الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هتلر قام حقا قام في السويد

إيلي شميس
ناشط سياسي و اجتماعي مستقل / معارض سياسي سوري / مهتم بالاقتصاد و السياسة

(Elie Chmeis)

2023 / 4 / 27
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة


لم يعد يخفى للعالم أن تحول الحكومات الأوربية من سياسة الأم الحاضنة إلى الأم العنكبوت التي تتغذى على أطفالها عند الجوع، التغييرات في المزاج الأوربي تكاد تكون سريعة لدرجة أنه حتى السائح الذي قدم قبل ٥ سنوات يلاحظ الفرق الكبير إذا عاد إلى أوروبا اليوم كسائح مجددا، فلون شعره و عدم تكلمه بلغة البلد كافي للتنميط لدى اليمين الشعبوي بأنه لاجىء و أنه يسرق المساعدات. ولكن التجربة الإسكندنافية كانت سباقة لنشر هذا النمط الجديد من العنصرية بين أفراد المجتمع و بعض السلطات بدأً من تواصلها مع النظام السوري و إبرام صفقات لقطع تبديل الطائرات إلى حجز اللاجئين السوريين على جزيرة معزولة ما ذكر البعض بفلم "Else of dogs" عندما قررت الحكومة اليابانية بهذا الفيلم بحجز جميع الكلاب في البلاد على جزيرة خوفا من العدوى التي تسببها الكلاب ولكن الحكومة الدنماركية رأت أن هذه العدوى ربما لا تكون بيولوجية بقدر ما هي إيديولوجية، أو ربما يعود بنا المشهد عندما وضع هتلر اليهود في ألمانيا بمعسكرات معزولة و محاولة تشويه سمعة اليهود ليقلل التعاطف معهم قبل حرقهم، أما النسخة السويدية فهي أشبه بموسيليني و الإيديولوجية الفاشية التي إستخدمها النظام الفاشي في القرن الماضي. من خلال تجاربي و ملاحظتي للجو العام السويدي وكيف بدأ الإعلام العنصري ذو الجذور النازية يتوسع وينتشر بشكل كبير مدعوما من اليمين الأوروبي ككل لم أجد نفسي سوى أقوم بإحصائيات شملت المواطن الأصلي و الأجنبي دون تمييز لخلفية أو إنتماء أو طبيعة هذا الشخص بدأت منذ عام ٢٠٢٠ أن أسأل هؤلاء الأشخاص في المجتمع دون أن أوضح لهم السبب أو في أكثر الحالات أظهر لهم أنني مجرد أريد أن أعرف، لم أقل يوماً أنني أقوم بعمل إستقصائي للآراء ما أمكن لي الوصول أن النخبة الأوربية وصلت متأخرة لنتيجة أن المجتمع يحتاج لإضافة الفلسفة رواقية قليلا" أي الإبتعاد عن الديمقراطية و النيوليبرالية قليلا " و تقليل تأثير الفلسفة الإبيقراطية قليلا في المجتمع " أي الحرية و الرفاهية و المساواة والديمقراطية" حيث لاحظت زيادة أعداد الناس في الكنائس بدأ من عام ٢٠١٩ بالإضافة بدأت الناس تتجه إلى الأحزاب اليمينية نتيجة تأثرها بالإعلام العنصري وما يقوم به من تنميط على الأجانب متناسيا أن أحزاب اليسار و وسط اليسار هو ضمان للرفاهية الأوربية. كان ناقوس الخطر الذي أعلنه حزب الديمقراطيين الإشتراكيين في السويد عندما أعلن تحالفه لأول مرة في التاريخ مع الكنيسة السويدية أي حزب مشهور بيساريته يتحد مع منظمات دينية لتكون ردة فعل الإخوان المسلمين في السويد بتشكيل (حزب نيانس) الذي يغلب عليه صفة الإسلاموية لتنجح الأحزاب اليمينية بإخراج الغول من القارورة الغول الذي كان المواطن الاوروبي العنصري ذو الفكر النازي طالما ينتظره، خاصة أن حزب بيضة القبان العنصري في السويد مشهور تاريخيا بعدائه للمسلمين السويديين الذين يشكلون ١٥ ٪ من نسبة السكان و لا يخفى على أحد كيف كان بعض قياديي هذا الحزب يصفون المسلمين بالحيوانات أو الكلاب حتى أن دعاية الحزب للإنتخابات كانت تقول "إنك إذا لا تريد سماع صوت المسجد ورائك وأنت تشرب الجعة فيمكنك أن تصوت لحزب ديمقراطيي السويد" الحزب الذي أعلن علانية زياراته المتواصلة للنظام السوري، الحزب الذي أعلن علانية كرهه للمسلمين و وصفهم بأقبح الشتائم، الحزب الذي تجمع صورا قديمة لرئيسه مع بعض النازيين في ألمانيا. نعم قام حقا قام. دوما هنالك أسباب تراكمية نتيجة هذه النتائج و الأحوال التي أوصلت المشهد إلى هذه المرحلة ما يمكنني أن أسميها "مرحلة ما قبل الهولوكوست" لعلى أكبر هذه الأسباب هو فشل عملية الإندماج التي قادها حزب الديمقراطيين الإشتراكيين على مدى أربعة عقود حيث تحالف الإشتراكييون مع الإخوان المسلمين على مدى أربعة عقود كون الإخوان المسلمين قوة منظمة في الخارج الأوروبي "راجع كتاب الكذب الأبيض المقدس" أدى هذا الزواج إلى تقديم صورة مشوهه عن الأجانب في السويد حيث تم تقديم الإخوان المسلمين على أنهم واجهة للأجانب في السويد و تمكين الإخوان المسلمين من مناصب حساسة في الحكومات السابقة جعل الأجانب بشكل لا إرادي أن يلتفون على جمعيات الإخوان المسلمين فبدأت تتشكل صورة لدى المواطن الأوربي الأصلي أن كل أجنبي ذو خلفية مسلمة هو نفس طباع هؤلاء و نفس تفكيرهم و نفس إيديولوجيته لذا أصبح الأجنبي في السويد ملزم بتقديم براءة و إثباتات إجتماعية بأنه مختلف عن ما يشار ضده نتيجة التنميط أو التعميم الذي شكله هذا التحالف بين الإخوان و الإشتراكيين.
لا أستطيع أن أشبه وصول هكذا حكومة عنصرية سوى بخروج التاكيلا من القارورة المهتزة، حكومة تضم لأول مرة في تاريخ القديم و الحديث حزب ليبرالي متضامن مع حزب عنصري يميني متشدد، حكومة تضم حزب المسيحي الديمقراطي بقيادة ايبا بوش التي صرحت سابقا أنها لا يمكن في تاريخ حزبها أن تتعامل مع حزب ديمقراطيي السويد لنرى في النهاية تحالف بين حزبها و بشدة مع الحزب اليميني المتطرف، إنه أشبه بتزاوج الفيل و الحمار بيولوجيا و سياسيا في أمريكا، لايذكرني هذا المشهد إلا بأغنية "sweet home Alabama” "البقاء لمن يشرب التاكيلا " بدأت الحكومة السويدية بتطبيق وتوقيع إتفاقيات كان عرابها الأول الحزب العنصري السويدي الذي يعمل بشكل غير قانوني في الخفاء تحت غطاء رسمي حكومي لضمان عدم تجاوزه القانون إلى أن وصل الحال إلى الواقع الحالي، الخوف من كل شيء، الخوف الذي عاشه اليهود قبل الهلوكوست، الخوف الذي ينتزع قلوب اللاجئين و الأجانب الذين حلموا يوما بنهاية المعاناة الواقع الذي فرضه حزب يؤمن بأن كل من أتى إلى السويد بعد عام ١٩٦٠ يجب أن يغادر، الحزب الذي يزور النظام السوري يشكل دوري علنا، الحزب الذي يقول لك أنت لست سويدي لمجرد أن شعرك لونه أسود. أزمة إقتصادية، تراكم تضخمي، حرب على الحدود، إستنفار أمني قبل دخول النيتو، مفرزات كورونا، تقسيم المجتمع، كل هذا أعطى مبررات للحكومة الحالية في السويد لوضع واقع جديد واقع. واقع يشبه سؤال تم توجيهه لي أثناء التحقيق بإحدى أقبية الإستخبارات السورية :
_ كيف يمكنك ان تجعل الواقع السيء جيد ؟
_ لا اعلم
_ تجعل المواطن يعيش بواقع اسوء مما قبل
الواقع الذي وضعته الحكومة السويدية للأجانب هو واقع قذر، واقع يسمى " الخوف من كل شيء"
بإحصائية قمت بها بشكل شخصي إلى ما يزيد عن 50 شخص شملت الأجانب والسويديين الأصليين في السويد إستنتجت التالي : سياسة الخوف التي تنتهجها الحكومة مع أجهزة الأمن و الشرطة و السوسيال ضد أي شخص أصوله أجنبية هي سياسة إستخدمها الفاشيون في إيطاليا. الجميع في السويد خائف، أتكلم هنا عن تجربتي ولا أستطيع أن أعمم كي لا يؤخذ مأخذ قانوني ضدي و فقط لهذا السبب : العوائل أصبح لديها هاجس رعب حقيقي على أطفالها مما يسمى السوسيال لدرجة أن بعض العوائل بدأت تكذب عندما تتكلم عن المعاملة لأطفالنا للغير، يقول محمد: لقد صرخت على إبني عندما تكلم بهذه الطريقة ليصمت محمد فجأة لبرهة من الزمن و يتابع و هو ينظر في عيوني خوفا، أنا لا أصرخ على أبنائي أبدا ولكن كان لابد أن أصرخ لأنه لم يدعني أتكلم، مع العلم أن محمد أخبرني أن قبل سنتين أنه يصرخ على أبنائه إذا قاموا بفعل شيء مخالف لتعاليم منزله ولكن الخوف الذي إعتلى وجهه و الصمت الذي خطف لونه لا يدل إلا على الخوف، الخوف حتى من الأصدقاء، الخوف الذي ينهش قلبه كل يوم من حلم يعكر مزاجه أن السوسيال سيأخذ أطفاله. الشباب الذين ينتظرون الإقامة بدأوا يكذبون بحبهم للسويد بشكل مبالغ ”حسن ينتظر إقامة في السويد تحدثت له أن العنصرية منتشرة في المجتمع بشكل شره هنالك حقوق و واجبات أهم شيء أن تعلم حقوقك و واجباتك في المجتمع : ليكون رد حسن السويد بلد عظيم تستطيع أن تخرجك أنت و جميع أمثالك في يوم واحد لأن السويد أكبر منك، نفسه حسن "هو من مؤيديي بشار الأسد و الذين جميعهم يؤمنون أن ما حدث في سوريا عبارة عن مؤامرة كونية و أن السويد هي جزء من هذه المؤامرة بدأ يكذب و يبالغ في حبه للسويد ربما خوفا من حلم يراوده أن السويد تستطيع أن تلقيه مع مظلة في أول طائرة تحلق فوق سوريا نتيجة أن عقله لايزال يعيش في حقبة البعث و أنه مجرد رقم" الحاصلين على إقامة مؤقتة يبدأؤون بالبحث عن آية وسيلة حتى لو ظروف العمل غير مناسبة للحصول على إقامة دائمة، حتى الحاصلين على الجنسية بدأوا بالكذب على أنهم هم علمانيين لكي يحصلوا على إمتيازات في العمل أو تقبل المجتمع لهم ليتخلصوا من العزلة أو لمنع الإشارة عليهم بأنهم متعصبين دينيا، "ن" فتاة سورية سويدية تؤمن بأن كل شيء يتم نقله إلى الإستخبارات السويدية إذا سؤلت عن رأيها بشيء ما في المجتمع، سألتها هل تفكرين بالإنتقال من السويد مستقبلا ؟ كانت الإجابة كالتالي : أبدا لا أفكر و سوف أعيش هنا و أموت هنا و لن أنتقل من هنا، هنا وجدت حريتي وجدت نفسي، أنا سوف أعيش هنا، أنا خلعت حجابي هنا ولا أحد يستطيع أن يتكلم معي،
