الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السودان . . وسيناريو الاستعارة / الجزء ( 3 - أ )

أمين أحمد ثابت

2023 / 4 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


فضلنا في جزئنا هذا القفز لاستقرأ الافتراضات – التي نزعم تنبؤا على حدوثها توقعا في المدى المستقبلي المنظور مع المصنف الحكمي لطبيعة الحرب السودانية الجارية والى ما سيؤول عنها – وذلك لمواجهة ضغوطية الوعي الزائف المشاع من قبل النخب السودانية والعربية والمنقادة طوعيا بصورة لا ادرية وراء الماكنة الاعلامية الفضائية والانترنيت الموجهة من خلال الاجندة ( الامريكو-غربية ) وبمحمول غطائي عبر منظمة الامم المتحدة والمأجورين الى جانب المتجنسين الانتهازيين من المحللين السياسيين ، وخاصة في استباق عرض الاحكام لما ستأتي من نتائج احداث قادمة ، كون العقل العربي ( النخبوي والعام ) بقدر طبيعته على الانخداع بأخذ التحليلات الفضائية ليس مصدرا للمعلومات فقط بل كمصدر بديل جاهز لعمله العقلي حيث ( الفكرة وتحليلها والحكم عليها واستنطاق ما سيأتي عنها مقدم جاهزا له ، وليس عليه سوى الدوران التخبطي بين مؤثر اعلامي الى اخر ، حيث اتكاليته الذهنية تلك تجعله متطبعا شغوفا ( على النتائج ) التي يقام وفق متعدد وكلائها أن يقام الجدل التناوشي والاتهامي والتوهمي بين اتجاهات من الرؤية – تحت كذبة نشوء حالة صحية لجدل الحوار الثقافي بين النخب - على أن نعود مجددا لاستكمال البنية التحليلية الاستقرائية لما هو مخفي وراء تفجر الصراع المسلح والابعاد الماورائية لتحقق ذلك واقعا .

ولنبدأ مدخل جزئنا هذا اولا بالمستنبطات التعميمية الحكمية المبكرة من الاحتمالات المتوقعة – خارج المسيد في الوعي العربي . . بالآتي :
1 ) الحرب السودانية الراهنة – وفق ما ستكشفه الاحداث القادمة التي قد يختزل وقتها بين 6 اشهر الى سنة ، وهو احتمال ضعيف نسبيا ، فهي قد تطول الى سنوات عديدة ، ولكنها ستتغير فيها طبيعة المواجهة والصراع و . . ذلك إذا لم يتم توقيفها مبكرا ( أي بين 3اشهر الى 6 اشهر ) .
2 ) طبيعة الحرب المدارة يمكن توصيفها – وفق ما نزعم – ب . . ( حرب اللاحرب ) ، وفق مميزها الغرائبي في حرب ال9 سنوات الحالية في اليمن .
3 ) سيظل احد الطرفين قابضا على العاصمة وينتقل الطرف الاخر ليتحصن كقابض على منطقة موازية للأولى من حيث الاهمية وثقل الوجود التجيشي . وغالبا ما سيكون الجيش بقيادة البرهان قابضا على الخرطوم ، بينما خروج الاخر سيهيئ له فرصة – بدعم خارجي – لتكوين قوات موازية للآخر خلال الفترات ما بعد الخروج – وهذا سيناريو الحرب الافتراضي – بينما يمكن أن يحدث العكس بأن تحكم قبضة قوات الدعم السريع على الخرطوم ويفر البرهان الى تلك المنطقة الموازية الاخرى للمقاومة وإعادة تنمية جهازه العسكري باسم الشرعية النظامية ، وهذا لن يحدث إلا إن كانت الطبخة الخارجية المخفية – الدولية الاقليمية ! – بقدرتها التحكمية على توازنية القوى المتصارعة داخل السودان ، بأن تفاجئنا بانهيار قيادات عسكرية فاعلة بقواتها من الجيش النظامي تحت لواء البرهان ، وذلك بانسحابها وانضمامها الى قوات الطرف الاخر – الذي عندها سيسمي نفسه شعاراتي بمسمى بديل عن قوات الدعم السريع الى الجيش الوطني او القوات المسلحة المدافعة لحماية الثورة .
الفرضية الاولى إذا ما عمل بها – أي قبضة الجيش النظامي على الخرطوم – إذا ما كان هذا الجيش بتكوينه وطبيعته لا يشكل اعاقة مستقبلية معاكسة للغايات الامريكو-غربية ، خاصة وانه موسوم بالولاءات الضيقة والفساد ومطبوع على حماية الديكتاتورية العسكرية لمصدر ولائها ، طبعا مع التضحية بعدد من القادة المحروقة اوراقهم من نظام البشير الساقط وممن هم مكشوفين كقادة بارزين في الجيش والامن والاستخبارات بتنسبهم او انتمائهم لجهاز تنظيم الاخوان المسلمين – أما الفرضية الثانية الاخيرة ، أي سيطرة حميدتي وقوات الدعم السريع الخرطوم وخروج البرهان وقوات الجيش ، في حالة ما كانت الرسمة الخارجية المديرة للعبة تستهدف القضاء على الجيش النظامي الرسمي ( الوطني للسودان ) بغض النظر عن مساوئ بنيته التركيبية والتوجيهية ، التي يمكن معالجتها بإعادة الهيكلة وتصحيح البناء لعقيدته العسكرية لاحقا بعد انتهاء الحرب – كون أن هذا الجيش قويا من حيث العدد والتسلح والفاعلية القتالية ، ويشكل وجوده المستقبلي خاصة بعد اصلاح بنيته وولائه الوطني . . صدا بمحمول مجتمعي ستكون وراءه غالبية القوى السياسية واطياف الشعب لإفشال الاملاءات الخارجية وتعميق التبعية المطلقة للبلد الى الغرب خاصة الولايات المتحدة الامريكية
4 ) النظام الانتقالي القادم بعد انتهاء الحرب سيوصف بالمدني ( الشكلي ) ظاهرا بإدارة مدنيين ( مفرخين من الخارج ) لتسيير اعمال الدولة ، بينما النزعة المسلحة تكون هي القابضة سرا ، حيث سيكون الجهاز العسكري النظامي الرسمي ظاهريا كجهاز وطني بينما هو متعدد البنية الولائية لرموز المصادر الكانتونية المافوية بدرع مليشاوي ( جزء منه يعد من الجيش والقوات المسلحة والامن النظامي الرسمي والاخر غير نظامي ولكنه متغاض عنه رسميا ) – حيث ستكون تلك الكانتونات المليشاوية قابضة على المجتمع والبلد وثرواته ومصادر الدخل للمجتمع . . بشكل موازي لريع الدولة الشكلية .
ولذا – وفق ما نزعم به مستقبلا – سيجري سيناريو الحرب او آثارها بعد 3 سنوات على التقريب – أن ينتج بتفريخ عن الخارج قوة ثالثة ويمكن رابعة او خامسة موازية للطرفين ، وذلك حسب ما سيصل اليه الاتفاق الامريكي- الاوروبي عندها ، والخلاصة سيكون السودان ذات دولة مدنية كرتونية شكلية لتسيير الاعمال ( أي بلد واحد ) ، بينما في جوهر حقيقته الواقعية غير المعلنة بلدا مفتتا بتقسيم رقعي توزعي بين الكانتونات المليشاوية القابضة ، حيث يكون كل كانتون نافذا بصورة مطلقة على الديموغرافية الرقعية المحسوب عليها ، بحيث تكون الدولة النظامية حامية له او متغاضية عنه ، ويكون هو فوق الدستور ( الموحد المشرع ) وفوق القانون – وطبعا ستكون هناك موجة لإخفاء هذا الجوهر المتحول لطبيعة النظام والحكم خلال شعارات الانقاذ والتغيير وثورة الربيع العربي والتحول الوطني لبناء الديمقراطية . كما وسيكونون مفجري الحرب والدمار والتفتيت والافقار المجتمعي هم المنقذين للسودان وهم قادة التحول ، لكونهم هم من سيوقفون الحرب ومأساة المجتمع بعودتهم الى الحل التفاوضي السلمي بديباجة اشراف دولي داعم ، هو من سن انهاء حرب اللاحرب بتقسيم البلد وثرواته من تحت الطاولة بين اطراف الصراع – ولا ننسى سيدخل بينهم من المنقذين المدنيين السياسيين المنتفعين عن احزابهم وتنظيماتهم السياسية والاجتماعية الى جانب مثيلين لهم مفرخين من العناصر الانتهازية في الخارج والتي تم اختيارها وتجهيزها وهي في المهجر باسم خبراء وعلماء ومفكرين سودانيين يشهد لهم الغرب المتقدم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل تحرك تصريحات بايدن جمود مفاوضات الهدنة في غزة؟| #غرفة_الأ


.. ممثلة كندية تتضامن مع غزة خلال تسلمها جائزة




.. كيف سترد حماس على بيان الوسطاء الذي يدعوها وإسرائيل لقبول ال


.. غزيون يستخدمون مخلفات جيش الاحتلال العسكرية بعد انقطاع الغاز




.. صحيفة الغارديان: خطاب بايدن كان مصمما للضغط على إسرائيل