الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف يكرس البنك الدولي التبعية في دول الجنوب ؟

أحمد زوبدي

2023 / 4 / 28
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني


ملاحظات تمهيدية.

يعود البنك الدولي لنشر دورياته حول وصفاته ليوهم سكان دول الجنوب على أن هذه المؤسسة العالمية تتابع عن كتب الوضع الجديد الذي نتج عن جائحة كورونا وما بعد كورونا.
أقول، بشكل خاطف جدا، أن النظريات والتجارب الاقتصادية الجادة على وجه الخصوص وبالأساس تلك المتعلقة بالضبط الموازناتي(régulation budgétaire ) تبين أن تدخل البنك العالمي (وصندوق النقد الدولي ) هو تدخل سافر في شؤون دول ألجنوب ومنها دول شمال أفريقيا. الضبط الموازناتي، بالنسبة لاقتصاديات تابعة، يبقى ضبطا عشوائيا.
في كل ظرفية يقدم البنك الدولي تشخيصا يخدم مصلحة الدول الغربية. مثلا، لا الحصر، توجه هذه المؤسسة أصابع الاتهام إلى ضعف معدل النمو أو تفاقم العجز الموازناتي أو تركز على مشكل البطالة والسياسة القطاعية، إلخ. في ظل كورونا، مثلا، أوصى البنك بإصلاح القطاع الصحي عبر التركيز على الصناعة الصحية من خلال إنشاء شبكات القيمة العالمية (chaînes de valeurs mondiales) التابعة مباشرة للشركات العابرة للقارات أو احتكارات القلة المعولمة. وبذلك يكون البنك الدولي قد أوصى بإعطاء القطاع الخاص للصحة دورا رئيسيا على حساب قطاع الصحة العام. مما يفاقم في إقصاء الفئات الاجتماعية الضعيفة الدخل والفقيرة والمهمشة.
إن البنية السائدة في دول الجنوب تفرز نسيجا اجتماعيا يتأسس على الفوارق الاجتماعية الفظة وعلى اقتصاد الريع وعلى التراكم المركز في أيدي الطبقات الكومبرادورية المرتبطة عضويا بالاوليغارشيات المسيطرة في دول الشمال. الكل مرتبط بشكل محكم بشبكات الشركات العابرة للقارات (أو احتكارات القلة المعولمة)، كما يقول المفكر الإجتماعي الماركسي Ernest Mandel في كتابه "العصر الثالث للرأسمالية". هذا الوضع يؤدي باستمرار إلى نزيف مزمن للسيولة و لرؤوس الأموال التي تغادر اقتصاديات دول الجنوب في اتجاه البنوك المركزية الغربية ( إضافة إلى تدفقات البترودولار) التي تقوم برسكلتها (recyclage) وتسليفها إلى دول الجنوب بمعدلات فائدة مجحفة.
الديون التي ترهق كاهل شعوب دول الجنوب هي ديون غير مشروعة وجائرة ( dettes illégitimes et odieuses)، وبالتالي فهي تستدعي الفحص والتدقيق (audit) لمحاسبة المسؤولين (في الدول الدائنة والمدينة) لأنها ديون تراكمت دون أن تساهم في تمويل التنمية المستقلة بل أغرقت شعوب دول الجنوب في الويلات والحروب والفقر والمجاعة والبطالة بسبب الأنظمة الفاسدة لهذه الدول المدعومة من طرف الإمبريالية.
نفس النهج يسلكه صندوق النقد الدولي و مؤسسات أمبريالية موازية بهدف المزيد من نهب ثروات شعوب الجنوب.
لمواجهة هذا الوضع لابد من بناء جبهات قطرية تعمل على إسقاط أنظمتها الحاكمة لدحض الإمبريالية وبالتالي توفير شروط بناء الديموقراطية والدولة الوطنية المستقلة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد الجامعات الأميركية.. عدوى التظاهرات تنتقل إلى باريس |#غر


.. لبنان وإسرائيل.. ورقة فرنسية للتهدئة |#غرفة_الأخبار




.. الجامعات التركية تنضم ا?لى الحراك الطلابي العالمي تضامنا مع


.. إسرائيل تستهدف منزلا سكنيا بمخيم البريج وسط قطاع غزة




.. غزة.. ماذا بعد؟ | جماعة أنصار الله تعلن أنها ستستهدف كل السف