الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فؤاد التكرلي وسحر السرد

سلام إبراهيم
روائي

(Salam Ibrahim)

2023 / 4 / 27
الادب والفن


مرت ٢١ سنة على اللقاء الأخير بالروائي فؤاد التكرلي الأب الحقيقي للرواية الفنية العراقية ببنيتها المتينة وثيمها التي خرقت القيم والأعراف والتقاليد ألتي هي علة التخلف والخراب، فكانت نصوصه جميعها ثورية بالمفهوم الأدبي وأتت رؤيته للواقع والمجتمع والإنسان العراقي من نقطة حياد إنساني أفتقده كتّاب الأيديولوجيا القومية واليسارية الذين تنازعوا الساحة الأدبية العراقية منذ نشأت الدولة العراقية ولحد الآن

في أول مشروعي الأدبي في نهاية ستينيات القرن المنصرم، انهمكت في دراسة السرد العراقي والعربي والعالمي بشكل منهجي والتاريخ العراقي القديم والحديث
فغرقت في النصوص والتاريخ والأمكنة
ولا أنسى ما حييت لحظة عثوري على مجموعة التكرلي الأولى "الوجة الآخر" في مكتبة جامع الخلاني وسط بغداد، كانت الإعارة داخلية وكان يوما صيفيا حاراً وقاعة المكتبة كبيرة باردة وعلى إيقاع المرواح السقفية غرقت بقصصها ولم أسترح من القراءة إلا مع نهاية سطر أخر قصة
كان ذلك مطلع 1973 أول سنة جامعية.
خرجت عصراً مذهولا بسحر السرد وعمق ثيمه وجرأة تناوله
وقلت مع نفسي:
- سلام لو تكتب بهذا العمق لو تترك مشروع الكتابة
عدت في الأيام التالية عدة مرات لأعيد قراءة الوجه الآخر
وما زلت أعيدها والسحر نفسه
السرد الساحر لا يُمَل ولا يموت

ظللت أعد نفسي قراءة وكتابة وأنا أخوض الحياة في مسارها الهادئ أول الأمر ثم السجون والمعتقلات وجبهات الحرب مع إيران وبين ثوار الجبل ثم التشرد بدول الجوار بمعسكرات أشبه بالسجون في تركيا وإيران وطوال هذا المخاض لم انقطع عن الكتابة والقراءة والمحاولة إلى أن استقر بي المقام في الدنمارك 1992
فصدرت مجموعتي القصصية الأولى "رؤيا اليقين" 1994 ثم رؤيا الغائب رواية 1996
وبدأ مشروعي الأدبي يتبلور

عام 2002 التقيت معلمي "فؤاد التكرلي"كانت مجموعتي القصصية الثانية "سرير الرمل" قد صدرت 2000
أهديتها له ترونها في الصورة بين يديه، وتواعدنا باللقاء في باحة فندق الشام حيث ينزل ضيفا على مهرجان المدى الثقافي، فأهداني روايته الصادرة 2000 أيضا "بصقة في وجه الحياة"
وغرقنا في حديث طويل عن السرد والمجتمع العراقي

بعد يومين التقينا في شقة الصديق الراحل جمعة الحلفي بدمشق لنسهر سهرة ثقافية جميلة بحضور زوجتي الشاعرة والقاصة ناهده جابر جاسم وزوجة التكرلي الكاتبة التونسية لا يحضرني اسمها، والشاعر جمعة الحلفي، والفنان المصمم طالب الداوود، والشاعر العراقي كريم جواد، والصديق القاص شوقي عبد
وكانت الحوارات شيقة وعميقة وأتذكر وقتها أني أبديت رأيا وافقني التكرلي فيه هو أن السرد العراقي تنازع فيه فنياً تياران
الأول تيار التكرلي بكل ما فيه من وضوح وحفر في منظومات المجتمع الأخلاقية
والثاني تيار محمد خضير بكل ما فيه من غموض وتهويم لغوي وتدله بالوصف وتحاشي الصراعات الاجتماعية ومأزق الإنسان في زمنه








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي


.. تسجيل سابق للأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن يلقي فيه أبيات من




.. الفنانة غادة عبد الرازق العيدية وكحك العيد وحشونى وبحن لذكري


.. خلال مشهد من -نيللى وشريهان-.. ظهور خاص للفنانة هند صبرى واب




.. حزن على مواقع التواصل بعد رحيل الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحس