الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصائد من زجاج مخمور

وائل باهر شعبو

2023 / 4 / 27
الادب والفن


مستقبل نظيف

المستقبل علبة محارم
نسحب منه لننظف شيئاً منا أو أي شيء
المستقبل ليس لعبة كرة قدم
ولا فيلم أكشن
إنه لعبة الندم
المستقبل ورق تواليت
ننظف فيه أقفيتنا من بقايا الأمل
الذي نتغوطه يومياً
المستقبل ليس ذكاءً صناعياً
ولا حقيقة اصطناعية
إنه بصلة التفكير
الذي لا نصل به
إلا للخمر الأسود
الذي يؤرجح على الأشجار الجوفاء
أمامنا
أجسادنا
المتفائلة.

صوفا عميقة

أجلس على الصوفا العميقة
كأني غير مرئي
في حديقة حيوان الإنسانية
المطلة على الشارع الرئيسي
حيث تلعب المافيات
لعبة احتكار الرأسمالية للحرية والديمقراطية
لا تستطيع الصوفا للأسف أن تطير
ولا أنا
أرقب فقط أني لست مرئياً
مجرد اختفاء عن الولادة
أشاهد على اللوح الذكي
كيف تتناحر الآلات
واليرقات
لتحصل على أسهل وأطول طرق
الانتعاظ.

ثلج الينابيع المخمورة

موسيقا كلاسيكية
آه من ذاك العصاب المجيد
والضجر الهستيري
آه من دقة الشغف المحبوكة بقشور البلور
آه من زئير الشعر والحلوى
آه من عري السكنات
ومن غنج الصمت المتهدج
آه من
زوبعات الدم والظلال
ومن اجتراح الثلج
.من أعماق الينابيع المخمورة.

قبر من قناني الخمور

سأصنع لي قبل أن أموت
قبراً من قناني الخمور
الممتلئة بفتات الشمس والقمر والرياح والغبار
قبر فيه لسعة الكونياك الفلسفية
ولدغة الويسكي الشعرية
قبر من الزجاج الحر المتموج
فيه دلع النبيذ الهائج
وفوحان العرق الشعبي البليد
قبر ينام في جبروت الفودكا
ودغدغة الجين
قبر تبقى فيه الروح تؤانس الجسد
فلا يتعفن
من ملل الأبد.

عارية في حجاب

تستيقظ سارة حجازي في الجنة من انتحارها عارية بحجاب أسود وبكعب أحمر عال
وترى الحلال يئز كالبعوض في كل مكان
تستيقظ سارة من انتحارها
ترى أم الكافرين برقتها الحنونة
تذبح السحاقيات
وترى الحوريات يتسكعن من قصر إلى قصر بحجابهن شريفات
تستيقظ سارة في جنة البعوض المتكاثر من نكاح الرمال والطحالب
وترى القروش وآلهم وأصحابهم للفرج كل ثانية يصلون ويصومون ويحجون
تستيقظ سارة هناك
وتسمع خواء عواء سجع الكهان
تخجل من الجنة
وهي تستر عورتها
على إحدى أشجار السدر تشاهد
نعيمة البزازتتدلى من حجابها
تعلق رقبتها بحجابها إلى جانبها
وتنتحر مرة أخرى.

البيت الذي تسكنه حديقة
Für Elli und Erich

في البيت الذي تسكنه حديقة
تطير الأسماك اليابانية بين الأشجار
هناك تسمع إيرش يدندن موسيقى الباروك وهو يحيك أكاليل طفولته الصامتة
هناك
حيث طعم مذاق قلب إلكة
يفوح من حلوياتها
ويتهادى في ضحكتها زغب الكستناء
هناك حيث تختبئ في كهانة الخضرة
ملائكةٌ
وأضواء
و أصنام حلوة
هناك
حيث
تسكن حديقة في بيت.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طنجة المغربية تحتضن اليوم العالمي لموسيقى الجاز


.. فرح يوسف مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير خرج بشكل عالمى وقدم




.. أول حكم ضد ترمب بقضية الممثلة الإباحية بالمحكمة الجنائية في


.. الممثل الباكستاني إحسان خان يدعم فلسطين بفعالية للأزياء




.. كلمة أخيرة - سامي مغاوري يروي ذكرياته وبداياته الفنية | اللق