الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فكر اقتصادي جديد

ضياءالدين محمود عبدالرحيم
مفكر اسلامي و اقتصادي، محاضر، مطور نظم، مدرب معتمد وشاعر مصري

(Diaaeldin Mahmoud Abdel Moaty Abdel Raheem)

2023 / 4 / 29
ملف 1 ايار-ماي يوم العمال العالمي2023: دور وأهمية التضامن والتحالف الأممي للطبقة العاملة


بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا محمد وعلى آله ومن والاه ثم أما بعد

مما لا شك فيه أن الطبقة العاملة هي لبنة البناء في مجتمعاتنا وهي الأساس الذى تبنى عليه جميع دراسات الجدوى والدراسات التسويقية والانتاجية وحسابات التكاليف وعلى الجملة الطبقة العاملة هي كل شئ في المجتمع بل هي الجتمع كله ولست أبالغ؛ فالزراعة والصناعة والخدمات والمهن والحرف كلها من الطبقة العاملة فهم يعملون وينتجون ويستهلكون.

وما لا يدركه رجال الاعمال والمستثمرين هو ان نتائج أعمالهم كلها قائمة على تلك الطبقة في الاتجاهين الانتاجي والاستهلاكي، ولابد أنه ثمة تعارض بين مصلحة الطبقة العاملة ومصلحة المستثمرين واحيانا يكون صراع بينهم وبين من يريدون الحصول على العمالة باقل معدل اجر واكثر ساعات عمل.

والطرف الضعيف دائما هم العمال ورغم نشاط الحركات النقابية الا ان دورها ما زال محدودا ولست متجاوزا ان قلت معوقا للحقوق العمالية؛ فنتيجة سيطرة رؤوس الاموال على القيادات السياسية في العديد ان لم يكن اغلب الدول اقول نتيجة لتلك السيطرة فان الحركات النقابية غالبا ما تلعب دور يشبه دور الادوية المهدئة والمسكنة في الصيدلة وتتحرك في مساحة صغيرة لا تكفي لستر العورة، شئ اشبه بتثبيت الأكتاف في حلبة المصارعة.

ويعمل العمال ولسان حالهم يأمل أن تثمر انظمة الاجور والحوافز يوما في تضييق الفجوة بين الارباح الراسمالية الضخمة وبين معدلات الأجور المتدنية التى يلتهم التضخم معظمها ويجهز عليهم،وهو حلم بعيد المنال وصعب التحقق لاختلاف الهدف والرؤية في الاتجاهين.

أين العدالة الرأسمالة في شخص يعمل أربعين عاما ثم يتقاعد في الستين بمعاش هزيل لا يكفي عذائه، ويترك وحيدا في احدي دور الرعاية الصحية ان وجدها يبول في ملابسه وينظر اليه على انه عبء يجب التخلص منه بعد أن سلبوه زهرة شبابه.

اذا ما الحل من وجهة نظر اقتصادية بحتة ووجهة نظر اجرائية قابلة للتنفيذ، فقد تعددت النظم الشيوعية والاشتراكية والرأسمالية؛ وأراها طرفي نقيض فالانجياز الي اقصى اليسار كما له مميزات وفوائد فعليه الكثير من المحاذير وقد فشل في عدة تجارب سابقة الكتلة الشرقية على سبيل المثال.

كذلك فالانظمة الراسمالية عليها ما عليها من محاذير ومن عيوب ونقائص ولا يكاد يخلو بيت من البيوت الا وفيه ضحايا من ضحايا الراسمالية ذات الفكر البراجماتى خاصة في التعامل مع العمال.

حتى الأنظمة الحكومية في معظم الدول باتت تتعامل مع العمال كأنهم أجراء مستطيعى العمل فيتم التعامل معهم بعقود مؤقتة وبمعدلات أجور متدنية ليسهل التخلص منهم في أى وقت دون حقوق تذكر.

ما الحل اذن؟

من وجهة نظر التفكير الاقتصادي المنطقي الحر فلابد من وجود نظام يحقق مميزات كلا الاتجاهين هذا من ناحية، ومن ناحية اخرى يساعد على احداث معدلات نمو مرتفعة ويتحقق معه الرواج الاقتصادي وليتحقق ذلك لابد من تحقق الشروط التالية:

اولا :لابد من توافر السلع والخدمات بأسعار تنافسية في مرحلة الانتاج

ثانيا :لابد من تحقق معدلات اجور وحواقز مناسبة ومرضية للعمال

ثالثا :لابد من تحقق بيئة عمل مناسبة للعمال صحية واجتماعية وترفيهية

رابعا :لابد ان يكون الدور النقابي ذو استقلالية وحيادية بعيدا عن سيطرة الانظمة السياسية وعن رؤوس الاموال

خامسا :لابد من التحرر من سيطرة رأس المال على مجريات الاحداث الاقتصادية سواء في مراحل الانتاج او التسويق او في التعامل مع العمال .

سادسا : لابد من وجود نظام يتلاشي فيه التضخم أي يكون معدل التضخم صفر.

سابعا : لابد من توزيع عادل للثروات والدخول يقلص الفجوة الشاسعة بين الثراء الفاحش والفقر المدقع.

فمن غير المعقول أو المقبول أن يمتلك 20 % من البشر % 80 من ثروات كوكبنا بينما يوجد من يموت جوعا ومرضا ومن لا يستطيع الزواج بل ومن يأكل من صناديق القمامة، ثم يظهر من تلك الفئة المريضة من يريد تقليص عدد سكان الارض بمقدار الثمن مضحيا بقرابة 7 مليار من البشر فيما يعرف بالمليار الذهبي؛ هذا مع أن خالق الكون قد ضمن الارزاق العادلة لجميع مخلوقاته شريطة التخلص من الطمع والجشع والاستغلال.

بالاضافة الي ما يمارس علينا نحن الـ 80 % من عمليات اتجار بالبشر وصناعة المرض والسيطرة على مجريات الحياة من الولادة حتى الموت فيما يعرف بالاتجار بالبشر في أكبر سبة في تاريخ الجنس البشري، حينما يتحكم حفنة صغيرة في مصائر أخوانهم في الانسانية فتتحرك الجيوش في صراعات مصطنعة؛ وتبرز عناوين براقة كالارهاب لبيع المزيد من الاسلحة، وتصنع الامراض لبيع المزيد من الادوية ويتم تغيير التكنولوجيا لبيع المزيد من الاكسسوارات والبرامج المتوافقة وخلافه، بحيث يكون أغلب البشر يدرون في حلقة مفرغة كالثور المغمي والمربوط في الساقية يتمنى اللحظة التى يموت فيها او يتوقف عن الدوران.
فأي نظام يستطيع أن يلبي كل تلك التوقعات ويحدث ثورة في الفكر الاقتصادي هذا ما أتناوله في الجزء الثاني من المقالة

استودعكم الله تعالى الذي لا تضيع ودائعه
طنطا في 28 من ابريل 2023 م.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصادر: ورقة السداسية العربية تتضمن خريطة طريق لإقامة الدولة 


.. -الصدع- داخل حلف الناتو.. أي هزات ارتدادية على الحرب الأوكرا




.. لأول مرة منذ اندلاع الحرب.. الاحتلال الإسرائيلي يفتح معبر إي


.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مناطق عدة في الضفة الغربية




.. مراسل الجزيرة: صدور أموار بفض مخيم الاعتصام في حرم جامعة كال