الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خواطر سياسية تاريخية متفرقة

محمد رياض اسماعيل
باحث

(Mohammed Reyadh Ismail Sabir)

2023 / 4 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


1- هاجم عمرو بن العاص كل بلاد المغرب وقتل البربر وشردهم وحكموا هذه البلاد قرون، خلفوا فيها الجهل والتخلف، فعولمة الإسلام تشبه عولمة أمريكا الحديثة، الا ان الثانية بدون أيديولوجية واضحة غير شعارات الديموقراطية والحرية التي تنتهجها. عولمة الإسلام بالمفهوم الحاضر عولمة عنصرية تدخل في باب التمييز العنصري، فما معنى ان تكون اللغة العربية لغة الاخرة! وبعبارة أخرى لا يدخل الجنة الا العرب، وان قريش هم أفضل الاقوام، كل ذلك تمييز عنصري والشواهد كثيرة عبر التاريخ، واستمرت الى مذبحة حلبجة في التاريخ السياسي الحديث. واعتقد بان العرب حرفت الكثير من أحاديث الرسول وجعلتها عنصرية، تارة تمدح العرب وتارة أخرى قريش، ولا اثر لمثل هذا التمييز العنصري او ما يشجع الغزو في القران الكريم، بل حلل التبشير كما حللته المسيحية، ويبدوا جليا في الآية الكريمة (ادعوا الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة). شرف الغاية وطهر الوسيلة، ولكنها حرفت بفتوى الجهاد!!
2- المجتمع الأمريكي علماني براغماتي، لا يهمها ان تعرف شيئا عن الإسلام بقدر ما يأتي لها من سوء او نفع. فيضع كل التيارات والتوجهات والفرق الإسلامية في سلة واحدة عند التقييم. فالحركات الإسلامية المناهضة في بدايات القرن المنصرم (التي تسمى بالإرهاب حاليا)، كانت رد فعل للفشل الغربي والإسلامي وانتكاساتها الدولية في معاركها مع العرب منذ سقوط الدولة العثمانية وخسارة فلسطين.
3- اسطورة أسامة بن لادن وجماعات القاعدة مفبركة، تريد أمريكا ضربها لتعطي درسا لدول المنطقة وتخضعها لسياستها، وهذه هي استراتيجيتها للسيطرة على الشرق الأوسط. هذه الاستراتيجية زادت الصلة بين الشعوب والحكومات بدلا من تقطيعها.. تأمل وضع جاليات هذه الدول داخل أمريكا التي تؤيد أمريكا وتقف ضد حكوماتها، ربما تريد أمريكا هكذا تنويع وتناشز داخل أمريكا لتحقق اهداف الأحزاب السياسية فيها..
4- أمريكا تناصب العداء للعراق منذ أواسط القرن الماضي، وهي استراتيجية لازالت قائمة. وهناك امتعاض في الوطن العربي على الإجراءات الامريكية. يقال بان أمريكا لم تتوقع الضربات التي تأتي لها من الداخل، او لم تحتسبها بدقة، ولهذه الضربة ثلاث وسائل، عسكرية وسياسية واقتصادية. اما العسكرية فهي التي اسقطت نظرية الحزام الصاروخي او الدرع الواقي لأمن امريكا، والاقتصادية زعزعت هيمنة الدولار لصالح الين واليورو، والسياسية هي مساعدة أمريكا لحلفائها وإسرائيل وحربها ضد بعض دول الشرق الأوسط والصين وروسيا والدول المنفكة من الاتحاد السوفيتي وغيرها..
5- إذا كانت الإدارة الامريكية تتخذ الإجراءات استنادا الى قراءات غير دقيقة ستكون لذلك ردود أفعال وعواقب لا تحمد عقباها. قالت زوجة الشاه المخلوع "لقد خدعونا الامريكان وخدعوا نوري السعيد وخدعوا الحسين"، ولكن لمن تقرع مزاميرك يا داوود! المفروض ان تتعامل أمريكا مع الشعوب بقوة المنطق وليس بمنطق القوة.
6- يقال بان الديموقراطية وسيلة جيدة لانتخاب الحكام، وتدور الدورات لنرى نتائج هذه الانتخابات تأتي بجونسون ونيكسون وكلنتون وبوش ورونالد ترامب وجو بايدن في امريكا! وفي إسرائيل بشارون مثلا وغيرهم، فهل الديموقراطية كانت ناجعة لفترة ضهورها فقط؟ وهل تغيرت صورة الديموقراطية الى هيمنة الشركات المساهمة الكبيرة التي تتحكم بالعالم وتأتي بمن تريد من خلال الشعوب التي تخدرها؟ كما تدور الدورة ونرى أمريكا التي تدعي الحرية والديموقراطية وحرية الشعوب، أصبحت تهاجم الديموقراطية وتطلب غلق بعض الإذاعات والقنوات الفضائية بداعي الإرهاب الدولي وتأثيرها السلبي على الشعوب!! وشدد في التفتيش والتحري متجاوزا على الحريات الشخصية في أمريكا، كما انها بدأت تمارس الضغوط على حكومات الدول لتحقق لنفسها الامن والاستقرار، وأصبحت تمارس إرهاب الدولة في (مستعمراتها الحديثة) لاغتيال الناشطين والمعارضين.. ان هكذا تخبط سياسي كانت وليدة كل هجمة تعرضت لها أمريكا، فجاءت تصريحات المسؤولين متناقضة، فأفقدتهم عن جادة الصواب والحكمة. فأصبحوا يخافون من الذي يصفق لزعيم اصولي او أيديولوجي متطرف أكثر من الزعيم نفسه! ان العرب والمسلمين هم أكثر من تضرروا من السياسة الامريكية، لذلك إذا تحررت شعوبها من حكامها (المتعينين بقرار امريكي) فانهم سيأتون للحكم بالأصولية الدينية القائمة على الجهاد.. امريكا تسمي الأصولية الإسلامية في أمريكا بالمعارضة، وتسمي الأصولية الإسلامية العالمية بالإرهاب!!
7- لقد أصبحنا في عالم لا يقبل القسمة على اثنين! أمريكا تحاول استدامة هيمنتها بعد الحرب الباردة التي كانت تصنف العالم الى اثنين عالم حر واخر غير حر. وأصبحت تبحث عن متحالفين للإتلاف وتقاسم الكعكة، ليجعل جميع تلك الدول تضطلع بواجبات ترسمها السياسة الخارجية الامريكية.
8- قال بوش الصغير في احدى خطاباته "ان الشعوب العظيمة تخلق الامم العظيمة"، وأقول ان المال الوفير يخلق الحكام وتسير الشعوب..
9- تعاملت حكومات العالم بعواطفها إزاء الاحداث الكبيرة التي واجهت العالم، كحادث الرهائن الأمريكيين في إيران وحادث المركز التجاري بأمريكا وغزو أوكرانيا وغيرها، وكان من الأهمية بمكان كتمان العواطف والانفعالات والمشاعر مهما كانت مؤلمة او مفرحة الى ان تتبين الصورة وتنجلي الغشاوة عنها وتنكشف الحقائق بوضوح. تلك الحوادث لها بعدين، آني ويتجلى في العواطف والانفعالات التي تسوق الى القرارات السريعة للانتقام، وبعد ثان بعيد المدى يتجلى في انتقاد السياسة الخارجية الامريكية للخمسة العقود الماضية التي توظف الاحداث لمصالحها الإقليمية وتستخدم الشعوب كورقة في موائد السياسة. كما تعاملت الشعوب العربية مع الاحداث الكبيرة بعواطفها وخرجت تهلهل (خصوصا العراقيين والفلسطينيين) على حادثة المركز التجاري بدون استقراء واستنتاج، والحادث مؤلم راح ضحيتها أبرياء بشكل وحشي، كان لابد لها من التروي لحين انكشاف الحقائق بوضوح. فقد هرع شارون على إثرها للأمريكان لطلب مساعدته ومساندته ضد الفلسطينيين لموازنة الة الحرب الإسرائيلية وبين الاستشهاد الفلسطيني.
10- ان خسارة أمريكا لنشاطها التجاري والاقتصادي لفترة من الزمن سيؤثر سلبا على العالم برمته، وان تباطؤ هذا الاقتصاد له اثار على السوق التجارية وسيقل الطلب على النفط فيهبط أسعاره. الكارثة تكمن في السياسة الأمنية، حيث كانت أمريكا تضخ السيولة لضمان امنها، ولكن تهدم السوق بفعل الضربة الإرهابية كانت الكارثة، ولكن ليست مهدمة للاقتصاد (فهي تقلل من ثقة المستهلكين)، وهو عامل يقوم عليه سياسة الاقتصاد النقدي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البيت الأبيض: واشنطن لم تتسلم خطة إسرائيلية شاملة تتعلق بعمل


.. اتفاق الرياض وواشنطن يواجه تعنتا إسرائيليا




.. إسرائيل وحماس تتبادلان الاتهامات بشأن تعطيل التوصل إلى اتفاق


.. خطة نتياهو لتحالف عربي يدير القطاع




.. عناصر من القسام يخوضون اشتباكات في منزل محاصر بدير الغصون في