الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وَداعًا سَأغادرُ نَحْوِي

عبد الله خطوري

2023 / 4 / 28
الادب والفن


يا وُريْقات يكاد وجيبُ همسها يشبهنا .. علينا أن نبتعد، نبتعد بعيدًا .. بعيدًا إلى ما لا نهاية، إلى أقصى حد ممكن، نبتعد بأرواحنا وإدراكنا ووجودنا ونجاتنا وجنونا من أجل إنقاد ما تبقى من رمق في حياتنا ...
***
هررة مستثارة تتهارش في غلس آلظلام على مخلفات حاوية محشوة يآلقمامة .. هذا ما تبقى في آلحديقة آلساحرة بعد سهرة ليل ماجنة ...
***
نقطة ماء صافية، هي عين آلديك في فجر ليالينا آلمؤرقة ...
***
أصم، أبكم، أعمى ومقعد، وبقية آﻷنام خبل .. هذه هي حكاية آلحياة يرويها شخص مَمْسوس لا رجاء في شفائه ...
***
رأس مشعثة غليظة معلقة بحبل مبروم ينوس في آلهواء .. ذاك ما صرحت به في دفاترهم آلرسمية لما سألوني عن أحلامي ...
***
آه .. وجسمك كان مسجى في آلهواء على نبرات تهمسها غيمات بأعين من فراغ ...
***

أُنَاوِرُهَا آلْحَيَاةَ أُعَاكِسُ تَكْتَكَاتِهَا آلسَّخِيفَةَ أَقْتَحِمُ مَهَامِه آلأعمارِ هههه صَاخِبًا لاغِبًا لاغِيًا أُقَهْقِهُ عَابِثًا غَيْرَ مُبَالٍ بِشَفِيرِ آلسَّأَمِ بِزُؤامِ دِمَنِ آلْهَرَمِ
***
لحظة .. توقف فيها النفَسُ وبدت عوالم مليئة بالأقبية والرصاص والأوار وصديد قيح ودم يغليان ثم يتبخران مشكلان رسوم ضباب هلامي غريب اللون والتكوين، تتلاعب به أنفاسُ المستحمين في كل آتجاه.ينطادُ إلى فوق.يصطدم بالسقف.ينحسر إلى الأسفل،إلى أرضية المستحم.ينساب بين الأرجل.يخرج من الباب الأول ثم الثاني فالثالث.يصعد إلى أعلى مرة أخرى تحت ضغط هواء جديد، فيجد نفسه خارج السخون.لا يخرج من ثنايا النوافذ العالية.يدوخ مع الحشرات الصغيرة حول الثريا الكابية، ثم يَعْرُجُ إلى أعلى مرة أخرى، ليلفيَ نفسه عبارة عن قطرات مالحة معلقة بالسقف كخفافيش مقرفة أو كحُبيبات من عنب معتقلة في أحشاء صنابير كامدة لا يسأل عنها أحدٌ، ما تلبث تحت رَفسات الصراصير أن تهويَ طق طق وسط بالوعة ميازيب لاغبة أو على رؤوس مستحمين يطمسونها بمناشفهم متذمرين غير مبالين بشيء ...
***
ومازلتُ سائرا رأيتُني حتى وصلتُ حيث تتبعثر آلخطوات في آلفراغ.أرض حجارة بغيران وكهوف لا يسكنها أحد.أعمدة من صخر.حيطان عالية.غرف معتمة.أبواب كصدور العماليق.سقوف شاهقة مغلقة مدببة معقوفة.بيوت متربة مُحَجَّرة .. لم يحدثني بذلك أحد.حَدَّثَ القومَ القوم .. جعلتُ أسمع..من أعمال الجن قالوا .. فوعيتُ أدركتُ وأبصرتُ ...
***
أحلم أقضي ما سيأتي من لُحَيظات الأعمار هناك حيث عاش أبي أحمل عكاز تولستوي جراحَ كافكا بلاسمَ أبله دوستويفسكي سواسنَ سونيا مارميلادوفا سيتار شانكار حُجيرات فيغجينيا وُولف شآبيبَ شوبانَ ضحيات شموس كوخ غيتارة هندريكس رقصات زوربا صرخات بينك هجهوج باكو يا صااااح ينشدها باطما أتيه وطيفَ جيمتي المعتقة أصخب رافلا في ما تبقى لي من رؤى أحَبرها بيدي كما آتفق أكتبها حروفا تنسجها جفوني دثروني بثلوج آلجبال بصهوات آلأعالي أعاني لا أبالي بالأيام بالليالي وبما يحدث بعد ذلك لي ...
***
رأس مشعثة غليظة معلقة بحبل مبروم ينوس في آلهواء .. ذاك ما صرحت به في دفاترهم آلرسمية لما سألوني عن أحلامي ...

***

خطا اﻹيكستغا تيغيستغ خطوة إلى آﻷمام ثم أخرى إلى آلوراء، وبحركة خاطفة أخرج ليزره من غمده، وضغط على آلزناد، ثم بطريقة آلخبير أجال نظره آلمقطب طولا وعرضا، وإذا بآلبشرية كلها تتهاوى تباعا ...
***
لقد مات أمسِ فلان بن فلان، وكذلك قضى اليوم فلان آخر وغدا س ... إنها لعادة ذميمة تعلمها الإنسان ...
***
سيضعون آلسماء في جحر ضب ذات ربيع، يقتات من سحبها صغار آلجراد، ويندلع طوفان آلرعاع ...
***
ستظل يا صويحبي صاحيا بين أكوام آلحروف تهفو .. لا آلعقل فيك يجدي، لا آلجسم فيك يصفو، لا آلروح تنجو وتنتحر ...
***
لَن ينتهي البؤس أبدا وداعا يا ثيو، سأُغادر نَحو الربيع .. أخر جُملة كٌتِبَتْ في رسالة آنتحار فان جوخ ....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غوغل تضيف اللغة الأمازيغية لخدمة الترجمة


.. تفاصيل ومواعيد حفلات مهرجان العلمين .. منير وكايروكي وعمر خي




.. «محمد أنور» من عرض فيلم «جوازة توكسيك»: سعيد بالتجربة جدًا


.. فـرنـسـا: لـمـاذا تـغـيـب ثـقـافـة الائتلاف؟ • فرانس 24 / FR




.. الفنانة نجوى فؤاد: -أنا سعيدة جدًا... هذا تكريم عظيم-