الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قدر مصر!

سعيد علام
اعلامى مصرى وكاتب مستقل.

(Saeid Allam)

2023 / 4 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


"اذا الشعب يوماً اراد الحياة،
فلابد ان يستجيب القدر".


تركت الولايات المتحدة اسلحة حديثة بعشرات مليارات الدولارات (المدفوع ثمنها لشركات السلاح الخاصة من الميزانية الفيدرالية، اموال المواطن الامريكي دافع الضرائب)، تركتها بين ايدي الجماعات الافغانية المتطرفة المتصارعة، وما اكثرها، حتى تنتشر القلاقل والاضطرابات المسلحة، وينتشر الارهاب على حدود خصومها الاربعة الصين، باكستان، روسيا، ايران، (هذا الذي لم يهتم به المحللين السياسيين العباقرة، وسرقت اعينهم الى مشهد الجري وراء الطائرات في المطار، وخرجوا منه بفشل امريكا الفاضح!، حتى ان بعضهم حيا الشعب الافغاني البطل الذي انتصر على الامبريالية الامريكية!!).


اما في السودان فقد تركت الولايات المتحدة السفاح حميدتي وقوات الدعم السريع المتخم بالاعداد وبأحدث الاسلحة واكثرها تنوعاً (حتى المضادات الارضية للطائرات؟!) بمليارات الدولارات ايضاً، والمدعوم من الامارات ومن وراء الامارات، وتركت في مواجهته البرهان قائد الجيش السوداني، وشريك السفاح في مجازر دارفور واعتصام القيادة العامة، والاهم تركت التناقس المستحيل بينهما، واحتمال الصدام المؤكد، ولكنه في نفس الوقت شريكه في منع انتقال السلطة للمدنيين اياً كان الثمن، حتى ولو كان الثمن تقسيم جديد للسودان، توافقاً مع الهدف الغربي الامريكي بتقسيم جديد للسودان في مسار مشروعها الاستراتيجي "القرن الافريقي الكبير، افريكانو"، كما فعلت في افغانستان والعراق وسوريا واليمن وليبيا في مسار مشروعها الاستراتيجي التوأم "الشرق الاوسط الكبير، الجديد"، في خطة مواجهتها للتغلغل الصيني والروسي في الشرق الاوسط في المشروع الاول، وفي شرق افريقيا "القرن الافريقي" في المشروع الثاني. وقدر مصر ان تكون الدولة الوحيدة في العالم التي تمثل العامل المشترك الوحيد في مشروعا الولايات المتحدة الاستعماريان الاستراتيجيان للشرق الاوسط ،وللقرن الافريقي.


وكان ترجمة ذلك في الواقع المصري، بانه بعد الطلاق البائن بالـ18 الذي اوقعه الشعب على السلطة في الفترة من 25 يناير الى 11 فبراير 2011، فقد قامت السلطة في استيراد كامل شرعيتها من الخارج بأن قامت بتغيير العقيدة العسكرية الى عقيدة "الحرب على الارهاب" وهو ما يعني ببساطة ان الجبهة الداخلية اصبحت من مجالات عمل الجيش وليس من اختصاص الشرطة المدنية فقط، "افرد الجيش على كل مصر في 6 ساعات"، هذا في الجانب العسكري، اما على الجانب المدني، فقد انجزت الصدمة الاولى، الصدمة الامنية الكبرى في الفترة من بعد 25 يناير شهداء واختفاء قصري ومصابين ومعتفلي "مجلس الوزراء، محمد محمود، ماسبيرو .. وصولاً حتى الفض الدامي لأعتصامي رابعه والنهضة"، وبعد هذه الصدمة الاولى، اصبح مناخ السكان مهيئ لتلقى الصدمة الثانية، صدمة العلاج بـ"الصدمة الاقتصادية" دون مقاومة تذكر، وفي نفس الوقت، اصبحت الساحة المصرية على استعداد بتراكم المعاناة للخطوة ما قبل الاخيرة، خطوة التفجير من الداخل، والحرب الاهلية، ليحل آجل الخطوة الاخيرة "التقسيم"، لأول مرة في تاريخ مصر الممتد الاف السنين، مصر الموحدة اقاليمها من الشمال للجنوب بفضل العوامل الثلاثة، 1- النيل "مادة اللحام"، 2- نظام الري المركزي، 3- الجيش المركزي. والثلاثة اوشكوا على الاختفاء بواسطة عاملان رئيسيان، العامل الاول، عقيدة الحرب على الشعب "الحرب على الارهاب"، بالاضافة لأمكانية تشكل "ميليشيا" مسلحة قطاع خاص، "المواطنين الشرفاء كتنظيم جنيني لها، مثلاً"، بهدف تفكيك الجيش المركزي، العامل الثاني، مشروع السد الاستعماري "النهضة"، فيتم افساد مادة اللحام "النيل"، بتغيير مواصفات ومعادلة نيل مصر، فتفقد مادة اللحام خصائصها كمادة لاصقة، حيث انه من اجل تفتيت كتلة ضخمة صلبة، لابد من تفتيت مادة اللحام اولاً، لينتج عندها امر جوهري، "تفتيت نظام الري المركزي"، وكلاهما، "الجيش المركزي"، و"نظام الري المركزي"، عند تفكيكهما او تفكيك احدهما، يمكن تفتيت السلطة المركزية "الدولة السياسية" دولة مصر.



نفس النمط مع السودان!
للعلاج بالصدمة الاقتصادية "النيوليبرالية"، لابد ان تسبقها صدمة اولى، صدمة امنية كبرى جماعية، ليصبح الناس مرعوبين على حياتهم وحياة ابناؤهم، ويكونوا غير قادرين على مقاومة الصدمة الثانية، صدمة العلاج بـ"الصدمة الاقتصادية". ولانه ليس هناك احتلال اقتصادي بدون احتلال ثقافي، لذا ينشط الكتاب والمحللين المأجورين او المغفلين في الاعلام، لبث الرعب بين السكان، فيصبح الناس في حالة هلع، ما يمثل أستثمار الصدمة الاولى للتمهيد لمنع مقاومة الصدمة الثانية، صدمة العلاج بـ"الصدمة الاقتصادية"، بأسم اعادة هيكلة الاقتصاد الوطني، بأعتبارها المخرج الوحيد للرفاهية والحرية والديمقراطية وحقوق الانسان!.


ما يجري الان في السودان لا يخرج في التحليل الاخير عن كونه انجاز واسع وقوي وفوري للصدمة الاولى، الصدمة الامنية الكبرى الجماعية، ليكون المسرح السوداني من بعدها مهيأ لتلقي الصدمة الثانية، العلاج بـ"الصدمة الاقتصادية"، والوصول بعد الحرب الاهلية، الى الهدف النهائي في نفس السياق، "التقسيم" الجديد للسودان.


الصدمة الاولى شرط لتحقيق الصدمة الثانية، ودائما ما يمكن للصدمة الاولى ان تجري على اشكال مختلفة متنوعة، كتفجير من الداخل يؤدي الى حرب اهلية، او كصراع عسكري ممتد يتحول الى حرب اهلية، او حتى بكوارث طبيعية كبرى، زلزال ضخم، اعصار هائل، تسونامي كاسح .. الخ، اياً كان الشكل الذي تتخذه الصدمة الاولى، يظل الهدف ثابت في كل الاحوال، في توظيف الصدمة الاولى لمنع مقاومة الصدمة الثانية.


نقد النقد التجريدي
الى حزب "انه فشل، وسوء ادارة، وخلل في الاوليات"!:
ليس فشل او سوء ادارة، او خلل في الاولويات،
انه مستهدف ومخطط له،
انه صراع المصالح الطبقية المتناقضة،
المحلية والاجنبية.
هذه هى السياسة.


هام جداً
الاصدقاء الاعزاء
نود ان نبلغ جميع الاصدقاء، ان التفاعل على الفيسبوك، انتقل من صفحة saeid allam "سعيد علام"، واصبح حصراً عبر جروب "حوار بدون رقابة"، الرجاء الانتقال الى الجروب، تفاعلكم يهمنا جداً، برجاء التكرم بالتفاعل عبر جروب "حوار بدون رقابه"، حيث ان الحوار على صفحة saeid allam "سعيد علام"، قد توقف وانتقل الى الجروب، تحياتى.
لينك جروب "حوار بدون رقابه"
https://www.facebook.com/groups/1253804171445824








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قصف إسرائيلي متواصل على غزة وحصيلة القتلى الفلسطينيين تتجاوز


.. إسبانيا: في فوينلابرادا.. شرطة -رائدة- تنسج علاقات ثقة مع ال




.. من تبريز.. بدأت مراسم تشييع الرئيس الإيراني رئيسي ورفاقه


.. أزمة دبلوماسية -تتعمق- بين إسبانيا والأرجنتين




.. ليفربول يؤكد تعيين الهولندي آرني سلوت مدربا جديدا له