الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصيدة بعنوان :الْمُسَـــــافِرُ رُجُوعـاً.

اسحق قومي
شاعرٌ وأديبٌ وباحثٌ سوري يعيش في ألمانيا.

(Ishak Alkomi)

2023 / 4 / 29
الادب والفن


كَمْ يَطُولُ الْحُلْمُ فِي اللَّيْلِ وَنَحْنُ نَرْفُضُ حَدَّ الظَّلاَمْ ؟!
اَلْبِحَارُ تَنْسُجُ قَطْرَ النَّدَى//وَيَظَلُّ فِي الشِّفَاهِ
لَوْنَ حِرْمَانٍ وَجُوعْ، يَكْبُرُ النَّبْعُ وَتَشْتَاقُ السَّوَاقِي لِلرُّجُوعْ…
حِينَ كُنْتِ فِي شِفَاهِ الْفُقَرَاءِ
قَهْرَ لُقْيَا وَتَظَلِّينَ الدُّمُوعْ
كَمْ يَطُولُ فِي يَدَيْكِ صُنْعُ فَجْرِي ؟!
وَالْأَمَانِي.
وَالدُّرُوبُ…حِينَمَا تَرْجِعُ لِلْقَلْبِ تُغَنِّي…
وَالزُّهُورُ تُصْبِحُ سُورَ الْحَدِيقَةْ.
يَرْفُضُ الْمَجْدُ
وَنَحْنُ فِي يَدَيْهِ كَالْعَصَافِيرِ احْتِرَاقْ،
كَمْ يَكُونُ الْعُمْرُ حِينَ الْمَوْتُ يَأْتِي ؟!
أَنْتَ مَنْ عَانَى الرَّحِيلَ
فِي يَدَيْكَ يُصْبِحُ السَّيْفُ زُهُوراً
أَنْتَ أَعْلَنْتَ الطَّرِيقَ
أَنْتَ سَافَرْتَ رُجُوعاً.
حَامِلاً جُرْحاً وَمِلْحاً.أَنْتَ أَنْشَدْتَ الصَّقِيعْ
وَتَسَاءَلْتَ طَوِيلاً عَنْ هَدَايَا الْيَاسَمِينْ.
عَنْ بِحَارٍ هِيَ لَيْلٌ .تَسْكُنُ بَيْنَ الْجُمُوعْ.
آهِ لَوْ شَرَّدْتَ بَرْقاً
آهِ لَوْ أَنْهَيْتَ قَهْرِي
فِي دِمَائِي تَسْكُنُ طَيْراً مُهَاجِراً
تَبْتَنِي هَدْمَ الْخَلاَيَا
أَنْتَ وَالْفَجْرُ انْتِظَارْ.
فِي أَغَانِي الْمَوْتِ كُنْتَ
جُمْلَةً، عَهْداً وَخَمْراً.
فِي بَقَايَا السُّكْرِ تَصْحُو…
تَعْشَقُ الصَّمْتَ الطَّوِيلْ
وَتُغَنِّي لِلْفُؤُوسِ الْمَاضِيَاتِ
لِلْأَيَادِي حِينَ تَشْتَاقُ إِلَيْكْ
جِئْتَنَا تَحْمِلُ خُبْزاً …وَأَكَلْنَا فِي حُضُورِ الشَّمْسِ مَنّاً
تَاهَ فِي الشَّرْقِ الْغُرُوبْ …عَمَّدَّ الْبَحْرُ بِعَيْنَيْكَ السَّوَارِي
وَابْتَنَى إِيوَانَ قَهْرِي …يَا نَشِيدَ الْجُرْحِ أَيْقِظْنِي فَأَنْتَ
تَسْكَرُ بِالْمِلْحِ تَصْحُو، إِنَّهُ طَعْمُ الْمَجِيءْ…
نَحْنُ فِي الْبُعْدِ نَصِيرْ.. شَاهِدَاتٍ وَبَقَايَا.
نَأْكُلُ الْجُوعَ قَوَانِينَ دِمَاءْ.
وَاغْتِيَالَ الْحُبِّ أَوْقَاتَ الْوَدَاعْ.
أَيُّهَا الْقَطْرُ الَّذِي يَمْضِي حَثِيثاً لِلْوَرَاءْ.
مَا بِهَا كَأْسِي أَحَالَتْ لَيْلَتِي صَحْواً وَعُقْراً.!
وَانْتَظَرْتُ .. مِثْلَ طِفْلٍ يَرْقُبُ ذَاكَ الرُّجُوعْ.
وَوُعُودُ الْأَبِ كَانَتْ صَحْوَةً / سَهْماً / جِبَالاً.
ثُمَّ كَانَتْ تِلْكَ )بنلوب (تُغَنِّي
فِي الْقَوَافِي قَدْ رَسَمْتُ الْمُسْتَحِيلْ
أَنْتَ أَحْرَقْتَ دُرُوبِي …وَاكْتَسَيْتُ مِنْ دِمَائِي
جَاءَنِي الْبَحْرُ يُغَنِّي
كُنْتُ غَيْماً هَاطِلاً خَوْفاً / رِيَاءْ.
وَوَقَفْتُ بَيْنَ أيَدَيْكَ وَقَهْرِي .
كُلَّ عُمْرِي أَرْقُبُ مِنْكَ الْوُعُودْ
إِلاَّ أَنَّ الْحَارِسَ كَانَ جَمِيلاً / قَذِراً يَلْوِي الْجُمُوعْ
بِعَصَاهُ / بِيَدَيْهِ لَطَّخَ صَدْراً لِأُمِّي.
وَصَرَخْتَ حِينَ كُنْتَ تَكْتُبُ عَهْداً لِمَوْتِي،
مَا اكْتَرَثْتَ لِلْعَوِيلْ.
اَلدُّمُوعُ حِينَ كَانَتْ تَكْتُبُ عَهْدَ الْمَخَاضِ.
تُسْقِطُ نِصْفَ الْغُيُومِ
نِصْفُهَا زَيْفٌ وَوَأْدٌ .. فَلْنُتَابِعْ لَيْلَةِ الْمَوْتِ/ الْوِلاَدَةِ
مَنْ يَجُوعُ وَالْبِحَارُ فِي الصَّحَارَى ؟!
مَنْ يُعَانِي قَهْرَ أُمِّي ؟!
مَنْ يَسِيرُ وَالدُّرُوبُ قَصَّرَتْ عُمْرَ الرَّحِيلْ ؟!
هَذَا أَنْتَ تُرْجِعُ نِصْفِي الْمُزَيَّفْ
أَمْلِكُ فِيكَ.. تَشْفِي الْآخَرِينَ؟
أَسْدَلَ وَجْهِي كِتَاباً لَوَّنَ الْعُشَّاقُ فِيهِ
بَعْضَ أَشْكَالٍ لِقَهْرٍ كَانَ مِنْكَ.
أَمْلِكُ فِيكَ الْبِحَارَ ثُمَّ أَغْفُو.
لِوُجُودٍ أَنْتَ لَسْتَ أَنْتَ أَنْتَ. أَنْتَ لَسْتَ.
نَحْنُ نَحْنُ .نَحْنُ لَسْنَا!!
هَذَا أَنْتَ فَرِّقِ الضَّحِكَ لِحُزْنٍ فِي الْوُجُوهِ
وَزِّعِّ الْقَهْرَ كما شاءت سنيني.. زَيِّنِّ الصَّدْرَ بِطَاقَاتِ الْوُرُودِ
وَرَيَاحِينَ الْبَرَارِي.
قَادِرٌ لِلْخَلْقِ مَعْنىً … قَادِراً أَلاَّ أَكُونَ.
أَنْتَ مَنْ أَوْرَثْتَ فِينَا بَذْرَةَ الْفَجْرِ/ الْمَجِيءْ
صَوْتَ طِفْلٍ يَصْرُخُ أَيْنَ الرَّبِيعْ؟!
ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعِيدٍ
لاَ تَجِئْ
قَبْلَ أَنْ يَصْحُوَ الْجَمِيعُ
قَبْلَ أَنْ يَصْحُوَ الْجَمِيعْ.
الحسكة.سوريا.23/12/1986م.
من ديوان مواويل في سجون الحرية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب


.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع




.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة


.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟




.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا