الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل تنجح أحزاب قحت فى الابتزاز السياسي و الضغط الدولي لفرضها كحكومة أمر وأجب على السودانيين .

عبير سويكت

2023 / 4 / 29
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


عبير المجمر(سويكت)

أحزاب قوى الحرية و التغيير او ما يعرف فى السودان بي "أربعة طويلة », فى إشارة لاختطافها الثورة الشبابية، و امتطاء قطار الثورة، ثم خطف إرادة الشعب و تقديم نفسها على أنها الممثل الشرعي له، إلى ان تم لفظها من الشارع الثورى، و فقدت مصداقيتها، و تم تجاوزها.
عندها تحولت تلك الأحزاب السياسية الفاقدة للسند الشعبى و القاعدة الجماهيرية لتسلق شجرة طويلة تصل بها للسلطة فوجدت ضالتها فى حميدتى و قامت بإغرائه بالشراكة السلطوية، فزرعت بينه و الجيش السودانى فتنة قادت لحرب أهلية عندما أعلن حميدتى تمرده و خرج عن القيادة العليا، و قاد حرباً ضروسًا ضد الجيش راح ضحيتها الآلاف من الأرواح السودانية البريئة.

أحزاب قحت التى تُسمى فى السودان بتجار الدم، و تم طردها من الشارع الثورى و شبابه هاتفين ضدهم بتلك الهتافات الثورية الشهيرة : (" بي كم بي كم قحاته باعوا الدم ")، فى تذكير بخيانة أحزاب قحت للشارع الثورى عندما أستخدمته كوقود للوصول للثورة عبر المظاهرات و تتريس الشوراع، و دفعت بهم فى الصفوف الأمامية حتى سقطوا قتلى و جرحى ، و من ثم وقعت قحت على فض الاعتصام مبررةً ذلك بأهمية الأسراع فى التحول السياسي السريع، و حقيقة الأمر هو تسرعها و لحثها للجلوس على كرسى السلطة ، و الاستثمار فى تلك الفرصة الذهبية التى لن تعوض بالنسبة لها و هى امتطاء ظهر ثورة عظيمة دفع الشباب الثوار فيها الأرواح الثمينة ثمنًا لحكومة مدنية الشكل و ديكتاتورية المحتوى و السلوك.

فماذا كانت هى إستراتيجية أحزاب قحت المعروفة بتجار الدم ، فى أستثمار الدم سابقًا ؟ و كيف تكرر السيناريو حاليًا ، و من كانوا وقود حربها فى الوصول للسلطة سابقا ؟ و من هم وقودها حاليا ؟.

سابقًا تاجرت قحت فى دماء الشباب الثورى الذين استغلتهم كوقود للوصول للسلطة، لتحقيق أهدافها، فاستثمرت في أحداث فتنة بين الشباب الثورى و الجيش الذى تعتبره منافسًا لها و عائقًا أمام وصولها للسلطة، فحاولت تارةً تعبئة الشباب ضد الجيش، و تارةً اخرى أستفزاز العسكر لإحداث الوقيعة بينه و الشعب السودانى ، حتى تستثمر فى الدماء و تستغلها لتحقيق مكاسب سياسية ذاتية رخيصة ضد المصلحة الوطنية، فالمعروف عن تلك القوى السياسية أنها اعتادت الاصطياد في الماء العكر لكسب سياسي ذاتي غير حقيقي يشعل نار الحرب و الفتنة، و الازمات القومية .

فكان آنذاك المخطط الاستراتيجي من قبل بعض القوى السياسية الحزبية ضد خصمهم العسكر يتمثل فى الآتى :

 على عكس ما يحدث اليوم و دعوتهم للهدنة، ليس حرصًا على أرواح المواطنين التى سبق و تاجروا فيها، بل ليعطوا فرصة لحليفهم الاستراتيجي مليشيات الدعم السريع ليرتاح و يستعيد قواته، بينما آنذاك كانت دعوتها تتمثل فى الدعوة للتصعيد و إستمرارية المظاهرات، على حد وصفهم آنذاك ان إستمرارية المظاهرات سوف يزيد من حالة الخوف و الرعب من المجهول الذى قالوا حينها انه بات يعاني منه المجلس السيادى و أجهزته الأمنية و مؤسساته على حد قولهم .

_ كما انهم كانوا يرون فى الاستمرار فى التصعيد و تواصل وتيرة المظاهرات تحقيق مكسب " إرهاق الجهاز الأمني"، و إستفزازه، الأمر الذي يجعله يفقد السيطرة على نفسه، و يتدرج فى استخدام وسائل تفريق المظاهرات الى ان يصل حد العنف المفرط، الأمر الذي سينتج عنه تساقط العديد من الضحايا، وعندها يكون التوثيق عبر التلفونات البسيطة، و نشر المقاطع على أوسع نطاق لتأجيج مشاعر الشعب الذى سيشعر بالظلم الاجتماعي و السياسي، و هو يري صورة تشكل امامه لاستمرارية المجلس السيادى و جهاز أمنه على حد وصفهم في إستبداده، و تساقط رفاقهم ضحايا للرصاص الحي كأوراق الشجر، و هكذا تتحقق مكاسب لهم، في الوقت الذى سوف تزداد عزيمة الثوار المناضلين الذين سوف يصرون على المواصلة، و يزداد إصرارهم على اقتلاع العسكر و اسقاطهم، بناءًا على المخطط الاستراتيجي للاحزاب السياسية آنذاك.

_و قامت حينها تلك الأحزاب بتقسيم المهام بين الداخل و الخارج ، و انشاء مجموعات رقمية و مواقع لإرسال مقاطع الفيديو التى تروج لاستخدام العنف من قبل الاجهزة الأمنية و توثق للانتهاكات على حد زعمهم،كما نشطت خلايا آنذاك فى أوربا و امريكا و مناطق اخرى حول العالم لاستثمار تلك المقاطع ككروت ضغط دولية و مطالبة بفرض عقوبات على الاجهزة الامنية.

و حينها كانت تقوم الغرفة الداخلية السرية لتلك الأحزاب تحتفل ببيانات الجهات الدولية و تعمل على نشرها بصورة عالية محتفلة بتصريحات الأسرة الدولية و المنظمات العالمية التي تستنكر و تدين موقف الجهاز الأمني متهمةً إياه بإستخدام العنف المفرط ضد المتظاهرين، هذه التصريحات التى كانت تأتى مساندة لموقف تلك الأحزاب السياسية ، لترعب الطرف الأخر ، و مؤكدة أدانتها للمجلس العسكري، فى الوقت الذى تتاجر فيه تلك الاحزاب السياسية بمواقف المجتمع الدولي محاولةً إرعاب الجيش بان وضعه الحقوقي و الإنساني أصبح حرجًا دوليًا، و تراهن على ان ذلك سوف يتسبب فى احراجه ، و يفقده اى فرصة للاعتراف به دوليًا ، و أنها سوف تقف دون حصوله على اى شرعية مستقبلية، و ما أشبه الأمس باليوم عندما نسمع تصريح رئيس بعثة الامم المتحدة فولكر بريتس، و هو يلوح بالعصا موضحًا بان ان العسكر حتى و ان ربح الحرب ضد مليشيات الدعم السريع المتمردة سيتم فرض عزله دولية عليه

_ و نواصل فى مخطط قحت الاستراتيجي آنذاك ، المتمثل فى ان من جهة آخر حرصها على إستمرارية المظاهرات هو كذلك بغرض وضع المجلس السيادى و الجيش أمام أمرين كلاهما مر و صعب عليه إما :_ أن يلجأ مرة أخرى لإستخدام العنف لتفريق المتظاهرين وبذلك يورط نفسه دولياً و قانونيا، و في نفس الوقت تتحقق مكاسب للقوى المحركة للشارع بالنجاح فى تأجيج مشاعر المواطن الذي سوف يثور و ينتفض أكثر عندما يرى مرة أخرى أفراد الشعب يتساقطون كأوراق الشجر والدماء تراق( و كما قالها العديد من كوادر تلك القوى السياسية و الحزبية على رأسهم تصريح قيادية فى حزب المؤتمر السودانى بأنهم فى حاجة للمزيد من الدماء لتحقيق انتصارات و ضمان الحفاظ على المكتسبات، "السلطوية الوزارية " آنذاك ).

و اليوم قررت أحزاب قحت بعد ان كشفها الشارع الثورى و لفظها، ان تتسلق حميدتى للوصول به للسلطة ، و بعد ان شعرت ان حليفها الاستراتيجي الدعم السريع فقد حظوظه فى الفوز بالمعركة، سمعنا بمخطط أستراتيجي آخر يهدف هذه المرة لاستخدام دماء المعتقلين الاسلاميين بتصفيتهم او إغتيالهم لجر أطرافهم من الإسلاميين لارض المعركة، و استخدامهم كوقود حرب، لكن حسب المصادر المهنية تم قطع الطريق امام هذا المخطط بالتحفظ عليهم فى أماكن آمنة تحت نظر و رقابة الأجهزة الأمنية حفاظًا عليهم، كما سبق و تم التحفظ على حمدوك حمايةً و حفظًا على روحه التى كان يمكن ان تتاجر بها دوليًا تلك الأحزاب السياسية.

و لكن ذلك لم يوقفهم عن الترويج الاعلامى لهروب معتقلى الإسلاميين من السجون، لخفض الضغط الشعبى عليهم بعد ان كشف تورطهم مع الدعم السريع و بات غاضبًا عليهم، و دعاماً للجيش، كما انهم حاولوا خفض الضغط الاعلامى عليهم و توجيه الأنظار حول موضوع فرار معتقلى الاسلاميين .
و الجدير بالذكر ان مليشيات الدعم السريع المتمردة اتُهمت بإطلاق قرابة الألفين سجين من مختلف السجون كسجن الهدى، سجن سوبا، سجن النساء ، و سجن كوبر بهدف أحداث الفوضى، خاصةً ان اغلب السجناء يُشار إلى أنهم من تجار المخدرات، و تجار سلاح، و آخرين محكوم عليهم بالإعدام، و حسب تصريحات المساجين الذين تم اطلاقهم اشاروا الى ان الدعم السريع من قام بإطلاق سراحهم و وجهوا شكرهم له، و من السجناء الذين شهدوا على تهجم قوات الدعم السريع على السجون الشاب توباك المتهم بقتل العميد شرطة بريمة.

فهل يا ترى تنجح أحزاب قحت مستخدمة فزاعات الاسلاميين لتنفيذ عملية الابتزاز السياسي لفرض أجندتها السياسية و الخارجية ؟و الوصول للسلطة بدعم فلوكر و المجتمع الدولى، و فرضها كحكومة أمر واجب على السودانيين ؟.

نواصل للحديث بقية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل وبخ روبرت دينيرو متظاهرين داعمين لفلسطين؟ • فرانس 24 / FR


.. عبد السلام العسال عضو اللجنة المركزية لحزب النهج الديمقراطي




.. عبد الله اغميمط الكاتب الوطني للجامعة الوطنية للتعليم التوجه


.. الاعتداء على أحد المتظاهرين خلال فض اعتصام كاليفورنيا في أمر




.. عمر باعزيز عضو المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي