الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بيان جماهيري من المكتب السياسي للحزب الشيوعى السودانى

أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)

2023 / 5 / 1
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


اول ما يطالعنا في هذا البيان الإقرار بوجوب وقف الحرب وإزالة أسبابها واستعادة السلام.
بعد ذاك يتوجه البيان إلى جماهير شعب السودان الجريح ليقول لها إن بلادها تعانى ويلات حرب عبثية لا طائل من وراءها ولا مصلحة لشعبنا العظيم المسالم فيها و بسببها يقبع معظم أفراده تحت وابل الرصاص أو يعانون من أوجاع النزوح والفقد كنتيجة للنزاع المسلح بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع حول السلطة والثروة وتناقض الالتزامات تجاه المصالح الدولية والإقليمية التي تضع عينها بشكل متهافت من أجل فرض نفوذها على الموارد فى السودان واستخدام موقعه المميز للهيمنة على المنطقة والمحيط الاقليمى. ولم يغب عن بال الحزب الشيوعي السوداني كون هذه الحرب قادت بشكل مكشوف إلى مؤازرة كل معسكر للطرف الذي يحرس ويحمي مصالحه، مما ينقل القرار حول استمرار الحرب و انتشار رقعتها.
أن القوتين العسكريتين المتحاربتين - يتابع البيان - كانتا وطوال حكم الإنقاذ جزءا من اذرعه العديدة لضرب الشعب السودانى وإخماد ثورته وقتل وسحل وتشريد واخفاء أبنائه وأن الطرفين المتحاربين يتشاركان وزر مجزرة فض الاعتصام التى ستبقى جرحا غائرا فى صدر الأمة السودانية، وأنهما وبمنتهى التماهى والانسجام شكلا راس الرمح فى القوى المضادة التي أظهرت عداءها للثورة، وعملا معا على تصفيتها و إعادة الطغمة الفاسدة التي أسقطتها الثورة إلى سدة الحكم مجددا.
لتحقيق تلك الأهداف الدنيئة، يقول البيان، تشارك الطرفان الانقلاب فى ٢٥ اكتوبر و ذهبا بعيدا لأجل توطيد دعائمها المتهالكة بالامعان في قتل الثوار و قمعهم و الفتك بهم بشتى الوسائل الإجرامية بما في ذلك توقيع الاعتقال عليهم و تلفيق التهم الجنائية ضد بعضهم.
لذلك - يواصل البيان - لم يكن يعني طرفي الحرب إشعال واشتعال نيرانها في المدن والاحياء المكتظة بالسكان كما أصبح واضحا للجميع عدم اكتراثهم بتداعيات هذه الحرب المنظورة و المتوقعة وما نجم عنها من أوضاع إنسانية بالغة السوء تحت قصف الطيران واستخدام المدافع والأسلحة الثقيلة بمختلف أنواعها واستخدام الرصاص بشكل عشوائي وكان محتما سقوط أعداد كبيرة من القتلى يقدر عددهم بما يقارب الخمسمائة قتيل واقترب عدد الجرحى من الثلاثة آلاف جريح، هذا فضلا عن هدم المنشآت الحيوية وخروج ما يقارب الثمانين بالمائة من المستشفيات العاملة بولاية الخرطوم وبعض ولايات دارفور من الخدمة بالكامل، إضافة لنزوح عشرات الآلاف من المواطنين إلى خارج البلاد أو للولايات القريبة من العاصمة تفاديا لخطر الحرب و انعدام الأمن بسبب الاستباحة الكاملة للأرواح و الأموال والممتلكات.
أمام هذه الأخطار المحدقة بشعب السودان، يرى الحزب الشيوعي أنه يتوجب على جميع القوى الوطنية والديمقراطية والقوى المحبة للسلام والمنظمات الحقوقية والعدلية بالداخل والخارج التنادي والاحتشاد لبناء جبهة شعبية واسعة بمساندة شعوب العالم الحرة وتنظيماتها لوقف الحرب ودرء آثارها واستعادة السلام.
كما أن الحزب إياه لا يشك في أن نواتها قد تكونت تلقائيا فى كل المناطق مستندة على قيم شعبنا العظيم فى النجدة والنفير وتوفير متطلبات الحياة للذين تركوا منازلهم بسبب الحرب، هذه النواة التي استدعت إرث الجماهير وتجاربها فى التنظيم والعمل الجماعى وافرزت قياداتها لتشكل عملا قاعديا جيدا يمكن البناء عليه و ندعوا الجميع للانخراط فيه والعمل من خلاله لتحقيق الاتى:
- نشر الدعوة لوقف الحرب وبسط ثقافة السلام و التعايش السلمي و نبذ العنف و العنصرية؛
- التقيد بالأسس والمعايير الدولية فيما يتعلق بوقف الاقتتال المؤقت، تمهيدا لوقف دائم لإطلاق النار؛
- الضغط داخليا وخارجيا لوقف الحرب والحد من توسعها ودرء آثارها؛
- منع أى طرف دولى أو إقليمي من التدخل لمصلحة أحد الأطراف المتحاربة؛
- الضغط داخليا وخارجيا لقيام الأمم المتحدة ومنظماتها بتقديم العون الإنساني وفتح المسارات على الأرض لوصول المساعدات الانسانية؛
- ضم كل شركات الجيش والدعم السريع والأمن والشرطة لولاية وزارة المالية؛
- تنفيذ الترتيبات الأمنية بنزع السلاح والغاء قانون الدعم السريع وحله ومليشيات الإسلاميين وجيوش الحركات ودمجها فى المجتمع وقيام جيش قومى مهنى؛
- رصد وتوثيق الانتهاكات على نحو يمكن من استخدامها ضد مرتكبيها و عدم افلاتهم من العقاب؛
- التأكيد على ضرورة نقل المقار والثكنات العسكرية خارج المدن والمناطق المأهولة بالسكان؛
- حماية النسيج الاجتماعى والإعلاء من قيم المساواة والحقوق .
وخير ما ختم به الحزب الشيوعي بيانه الجماهيري تعبيره عن قناعته بان الشعب السوداني يناضل من أجل بناء الدولة المدنية الديمقراطية وتأسيس سلطة الشعب وبسط سيادته على أراضيه وموارده واستقلال قراره الأمر الذى لا يتأتى إلا باسترداد ثورة ديسمبر المجيدة وتحقيق اهدافها عبر النضال السلمى الديمقراطى ومنع ومقاومة كافة أشكال التدخل الأجنبى عبر المحاور الإقليمية والدولية ومحاولات فرض شراكة العسكر فى السلطة عبر الآلية الثلاثية والرباعية والتى شكلت أحد أسباب الحرب الدائرة الان.
ويعي الحزب الشيوعي السوداني بأن تفجير الأوضاع بالحرب العبثية التي اختار أطراف الصراع المسلح من المعسكرين توقيتها و فضاءها الجغرافي ما هي إلا محاولة جديدة تصب في سلسلة الانقلابات السابقة بهدف تعطيل و مصادرة الانتقال بمكتسباته التي حققتها الثورة و لن تمر هذه المحاولة على فطنة شعبنا و يقينا أنه سيعود أكثر مضاء" و عزما لانتزاع كافة حقوقه الديمقراطية و على رأسها إرساء دعائم الحكم المدني .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. داعمو غزة يغيرون ا?سماء شوارع في فرنسا برموز فلسطينية


.. رويترز: قطر قد تغلق مكتب حماس كجزء من مراجعة وساطتها بالحرب




.. مراسل الجزيرة هشام زقوت يرصد آخر التطورات الميدانية في قطاع


.. القسام تستهدف ثكنة للاحتلال في محور نتساريم




.. واشنطن تطالب قطر بطرد قيادة حماس حال رفضها وقف إطلاق النار