الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انقراض العَمال و ازدهار الأعمال

بشير شريف البرغوثي
مؤلف

(Bashir Sharif Bargothe)

2023 / 5 / 1
ملف 1 ايار-ماي يوم العمال العالمي2023: دور وأهمية التضامن والتحالف الأممي للطبقة العاملة


يبدو أن القوى المسيطرة على الموارد في العالم قرَرت التخلص من الطبقة العاملة .. يا لها من طبقة مزعجة وهؤلاء العمال يلوحون لنا ليل نهار بشعار "يا عمال العالم اتحدوا" .. علينا و بنفس عقلية أجدادنا المستعمرين الأوائل أن نمنعهم من الوحدة .. يجب أن يتشرذموا على مستوى العالم و على مستوى القوميات و الأديان و الأعراق و الأحزاب و الميليشيات .. سياسة "فرِق واحكم" لا تزال صالحة
هكذا صرنا نجد لكل قطاع عمال في أية صناعة عدة نقابات .. تجسد كل منها طيفا عقائديا أو دينيا أو سياسيا أو قوميا أو أي تجسيد آخر
و في غضون ذلك و مع عسكرة الصناعات .. تم استبدال عرق العمال بدمائهم .. عرق العمال و سواعدهم كانت تصنع فائض القيمة لأصحاب العمل و صارت دماؤهم هي التي تصنع فائض القيمة في الحروب ..و مستحيل طبعا أن يتحالف عمال الدولة المهزومة مع عمال الدولة المنتصرة و مع تبرم تحالف الجهات الحاكمة مع الجهات المالكة للمال من غلاء الأجور للجنود الجدد العمال سابقا في بلادها فإن دهاقنة هذا التحالف أخذوا يبحثون عن مخازن للعبيد الجدد .. يسمونهم المرتزقة لكن و مع وساخة و نتن المرتزقة الفقراء في الكونغو و غيرها بدأ البحث عن "عمالة" أوفر تكلفة و أقل توسيخا لياقات الأثرياء البيضاء .. هذه الياقات التي تظل بيضاء مهما تلطخت بدماء الفقراء و الغلابى
وهكذا تم اختراع ميليشيات بأسماء مختلفة تجذب سواعد الشباب و طاقاتهم من بؤر الفقر و البؤس و العطالة إلى ساحات حروب جديدة .. لا بد من خلق ذريعة أخلاقية لها .. فلتكن الديموقراطية مثلا
الرأسمال الوطني و المعولم ضمنا وجد بعضه أن هذه اللعبة الدموية أوفر ربحا له .. المرتزقة الجدد يمكن أن يقاتل الواحد منهم بخمسين دولارا شهريا و إذا قتل فلا أحد يمكن أن يعوض أهله الذين ينتظرون عودته محملا بالغنائم و مصحوبا بالحسناوت من بلادٍ تمت دمقرطتها و تدميرها من أجل إعادة تعميرها وأيضا باستعمال سواعد العمال إن بقي منها شيء
وماذا عن المصانع؟
تقول كتب الإدارة "الحديثة" إن المصنع النموذجي يتكون من : آلات و مدير و كلب .حيث الآلات تنتج و المدير يراقب الإنتاج و الكلب يمنع المدير من أن يلمس الآلات
وهكذا أيضا يتم تفعيل موجات الذكاء الصناعي لتقليل الإعتماد على الطاقة البشرية إلى أدنى حد ممكن في نفس الوقت الذي تشهد فيه بعض الدول بطالة تفوق ربع قواها التي في عمر العمل فإنها تتباهى بالتحول نحو الذكاء الصناعي و إنتاج عمال جدد من سلالة الآلات .. يعني هؤلاء العمال في مصانع التكنولوجيا الحديثة ينتجون آلات سوف تجعل أبناءهم لا يجدون أي فرصة عمل
و حتى يقطع أرباب المال أي أمل للعمال فإنهم يرفعون أصواتهم دائما مطالبين بأن تتناسب فرص التعليم مع سوق العمل .. بدل أن يجعلوا الإستثمارات هي التي تتواءم مع حاجات العمال و مع ما لديهم من مهارات علمية أو عملية .. يقلبون الهرم على رأسه ثم يتذمرون من عدم استقراره
و في المحصلة : لم يعد العامل يطالب بحقوقه كإنسان عامل في رفع أجوره و تقليل ساعات عمله و توفير ضمانات حمايته و رعايته بل صار يطالب بتوفير فرص عمل له و لسان حاله يقول: يا أصحاب المال نرجوكم أن تستغلوننا .. فيرد أصحاب العمل : كلا ! نحن زاهدون حتى في استغلالكم
.. أنتم لا تلزموننا . ولن نمن عليكم بتنظيف سيارتنا أو تشذيب حدائقنا
حتى مهنة مسح الأحذية انقرضت !
أيها العمال سوف ننقرض إن لم نتحد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تهدد بحرب واسعة في لبنان وحزب الله يصر على مواصلة ال


.. المنطقة الآمنة لنازحي رفح | #غرفة_الأخبار




.. وثيقة تكشف تفاصيل مقتل الناشطة الإيرانية نيكا شكارامي عام 20


.. تقرير إسباني: سحب الدبابة -أبرامز- من المعارك بسبب مخاوف من




.. السعودية تسعى للتوصل لاتفاقيات شراكة أمنية مع الولايات المتح