الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تصريحات قائد المليشيات المتمردة حميدتى و متحدثه تكشف عن غايتهم من وراء الدعوة للتفاوض

عبير سويكت

2023 / 4 / 30
السياسة والعلاقات الدولية


تصريحات قائد المليشيات المتمردة حميدتى و متحدثه تكشف عن غايتهم من وراء الدعوة للتفاوض.


عبير المجمر (سويكت)

صرح قائد القوات المتمردة حميدتى لقناة ال بي بي سي الفضائية على انه مستعد للتفاوض مع قائد الجيش السودانى البرهان على شريطة وقف إطلاق النار، و وقف العدائيات، و رجوع البرهان للثكنات.
كما اضاف قائد قوات الدعم السريع انه يقاتل من أجل تشكيل حكومة مدنية و فرض الديمقراطية فى السودان .

مما لا شك فيه ان الحروبات و النزاعات تدمر الشعوب و يروح ضحاياها الأبرياء، و الصراعات تستنفذ طاقة و موارد الدولة ، و بالتأكيد التفاوض هو احد الوسائل المعروفة لحل النزاعات و الخلافات، و المفاوضات هى " وسيلة لتحقيق غاية "، و السؤال الذى يطرح نفسه باي حق و اى شرعية يريد ان يفاوض قائد الدعم السريع المتمرد؟ و أصالةً و نيابةً عن من؟و ما هى غايته من الحوار؟.

و عليه المتحدث نيابةً عن الدعم السريع لم يرد على السؤال بشكل وأضح، و ذهب فى الحديث عن من أسماهم بي "إخوانهم" فى قوى الحرية و التغيير، إذن هم يقودون حرباً بالوكالة عن قوى الحرية و التغيير الحزبية المسيرة من الخارج ، و يريد الدعم السريع المتمرد ان يدخل فى مفاوضات بهذه الصفة.

أما حديثه عن ان الدعم السريع أنحاز للثورة، فان بعنا لهم البيعة، هذا لا يعطيهم اى شرعية ليزعموا انهم يمثلون الثورة التى أنحاز لها السواد الأعظم من السودانيين دون أنتظار مقابل و مكافأة على ذلك الانحياز، عدا قوى الحرية و التغيير التى قبضت المقابل دولارات أمارتية و كراسي سلطة، وزارات و مناصب و ظائف رفيعة المستوى فى الدولة. ثم ان الشارع الثورى من أنحاز له حقيقةً هو الجيش، لان الشعب السودانى توجه الى القيادة العامة معقل الجيش، و اعتصم أمامها، و عندها الجيش لبى مطالب الشعب، تحفظ على رأس النظام السابق، و سلم السلطة لحكومة مدنية بقيادة حمدوك آنذاك ، لكن المتظاهرين لم يتوجهوا لمقر الدعم السريع، لانه معروف تاريخيا دور الجيش السودانى فى تأمين العملية السياسية على مدى تاريخ السودان، و كان اخر من سلم السلطة لحكومة مدنية منتخبة ديمقراطية هو القائد المشير سوار الذهب العسكري، و ذهب بعد تسليم الأمانة لثكناته , لكن لا تاريخ السودان و لا شعبه لا يعرفون دورا تاريخيًا للدعم السريع الذى أنشأ فى 2013، حتى تكون هناك مقارنة بينه و الجيش.

كما ان المتظاهرين يتهمون الدعم السريع بفض الاعتصام، ليس المتظاهرين فقط، بل حتى أسرى الشهداء و أمهاتهم وجهوا عصا الاتهام بفض الاعتصام للدعم السريع، و وصفوا ممارسته بالبربرية و الوحشية، و لعله يذكر هتافات الشابه لدن الشهيرة : ("أولاد الدعم يا أولاد الحرام و كل من له يد فى فض الاعتصام ")، مع تحفظنا بالطبع على الألفاظ، و عدم اتفاقنا مع ذلك، لكن ناقل الكفر ليس بكافر.

ذكر المتحدث نيابةً عن الدعم السريع بأن الجيش ينتهك الهدنة، و لم يفسر لنا ماذا يعنى بذلك ، فالمعلوم لدى الجميع ان الجيش يقوم بدوره و واجبه الدستوري فى حماية الوطن و المواطن، و تأمينه من أنتهاكات القوات المتمردة، و لديه الحق فى أستخدام القوة للدفاع عن الوطن و المواطن و حسم التمرد.

طالب حميدتى البرهان بالرجوع للثكنات ، دون ان يوضح لنا باي صفة يلقى أوامره هذه، فالمعروف ان حسب القانون الذى أنشئت به قوات الدعم السريع ينص على ان تأتمر تلك القوات بأوامر القائد الأعلى للجيش البرهان، و لكن الآن نشهد العكس، أتأمرون الناس بالمعروف و تنسون أنفسكم ؟اذا كان مكان برهان الثكنات، فهل نسى حميدتى ان مكانه الطبيعي هو حراسة الحدود، و ليس إدارة اللجنة الاقتصادية العليا التى وكله إياها آنذاك رئيس الوزراء حمدوك، و لا حتى إدارة ملف سلام جوبا، لان من يقود حرب و يتمرد، و يقتل المواطنين، و يروعهم لا يمكنه ان يقود مفاوضات سلام، و يطالب الحركات المسلحة المتمردة بوضع السلاح أرضًا بينما هو يتفنن فى اشعال الحروب و التمرد، و قتل المدنيين ، تلك الصفات المدنية والسياسية التى أعطته إياها قحت الحزبية كانت مقابل الاحتماء به لفرض نفسها فى السلطة.

قال حميدتى و الضيف المتحدث نيابة عنهم انهم يقاتلون من اجل المدنية و الديمقراطية، و نسى حميدتى أن المدنية ترتبط بالمدنيين، و هو و قواته المتمردة يقتلون هؤلاء المدنيين نهارًا جهارًا ، و يخوفونهم، و يغتصبونهم، و ينتهكون منازلهم، و يسرقون ممتلكاتهم، و ياخذون حتى قوت يومهم من مآكل و مشرب، و ينتهكون المتاجر، يهددون التجار، و يسرقون السلعة الأولية من دقيق و زيت و سكر و غيره، و فى هذا المحور كانت هناك شهادات صوتية و صورية لمواطنين اتهموا فيها قوات الدعم السريع، و ليس المواطنين البسطاء فقط، بل شخصيات عامة معروفة كمستشار حمدوك السابق الأستاذ أمجد فريد الذى إتهم القوات المتمردة بالاعتداء على منزل عائلته فى بحرى و احتلال المنزل و نهب ممتلكاتهم، كما سبق و صرح رئيس حزب الامة القومى بان نفس القوات المتمردة أنتهكت منزله و نهبت ممتلكاته، سرقت ذهب نسائه، و عاثت فى البيت خرائبا، حتى شهادات المواطنين المسلجة و المصورة يتهمون الدعم السريع حتى بخطف قوت يومهم من مأكل و مشرب ، و خطف سيارات المواطنين و أستخدامها ، و خطف الكوادر الطبية لمعاجلة جرحى التمرد، فعن اى مدنية يتحدث حميدتى، و المتحدث نيابة عنه؟ هل المدنية و الديمقراطية تطبق عبر التمرد و القتال و النهب و سفك الدماء و الافعال البربرية ؟ المعروف لدى السودانيين أن المدنية و الديمقراطية لديها قنوات رسمية رئيسية هى صناديق الانتخابات، او عملية توافقية باجماع شعبي ، و ليس عبر التمرد و السلاح، و القتل و النهب و الخطف.

قال المتحدث نيابة عن الدعم السريع ان برهان لا يملك القرار فى عملية التفاوض ، و قد صدق فى ذلك، لأن القائد الأعلى للقوات المسلحة البرهان ينتمى لمنظومة عسكرية و لا ينتمى لمليشيا متمردة، البرهان ينتمى لمنظومة عسكرية قومية وطنية شاملة لجميع مناطق السودان، و لا ينتمى لمليشيا قبلية تعبر عن قبيلة بعينها و عن امتداد قبلى فى مالى، تشاد، النيجر…الخ ، البرهان صحيح لا يملك قرار التفاوض لانه يلتزم بقرار المنظومة الجماعى و لا ينفرد بالقرار ، فهو ليس قائد مليشيا أسريه عائلية، البرهان يأتمر بأمر المنظومة العسكرية التى تتبع أسس و قواعد و قوانين لا تنتهكها بل تلتزم بها قانونيًا و فنيًا ، بخلاف المليشيا التى يرجع القرار فيها لرجل واحد و عائلة دقلو .

تكلم متحدث الدعم السريع انه مطالب بإصلاح المؤسسة العسكرية ، و عنده حق، فهناك قادة و ضباط عسكريين يطالبون بأحداث مراجعات داخل المنظومة العسكرية، و من تلك المراجعات الدعم السريع، فمنذ إنشاءه و حتى الآن هناك ضباط و قادة كان يرون فى انشاء الدعم السريع خطأً كبير ، و يرون انه طالما حسب النص القانوني الدعم السريع جزء من المؤسسة العسكرية و محسوب عليها فيجب ان يتبع النظام الداخلى و يحترم أسس تلك المنظومة ، و لابد من عملية التسريح ثم النظر فى أمكانية الدمج مع الجيش بناءًا على مواصفات و مقاييس.
إضافةً الى أنه طالما أقر هذا المتحدث نيابةً عن قوات الدعم السريع بإن البرهان لا يملك قرار التفاوض، و هذه حقيقة فالمنظومة العسكرية لا ترتهن لفرد، بل تحترم أسس و نظام داخلى، و تلتزم بقرار المجموعة، و لعله يعلم ان هناك قيادات عسكرية ترى فى انه لا يمكن معالجة الخطأ بخطأ أكبر و أعظم منه، لديهم أيضًا راى حتى فى نشأت الدعم السريع و تكوينه حسب متابعتنا المهنية، و لديهم راى فى تحوله من الدور العسكرى للعب دور سياسي ، و فيهم من يرى ان الجلوس فى عملية تفاوض مع الدعم السريع المتمرد يعطيه شرعية ، و تشجع الحركات المسلحة الأخرى على التمرد لتحقيق أهداف سياسية و ذاتية سلطوية، و اذا جلس البرهان للتفاوض مع المتمرد حميدتى دون الالتزام براى المنظومة و انفرد بالقرار قد يقود ذلك لتمرد داخل الجيش، و بذلك يكون قد فاقم الأزمة بدلًا من حلها.

كما ان تاريخ السودان فى موضوع المفاوضات مع حملة السلاح يكشف عن ان انتهاج نهج عملية الترضيات السياسية، و المحاصصات الحزبية، و تقسيم الكيكة، و كذلك سياسية الشلليات التى ظهرت فى عهد حمدوك، و السطو على إرادة الشعب، لم ينتج عن مفاوضات الرتق تلك غير اتفاقات هشة ضعيفة سرعان ما انفتقت و تسببت فى أضرار جسيمة مازال الجسد السودانى العليل يعانى منها.

و يظل السؤال قائمًا يا حميدتى ، التفاوض وسيلة لتحقيق غاية، ما هى غايتك، المتحدث نيابةً عنك كشفت اجوبته عن ان غايتكم سياسة "سلطوية" لا غير، لا دمج و لا وقف عدائيات ، و لا تلبية لنداء الجيش بأن يضعوا السلاح أرضًا و لهم الأمان و اندماج فى الجيش بناءًا على أسس و مقاييس .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعقيب
على سالم ( 2023 / 4 / 30 - 04:34 )
كل الانظمه العروبيه مجرمه وديكتاتوريه واستبداديه فاسده , دائما العسكر الملاعين يتحكموا فى كل شئ ؟ ليس سرا ان العسكر جميعا لصوص وبلطجيه وقتله انجاس بما فيهم البرهان وحميدتى

اخر الافلام

.. اليمن.. حملة لإنقاذ سمعة -المانجو-! • فرانس 24 / FRANCE 24


.. ردا على الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين: مجلس النواب الأمريكي




.. -العملاق الجديد-.. الصين تقتحم السوق العالمية للسيارات الكهر


.. عائلات الرهائن تمارس مزيدا من الضغط على نتنياهو وحكومته لإبر




.. أقمار صناعية تكشف.. الحوثيون يحفرون منشآت عسكرية جديدة وكبير