قاطعتها ولكنك أخبرتني منذ قليل أنك تريدين أن تخرجي بأسرع وقت من هنا نتيجة أن عمك يريد ذبحك وأنك لا تستطيعين أن تزوري أهلك بدون حجاب و أنك بعيدة عن زوجك لتقاطعني مجددا نعم لقد كنت متوترة أنذاك و لا أعرف عن ماذا أتكلم، أنا علمانية و لايهمني إن أكلت طعام فيه خنزير أو شربت الكحول، لقد جربته مرة و أعجبني، هذا الجواب البرىء يدل عن كمية الخوف المتراكم في عقل هذه الفتاة، هذه الفتاة التي عرضت عليها أكل حلويات فرفضت خوفا من إحتوائها على دهن الخنزير، هذه الفتاة التي تريد أن تخبرني أنها جربت شرب الكحول مرة لتبرهن لي أنها ليست متشددة و لا إرهابية وأنها علمانية هذا الواقع هو واقع خاطىء و خطير لكلا من السويد و للأجانب، للسويد لأنها سياسة فاشية لإرغام الناس و ليس لإقناعها، حيث فشل عملية الإندماج التي جميع الأحزاب في السويد مقتنعة و بشدة أنه فقط ١٠٪ إستطاع أن يندمج " إذا إستبعدنا الأشخاص الأجانب الذين ينقلون الأخبار عن أصدقائهم و زملائهم للسوسيال أو للشرطة و يعتبرون أن هذا كافي لعدم إندماجهم و العيش كما يحلو لهم" عندما يتم معالجة هذا الفشل بالخوف سيشكل ردة فعل عكسية، سيصبح الأجانب كما النازيين في أوروبا لهم عدة أوجه أو ما يسمى" passiv aggressivitet” سيتحولون لكراهية النظام السويدي بكل الأشكال وبنفس الوقت يبتسمون في وجه النظام السويدي و ضمنيا قد يكون البعض مستعدا لأن يلقي شرائح لروسيا في السكنات العسكرية السويدية. ”عبد الله إن الروس قادمون مازحا، قلت لعبد الله الذي تعرفت عليه قبل خمس دقائق ليجيب : أقسم لك بربي أتمنى ذلك أتمنى أن يأتوا اليوم و يدمروا هذه البلاد اللعينة" لم يكن عبد الله إلا مثال صغير يمثل الآلاف مثله أما بالنسبة للاجانب : فيمكنك أن تخدع القليل من الناس الكثير من الوقت و يمكنك أن تخدع الكثير من الناس القليل من الوقت ولكنك لن تستطيع أن تخدع الكثير من الناس الكثير من الوقت، هذه السياسة سياسة نفاق و سياسة خاطئة، سياسة فاشية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، نتائجها ستكون كارثية على المدى البعيد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرات في لندن تطالب بوقف الحرب الإسرائيلية على غزة


.. كاميرا سكاي نيوز عربية تكشف حجم الدمار في بلدة كفرشوبا جنوب




.. نتنياهو أمام قرار مصيري.. اجتياح رفح أو التطبيع مع السعودية


.. الحوثيون يهددون أميركا: أصبحنا قوة إقليمية!! | #التاسعة




.. روسيا تستشرس وزيلينسكي يستغيث.. الباتريوت مفقودة في واشنطن!!