الأسر حيوانات أليفة وصديقة لأفراد العائله، شأنها فى ذلك شأن الفصائل الأخرى كالشيبرد (الراعى) الألماني والبيجل أو البيغل، ويعتقد البعض الآخر أن هذا الفصيل (البيتبول) ليس سوى كلاب قاتلة، معروف شراستها وعدوانيتها الزائدة عن الحد سواء للإنسان أو للأنواع الأخرى من الكلاب والحيوانات وبخاصة الخيول. وفى ظنى فإن المعلومات المتاحة على الشبكة العنكبوتية واليوتيوب توضح لنا أن هذا فصيل مخيف ومرعب ويمتلك شراسة وعدوانية لا نشهدها فى الفصائل الأخرى، ولذلك فإنه يمثل خطرا ليس فقط على المارة فى الشارع بل على أفراد الأسر التى تسعى لامتلاكه، وتربيته كحيوان أليف، مسالم وصديق وفى ومخلص فى زمن قل فيه الوفاء والإخلاص.

إن هنالك حالات كثيرة تؤكد شراسة هذا الحيوان. تشير الاحصائيات الواردة من سجلات المستشفيات الأمريكية أن البيتبول له نصيب الأسد (٥٠ %) من إصابات المواطنين الأمريكيين الناجمة عن هجمات الكلاب، وجلها إصابات خطيرة وقاتلة، هذا على الرغم من أنها لا تمثل سوى ٦% من الكلاب الأليفة. ما يدعو إلى الدهشة أن البيتبول الذى ينشأ ويترعرع فى كنف أسرة من الأسر الأمريكية فجأة، وبدون مقدمات، يتحول إلى حيوان قاتل لا يتردد فى قتل أحد أفراد الأسرة. فمنذ عدة شهور تعرضت عدة أسر إلى هجمات بيتبول العائلة. فهذه أسرة أمريكية فى مدينة منفيس ولاية تنيسى تعرضت منذ شهور قليلة لهجمات كلبهم الأليف حيث أنتهى الأمر بمقتل طفلين صغيرين اللذين لم يتركهما الكلب الأليف إلا جثتين هامدتين، هذا رغم أن الأم غامرت بحياتها، وتحملت إصابات بالغة لإنقاذ حياتهما. وفى مدينة لاس فيجاس التابعة لولاية نيفادا لم يتردد بيتبول العائلة فى افتراس طفلة بالغة من العمر ستة أشهر. الجدير بالذكر أن هذا الحيوان بمجرد رؤيته لأى فصيل من الكلاب ينطلق متسلقا الجدار، ليهجم كالسهم على فريسته، وينقض عليها بأسنانه الحادة، ولا يتركها مهما حاول المارة من ضربه أو ركله. هذا السلوك يدفع رجال الشرطة الأمريكية إلى استخدام وسيلة وحيدة لوقف الهجمات المفاجئة لهذا الفصيل: السلاح النارى.

لعل عدوانية هذا الحيوان دفعت العديد من الدول إلى حظر تربيته أو امتلاكه: دول مثل فرنسا وألمانيا وإيطاليا ونيوزيلاندا والدنمارك وهولندا وفنزويلا وستغافورة وأستراليا. ونأمل أن تنضم الحكومة المصرية إلى هذه الدول ولا سيما أن هذا الفصيل (البيتبول) يباع فى القاهرة، ويتراوح سعره بين ٢٥٠٠ إلى ٧ آلاف جنيه. وكان بعض البرلمانيين قد تقدموا باقتراح لمنع استيراد فصيل البيتبول وتجريم حيازته إلا أن الاقتراح لم يكتمل مناقشته بعد فى البرلمان المصرى. لقد تعالت الأصوات المنادية بحظر هذا الحيوان الشرس فى مصر، وبخاصة بعد أن تسبب فى مقتل أحد أهالى التجمع الخامس، وهو مدير أحد البنوك، الذى تعرض لهجمة شرسة من هذا البيتبول الذى أصابه إصابات بالغة؛ دفعته إلى الدخول فى غيبوبة تامة، والمكوث فى حجرة العناية المركزة حتى سلم روحه إلى بارئها. وكذلك تعرض أحد أهالى مدينة الرحاب لهجمة هذا الحيوان الشرس الذى لم يترك ضحيته إلا بعد تشويه جسده ووجهه.

وخلاصة القول فإن البيتبول يعتبر كالحيوانات البرية (الأسود والنمور مثلا) أو كالأسلحة الفتاكة التى لا يجوز حملها فى شوارعنا ومنازلنا، ومن ثم فلا يجب أن تسمح الحكومة بتربيتها أو حيازتها. لقد ثبت بما لا يدع مجالا للشك أن هذا الحيوان لا يترك ضحيته (التى يمكن أن يكون أحد أفراد الأسرة) إلا بعد أن تتحول إلى جثة هامدة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -