الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أهمية زيارة وزير الخارجية الباكستاني للهند

هشام جمال داوود

2023 / 4 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


وزير الخارجية الباكستاني بيلاوال بوتو زرداري سيزور الهند الشهر المقبل لحضور اجتماع منظمة شانغهاي للتعاون، سيقود زرداري الوفد الباكستاني إلى مجلس وزراء خارجية منظمة شانغهاي للتعاون الذي سيعقد في الفترة من 4 إلى 5 مايو المقبل في مدينة GOA الهندية وينظر إلى الزيارة رفيعة المستوى على أنها تطور مهم يبعث الأمل في ذوبان الجليد في العلاقات بين الجارتين.
إن أهمية زيارة بوتو للهند بالنسبة للعلاقات الهندية الباكستانية تتلخص في المحاور التالية:

1. هي أول زيارة كبيرة منذ زيارة نواز شريف:
زيارة بوتو رفيعة المستوى هي اول زيارة يقوم بها زعيم باكستاني إلى الهند في السنوات الأخيرة، وكانت آخر مرة زار فيها مسؤول باكستاني كبير الهند عندما جاء رئيس الوزراء آنذاك نواز شريف إلى دلهي لحضور مراسم أداء اليمين الدستورية لرئيس الوزراء ناريندرا مودي، والجدير بالذكر أن بيلاوال سيكون أول وزير خارجية باكستاني يزور الهند بعد فجوة استمرت ما يقرب من 12 عاما، اما على الصعيد الدبلوماسي فكانت آخر زيارة قام بها دبلوماسي باكستاني رفيع المستوى إلى الهند في عام 2016 وذلك عندما سافر سرتاج عزيز الذي كان آنذاك كبير مستشاري رئيس الوزراء للشؤون الخارجية إلى نيودلهي، وهذا يعني أنه لم يقم أي دبلوماسي باكستاني كبير بزيارة الهند منذ ما يقرب من 7 سنوات.

2. العلاقات الهندية الباكستانية من سيئ إلى أسوأ:
تدهورت العلاقات بين البلدين بعد فترة وجيزة من قيام رئيس الوزراء مودي بزيارة مفاجئة إلى لاهور في عام 2015 وبعد مرور عام، هاجم إرهابيون متمركزون في باكستان معسكرا للجيش في أوري التابعة لإقليم كشمير مما أسفر عن مقتل 19 جنديا، ودفع هذا الهند إلى شن ضربة في عمق الأراضي الباكستانية للقضاء على معسكرات الإرهاب عبر خط السيطرة ، وكادت الهند وباكستان أن تقتربا من الحرب عندما قصفت الطائرات الحربية التابعة لسلاح الجو الهندي معسكر تدريب إرهابي لجيش محمد في بالاكوت الباكستانية في فبراير 2019 ردا على هجوم بولواما الإرهابي، وهنا تدهورت العلاقات بشكل أكبر بعد أن أعلنت الهند سحب السلطات الخاصة لجامو وكشمير وتشعب الولاية السابقة إلى أراضي الاتحاد في أغسطس 2019 ، وسحب كلا البلدين كبار دبلوماسييهما وتم طرد العديد من الموظفين القنصليين أو سحبهم في إجراءات متبادلة.

3. محور مؤيد للهند:
على الرغم من توتر العلاقات قال رؤساء الوزراء الباكستانيون المتعاقبون اموراً إيجابية عن الهند، وغالبا ما أشاد رئيس الوزراء السابق عمران خان بالهند ومكانتها العالمية القوية بينما قارنها بـ"إخفاقات السياسة الخارجية" لبلاده، كما دعا رئيس الوزراء شريف وهو الشقيق الأصغر لنواز شريف علنا إلى السلام بمقابلة تلفزيونية في وقت سابق من هذا العام، وقال شريف إن باكستان تعلمت الدرس بعد ثلاث حروب مع الهند وتريد العيش بسلام مع جيرانها.
وما فتئت الهند تصر أيضا على رغبتها في إقامة علاقات جوار طبيعية مع باكستان، لكنها تصر في الوقت ذاته على أن المسؤولية تقع على عاتق إسلام أباد لتهيئة بيئة خالية من الإرهاب والعداء لمثل هذه المشاركة.

4. وقف إطلاق النار ودبلوماسية الباب الخلفي:
كانت هناك عدة تقارير حول وجود قنوات دبلوماسية مستترة بين نيودلهي وإسلام أباد خلال فترة ولاية قمر جاويد باجوا كقائد للجيش الباكستاني، ونفت كل من الهند وباكستان وجود قنوات مستترة والتي ادعى الصحفي الباكستاني البارز حميد مير مسؤوليته عنها في وقت سابق هذا العام، وأشار مير إلى أن قائد الجيش الباكستاني السابق الجنرال قمر باجوا سعى إلى تطبيع العلاقات مع الهند، وقال مير إن الإعلان المفاجئ لوقف إطلاق النار على طول خط التماس من قبل الجيشين الهندي والباكستاني في شباط 2021 كان أيضا نتيجة لدبلوماسية الباب الخلفي، وفي تقريرها السنوي اعترفت الحكومة الهندية بأن عام 2021 شهد تطورا إيجابيا في شكل تجديد تفاهم وقف إطلاق النار بين قادة العمليات العسكرية في الهند وباكستان في شباط، ومع ذلك قال في حين أن التفاهم صمد بشكل جيد خلال الأشهر القليلة الأولى، إلا أن باكستان رفعت الرهان مرة أخرى من حيث التسلل عبر الحدود وانتهاكات وقف إطلاق النار اعتبارا من يوليو 2021.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -