الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القانون الثاني أو العكسي _ مشكلتنا المشتركة

حسين عجيب

2023 / 5 / 1
العولمة وتطورات العالم المعاصر


ماذا تريد الحياة مني ، ومنك ، ومن غيرنا أيضا ؟!

يعلق غالبية البشر في السؤال الأولي ، البدائي والمشترك :
ماذا أريد من الحياة ؟!
وهو سؤال الطفولة والمراهقة ، المشترك بين الجميع .
بعد الأربعين ، يتأخر من لا يطرح على نفسه السؤال العكسي :
ماذا تريد الحياة مني ؟!
تمثل السلوكية ، بنسختها الفجة : ( مثير _ استجابة ) ، الموقف الأول .
ويعتبر فيكتور فرانكل ، من أهم من عالجوا السؤال العكسي أو الثاني :
ماذا تريد الحياة مني ، خاصة في كتاب العلاج بالمعنى أو الانسان يبحث عن المعنى ، وهو مترجم للعربية .
....
السؤال الثاني ( ماذا تريد الحياة مني ) سقف السؤال الأول ( ماذا أريد من الحياة ) وعتبة السؤال النهائي : ماذا أريد من بقية حياتي _ سؤال النضج المتكامل والحكمة ، أو النضج المتعثر لبقية العمر .
....
على مستوى السؤال الأول ، تبدو الحياة مثل ثدي هائل أو مائدة عامرة بكل ما لذ وطاب ، ....ولا أظن أحدا يجهل صدمات ذلك الموقف ، مهما بلغت به درجة البلادة واللامبالاة .
السؤال الثاني والعكسي أو سؤال النضج والمسؤولية ، يمثل الحل المشترك لثنائية اضرب أو اهرب ، والتي ما تزال الكثير من العقول البشرية عالقة بها إلى اليوم : كل شيء أو لا شيء . من ليس معي عدوي ، وغيرها من العبارات ( الشعارات ) القطعية والدغمائية بطبيعتها .
السؤال الثالث يمثل ، الانتقال الفعلي من الفكرة الثابتة إلى التفكير الإبداعي _ الارادي بطبيعته .
آمل ، أن تكون تكملة المناقشة منطقية ، وتثير الاهتمام والتفكير ،
وأن لا تكون مضيعة لوقت وجهد القارئ _ ة .
....
التركيز والتأمل ميراثنا المشترك الأجمل ، والأهم .
.....
حياتنا المشتركة ؟!
( العنوان محاكاة لعنوان كتاب تودوروف العميق ، والملهم )
1
العيش على مستوى الحاجة ، واللذة فقط ، مثال 1 عام ومزدوج :
يصل أحدنا إلى الكراج العمومي ، ويجده شبه فارغ من الركاب .
ينظر إلى الحافلة التي قصدها ، وفيها راكبين أو ثلاثة .
يختار أحد المقاعد بضجر ، وتبرم ....
تصل سيارة أجرة ، وينزل منها عدة ركاب يتجهون مباشرة إلى الحافلة .
يشعر الراكب _ ة المنتظر ( أنت وأنا ) بالراحة ، والسرور ، وبقية المشاعر الإيجابية تجاه الركاب الجدد .
في يوم آخر ، يحدث العكس :
الكراج مكتظ بالركاب ، الذين ينتظرون وصول الحافلة .
تصل سيارة أجرة ، وينزل منها عدة ركاب يتجهون إلى موقف الانتظار .
يشعر المنتظر _ة ( أنت وأنا ) بالانزعاج والعدوانية وبقية المشاعر السلبية تجاه الركاب الجدد .
مثال 2 :
يصعد أحدنا إلى الحافلة شبه الفارغة ، ويبدأ التنقل بين المقاعد لاختيار اكثرها راحة وملائمة .
يجلس في أحدها وهو يتلفت حواليه بقلق ، وغير راض .
في يوم آخر ، يحدث العكس :
يصعد أحدنا إلى الحافلة المزدحمة ويتطلع بقلق ، عن مقعد فارغ ، ثم يجد مقعدا خربانا ومكسورا ، يجلس عليه بسرور ورضا .
توجد أمثلة غير منتهية ، على الإزدواج الشعوري ، الذي نخبره جميعا خلال المراهقة والشباب الأول خاصة .
والسؤال لماذا يحدث ذلك ، وما علاقته بمشكلة ازدواج المعايير والنضج ؟
يتحدد نمط عيش الانسان البالغ ، كما أعتقد ، في أحد المستويات الأربعة للعيش ( المعروفة اجتماعيا ) ، من الأدنى :
1 _ مستوى الجشع .
يتمثل بعدم الكفاية ، وانشغال البال المزمن .
2 _ مستوى الطمع البسيط .
يرغب الجميع ، أن نعامل باحترام وثقة .
وننتبه أننا لا نتعامل دوما مع غيرنا باحترام ، ولا مع أنفسنا أحيانا .
3 _ مرحلة النضج المتعثر ، أو بالعكس النضج المتكامل .
بين الثانية عشرة ، وبين الثلاثين أو الأربعين .
شخصيا ، بعد الخمسين تعرفت بخبرة النضج المتكامل .
قبل 23 سنة كتبت مقدمة " نحن لا نتبادل الكلام " :
احتجت أربعين سنة
لأدرك
أنني أعيش في جهل تام .
يمكن باختصار ، تلخيص نمط العيش المتعثر أو اتجاه المرض العقلي :
اليوم أسوأ من الأمس وأفضل من الغد .
والعكس تماما :
اتجاه النضج المتكامل ، والصحة العقلية :
اليوم أفضل من الأمس وأسوأ من الغد .
4 _ النصر الذاتي .
( نهاية الغضب والضجر )
لم أكن لأصدق قبل الخمسين ، أن ذلك حقيقي وممكن ! ويستطيع شخص ضجر ، ومكتئب ، لدرجة حسين عجيب أن يعيش بثقة ، ورضا حتى في بلاد مثل سوريا ... سنة 2008 و 2018 ( حين بدأت النظرية الجديدة بالتبلور ) .
تكفي عناوين الدواوين الثلاثة
( وهي مخطوطات أيضا ، ولا أظنها ستطبع خلال حياتي ) :
1 _ اشباه العزلة : 1994 .
( رفضها الأستاذ أنطون مقدسي ، ضمن منشورات وزارة الثقافة ) .
2 _ نحن لا نتبادل الكلام : 1998 _ 2002
( لم تسمح الرقابة السورية بنشرها ، ويعرف ذلك بشكل ، شخصي ، ومباشر العديد من الأصدقاء والصديقات ) .
3 _ بيتنا 2006 .
منشور على الشبكة بمساعدة صديقات وأصدقاء ، لهم كل الشكر والامتنان .....وخاصة ة / س .
2
لماذا لا يعيش الانسان بسعادة ؟
الجواب البسيط ، الحقيقي والواضح لدرجة لا تصدق :
" لأنه لا يعرف كيف يعيش بسعادة "
وهو الجواب الذي قدمه معلموا التنوير الروحي ، منذ حوالي ثلاثة آلاف سنة " أكان أحد ليختار الشقاء ! " .
بالطبع لا .
والسؤال الثاني :
لماذا لا يعرف الانسان البالغ ، بعد الثلاثين أو السبعين ، وبعدها أيضا كيف يعيش بسعادة ؟
الجواب البسيط ، وإلى درجة يصعب تصديقها أيضا :
لأنه لا يعرف نفسه .
وقد ناقش السؤال ، المشكلة سقراط خاصة " اعرف نفسك " وغيره من المعلمين القدامى والجدد ...
( أدين بشكل شخصي لأريك فروم والدلاي لاما وفرانكل ) .
والسؤال الثالث :
لماذا لا يعرف نفسه الانسان البالغ ،... والمتعلم وغيرهما ؟
الجواب الصادم أيضا : لأنه لا يحب نفسه .
والسؤال الرابع ، لماذا لا يحب الانسان نفسه ؟
هنا تتعدد الأجوبة ، والأفكار والحلول ...للبحث تتمة
3
القانون العكسي لا يجهله أحد ، ولا يعرفه أحد بشكل فعلي .
....
عندما يقرر أحد السهر يغمره النعاس فجأة ، والعكس صحيح عادة .
يحكى في العلاج النفسي عن مشكلة التأتأة ، حيث اكتشف العلاج بالصدفة ، عندما يريد الشخص الذي يعاني من التأتأة أن يمثل الدور بالفعل ، يفشل .
وهذه الفكرة ، الخبرة ، نعرفها جميعا بأشكال متعددة ، وغير منتهية .
....
في الحب والعلاقات العاطفية كلنا نتذكر ، بمرارة أو بمرح ، الطرف الذي ينهي العلاقة غالبا يندم .
في الحقيقة لا أصلح للكلام في هذا المجال ، حيث يلبسني الفشل بالكامل .
....
كلمة أخيرة حول القانون العكسي ، لقد كان له الدور الأساسي في اكتشاف الجدلية العكسية بين الحياة والزمن . وقبل ذلك وبعده أيضا ، يلعب الدور الأساسي في حياتي ....اليوم السيء والصعب ، يصير الماضي المفيد .
والعكس دوما ، اليوم اللذيذ والهانئ ، يتحول بغمضة عين إلى كابوس .
( لا أظن أحدا يحتاج للتذكير بذلك ، نحن جميعا خبراء كبارا في الألم )
....
ليس المهم فقط ما يريده أحدنا من حياته ، بل غالبا يكون ما لا يريده الأهم .
لنتذكر أن القرار بعدم فعل شيء ، من أصعب القرارات الواعية بطبيعتها .
....
بعد مرور فترة من الوقت
....
ربما تكون خبرتي الشخصية ، حول القانون العكسي ، مفيدة للقارئ _ة أو مسلية.. وهي تتركز حول العلاقة العكسية ، بطبيعتها ، بين اللذة والسعادة .
لا يمكن تحويل اللذة إلى سعادة ، بينما بسهولة يمكن تحويل الألم أو الصبر إلى سعادة وراحة بال .
المثال الأبرز ، التدخين لذة ، والتوقف عن التدخين سعادة .
( أعتذر من الصديقات والأصدقاء ، عن صراحتي القاسية ) .
4
هل يمكن التمييز بين العادة الإيجابية ، والسلبية ، وبين العادة المحايدة ؟!
جوابي البسيط والمباشر والنهائي نعم ، وبشكل دقيق وموضوعي .
العادة السلبية مثالها النموذجي الإدمان ، او العادة الانفعالية .
العادة الانفعالية أو السلبية لا فرق ، تتميز بصفات السلبية الثلاثة : لاواعية وغير شعورية ولا إرادية .
العادة الإيجابية ، ومثالها النموذجي الهوايات ، تتميز بالعكس بصفات الإيجابية الثلاثة : واعية وشعورية وإرادية .
العادة المحايدة صفة ، أو سمة ، تتعلق بالشخصية وليس بالموضوع .
الشخصية الناضجة ، والتي حققت الانسجام بين العمر البيولوجي والعمر العقلي والعمر العاطفي _ الاجتماعي _ الثقافي بالضرورة ، تكون كل العادات محايدة بالنسبة لها .
....
كيف يكتسب الأصحاء عادة جديدة ؟
بالتقليد الإيجابي أو المحاكاة الايجابية ، والتعلم والصبر .
كيف يكتسب المرضى عادة جديدة ؟
بالتقليد الأعمى ، أو المحاكاة السلبية ، والغفلة والخداع الذاتي أولا .
5
لماذا لا يحب الانسان نفسه ؟
الجواب البسيط ، الدقيق والموضوعي معا ، لأنه لا يعرف ما هو الحب .
الحب الحقيقي ، أو الإيجابي ، نقيض التعلق السلبي ، والذي نعرفه جميعا .
....
....

العيش على مستوى العادة
( العيش في الماضي أم في المستقبل أم في الحاضر )

1
كلنا نتذكر أيام المراهقة والشباب الأول ، ... الذروة والقاع بلحظة واحدة .
كتب محمود درويش عن تلك الأيام :
حلقت ذقني مرتين
لمعت نعلي مرتين
ولم تجئ من واعدتني في الخامسة
....
المهم الموعد نفسه ، وليس الفتاة والفتى سوى وسيلة أو أداة بتلك المرحلة .
نظن أن زر القميص أو لون الحذاء ، أو تفصيل تافه ، هو السبب ...
لم تأتي ،
ولن تأتي أبدا .
....
الويل لمن يبقون بتلك المرحلة .
الويل لك
الويل لك
الويل لك
" مشاعرك مسؤوليتك "
....
لو كنا نعرف قبل عشرين سنة ، يكمل صديقي ، بدون أن ينتبه أنه عبر بوضوح ( وفصاحة ) عن أهم فكرة ليس في العربية فقط ، وفي الثقافة الإنسانية بلا استثناء .
من يعرف حدود جهله ؟
من يعرف نفسه !
....
ليست دعوة للعدمية ، أو للتخلي عن العقل .
" العقل زائدة دودية " كان صديقنا غسان لايقة يكرر عبارة هرمان هيسة ، وننقسم بسرعة إلى فريقين مع وضد :
" الشقاء في العقل ، والسعادة في العقل أيضا "
أغلب من تعرفت بهم سواء بشكل شخصي ، أو عبر القراءة فقط ، من معلمي التنوير الروحي كانوا يتجاهلون النصف الثاني ( والأهم كما أعتقد ) من وصية بوذا .
ويستمر السؤال المفتوح لماذا ، وإلى متى !
....
لا يوجد رجل من الغباء ، ليحب امرأة بسبب لون ثيابها .
ولا توجد امرأة غبية كذلك ، والعكس هو الصحيح :
" أحب فيك ما ينقصني " بيير داكو بترجمة وجيه اسعد .
....
القيم الإنسانية واحدة ، ومشتركة بلا استثناء في مختلف الثقافات واللغات .
لن تجد شخصا يفخر بغباء من يحب ، أو جهلهم :
يا عيني ( عليها او عليه ) لا يعرف كيف يفك الحرف ، ولم يفتح كتابا في حياته أو حياتها .
أو يفاخر بجشع أهله وأحبابه :
لو قرأت أحدا يكتب عن زوج _ه أو عشيقه _ ت :
لا يشبع ، يريد كل شيء دفعة واحدة ، الكلام والطعام والمال والسلطة ...
حتى الأبله يدرك السخرية في العبارة السابقة .
ومع ذلك تجد حتى اليوم ، من يعتبرون أن القيم هي نفسها الأخلاق وتختلف بين ثقافة وأخرى ، بل بين شخص وآخر !
مثال كتاب " هل العلم خلو من القيم "
تأليف هيو ليسي ، وترجمة نجيب الحصادي .
القيم والفهم العلمي ؟!
بعد اكثر من ثلاث ساعات ، مكابدة حقيقية ....
إنه أسوأ كتاب قرأته في حياتي ،
والترجمة أسوأ من الكتابة أيضا !؟
....
يعتقد أريك فروم ، بوجود مجتمع مريض وآخر سليم ....
وهو كان يعتبر أن الرأسمالية أقل سوءا من الستالينية ، ومن النازية والفاشية بالطبع .
وهو أيضا كان يعتقد أن القيم والأخلاق واحد ، وتختلف بين مجتمع وآخر وبين شخص وآخر .
رغبتي اللاشعورية بقتل الأب ، دفعتني لنقد أريك فروم .
والنتيجة كانت صدمة حقيقية .
كان كولومبوس يشعر ، ويعتقد ، أنه يجرب طريقا مختلفا إلى افريقيا .
كل الاكتشافات متشابهة ، النتيجة موجودة سلفا ، والأهم الطريق الجديدة .
الاختراعات مختلفة ، وهي نوع من الخلق الحقيقي .
أعتقد أنني اكتشفت بالصدفة ، مع بعض الحظ والجهد ، أن علاقة القيم والأخلاق أقرب للتناقض منها للتشابه .
( البحث منشور بالكامل على الحوار المتمدن ، وأعتقد أنه جدير بالقراءة والاهتمام ، خاصة لمن لديهم هواجس أخلاقية وقيمية ) .
....
سوف أعود لقراءة الكتاب المذكور :
القيم والفهم العلمي ؟
وسوف أعطيه أكثر من ساعة قراءة جديدة ، كما فعلت بالضبط مع كتاب باشلار " جدلية الزمن " ...
أرجو ، وآمل أن يتعامل القارئ _ة الجديد أيضا ، بنفس الطريقة مع النظرية الجديدة .
إن وجدت فكرة واحدة ، جديرة القراءة والاهتمام ، سأعتذر علنا وبشكل مكتوب وأنشره أيضا على صفحتي وعلى الحوار المتمدن معا .
وفي حال العكس سوف أهمل الموضوع ، وأرجو من الأصدقاء المشتركين توصيل القراءة ( القاسية ) أو الرسالة المفتوحة للأستاذ نجيب الحصادي ، لولا المقابلة على فرانس 24 لما ضيعت ساعة مع الكتاب .
2
العادة الجديدة جيدة بطبيعتها ، أو لها فضيلة الشك بالأقل .
....
يعيش أغلب البشر ، في نسخة غير شخصية ... اجتماعية أو عائلية أو دينية أو فكرية وغيرها .
هؤلاء المرضى العقليون .
لقد دمروا العالم مرارا وتكرارا ، بعدما افسدوا حياتهم الشخصية :
نماذجهم موسوليني وهتلر وستالين ( بتحفظ ) .
وعلى النقيض : غاندي ومانديلا والدلاي لاما .
....
عليك ( القار ئ _ة ) الآن .... مغادرة الحظيرة العائلية بعد العشرين .
بلا تردد
أو تفسد _ ين حياتك بالفعل .
....
يلخص أريك فروم تاريخ العلاج النفسي ، وأنواعه ، بالتسلسل :
1 _ تغيير المرء لسلوكه ، وعاداته الانفعالية خاصة .
2 _ تنمية الاهتمام بالعالم .
3 _ تعلم التفكير النقدي .
4 _ تعلم مهارة : التعرف على الجسد الشخصي ، واحترامه .
5 _ فهم وتفهم اللاشعور الشخصي .
6 _ فهم النرجسية الذاتية ، ثم تجاوزها إلى الموضوعية .
7 _ التركيز والتأمل .
8 _ التحليل النفسي الذاتي .
....
أريك فروم معلمي الشخصي ،
حاول الجمع بين ماركس وفرويد ، وفشل .
3
الحب مهارة ، ويشبه اللغة الأجنبية الأصعب على المرء .
الحب مهارة جديدة ، فردية ، ومكتسبة بطبيعتها .
الحب هو المشكلة وعلاجها بالتزامن .... للبحث تتمة
تلك الأيام...
....
....

العلاقات الإنسانية والاجتماعية ...
( بين المفارقة ، والمغالطة ، والمنطق )

لحظة الولادة يصير الانسان ، وكل كائن حي ، في موقعين بالتزامن : الحفيد _ ة والابن _ ة .
بقية المواقع ، أو الأدوار ، الاجتماعية الأخرى احتمالية بطبيعتها .
من أمثلتها : الأخ _ ت ، العم _ ة ، الخال _ ة .
وخاصة موقع ، أو دور ، الأب _ الأم ( ومعه الجد _ة ) ، من حيث كونه دور إرادي بصورة عامة ، ونقيض دور الابن _ ة والحفيد _ ة الحتمي والسلبي ، بطبيعته .
....
أقترح على القارئ _ة المتابع أيضا ، التأمل لدقائق قبل تكملة القراءة ...
1
ما هي العلاقة الحقيقية بين الأحفاد والأجداد ؟!

لنتذكر ، ان أقدم الديانات الكبرى تتمثل بعبادة الأسلاف والماضي .
الأجداد يأتون من الماضي بالطبع .
الأحفاد أيضا ، يأتون من الماضي إلى الحاضر ، والمستقبل أخيرا .
....
لكن الفقرة السابقة ، تنطوي على مفارقة ومغالطة بنفس الوقت .
_ المفارقة تتمثل بأن الماضي مصدر ثابت للحاضر ، لكن ليست الوحيدة .
_ المغالطة تتمثل في اعتبار الماضي المصدر الثابت ، والوحيد .
3
ما هي الحركة الإنسانية ، ولماذا بقيت مجهولة في الثقافة العالمية ( الحالية ) إلى اليوم ، وربما يستمر الجهل والتجاهل طوال هذا القرن ؟!
أعتقد أن التفسير العلمي ، المنطقي والتجريبي معا ، على الشكل التالي :
للإنسان نوعين من الحركة :
1 _ الحركة الموضوعية 2 _ الحركة الذاتية .
الثانية أو الذاتية يعرفها الجميع ، ويعتقدون أنها الحركة الوحيدة للإنسان .
وهي اعتباطية بطبيعتها ، ولا يمكن التنبؤ بها ومعرفتها مسبقا . سوى في حالة خاصة ، واستثنائية جدا حتى الآن ، تتمثل بالأفعال والحركات الارادية فقط ، ونموذجها الالتزام ( لا يوجد عاقل _ة يجهل صعوبة الالتزام والصدق ) .
وأما الحركة الموضوعية للإنسان ، وهي جزء من الحركة الموضوعية للحياة ولا تنفصل عنها ، وتتمثل بعملية التقدم بالعمر .
بكلمات أخرى ،
الحركة الموضوعية للحياة ثابتة ومطلقة ، ولا تختلف بين كائن وآخر . وتتمثل الحركة الموضوعية للحياة ، بالتقدم في العمر وهي _ نفسها _ حركة التناقص في بقية العمر ، لكن بشكل معاكس بالاتجاه والاشارة .
هي نفس الحركة ، التقدم بالعمر ، بالنسبة للإنسان ولغيره من بقية الأحياء .
4
من اين يأتي الأحفاد ؟
ليس السؤال سطحيا كما يخيل للقارئ _ة الجديد خاصة ، ولأول وهلة .
الحياة تأتي من الماضي ، ومن الحياة الأسبق .
( الحياة استمرارية ، ظاهرة بشكل دقيق وموضوعي ، ومؤكد ) .
الحياة تأتي من الأزل المطلق ، إلى الماضي الموضوعي أو المستمر ، ووصولا إلى الماضي الجديد _ حيث نختبره جميعا مع بقية الأحياء .
الماضي الجديد ، أو الحاضر المستمر ، أو المستقبل القديم ، ثلاث تسميات لمرحلة واحدة ، ناقشتها في نصوص ومنشورة سابقا على الحوار المتمدن .
الزمن أو الوقت بالعكس ، يأتي من الأبد ، إلى المستقبل الموضوعي أو المستمر ، وصولا إلى المستقبل القديم أو البسيط ، والمباشر . وهو نفسه المستقبل القديم ، أو الحاضر المستمر ، أو الماضي الجديد ، الاختلاف فقط في الإشارة والاتجاه ، المتعاكس ، بين الحياة والزمن .
( حيث تأتي الحياة من الماضي والأزل ، بينما يأتي الزمن والوقت من المستقبل والأبد ) .
تتمثل ( استمرارية ) الحياة بالنسبة للإنسان ، وغيره ، بالعمر الفردي .
وتتمثل ( استمرارية ) الزمن أو الوقت الإنساني ، أو الشخصي ، ببقية العمر .
( يأتي الأحفاد من الماضي والمستقبل بالتزامن ، أين هم الآن ؟! )
بينما الأجداد ، جاؤوا من الماضي ، وانتهوا في الماضي .
( الفكرة تحتاج ، وتستحق ، المزيد من الاهتمام والمناقشة ) .
لنتخيل مولد شخصية إنسانية بعد قرن ، سنة 2123 مثلا ، أين هي أو هو الآن في الماضي أم في المستقبل ، ام في الاثنين بالتزامن ؟!
قبل ولادة الفرد بقرن ، او أكثر ، يكون موزعا بالفعل بين الماضي والمستقبل ، بالتزامن :
1 _ تكون حياته وعمره الحي ( الحالي والكامل ) ، أو مورثاته ، في الماضي عبر سلاسل الأجداد .
2 _ يكون زمنه أو وقته ، بقية عمره أو عمره الزمني ، في المستقبل المجهول بطبيعته .
5
أعتقد أن الجواب عن الأسئلة السابقة قد تكشف بالفعل ، بدرجة متقدمة في الدقة والموضوعية معا وبالتزامن .
ربما ، من المبكر أو السابق لأوانه الاستمرار في طرح الأسئلة الجديدة ...
طالما أن الثقافة العالمية ، والعربية أكثر بالطبع ، في حالة من الخدر واللامبالاة المعرفية غير المسبوقة بحسب تجربتي الشخصية .
6
الحركة الذاتية للإنسان خاصة ، عكوسية نسبيا أو نظريا بتعبير أصح .
لكن الحركة الموضوعية للحياة ، وللإنسان أيضا ، غير عكوسية مطلقا .
( أنت لا يمكنك السباحة في مياه النهر مرتين )
ذلك حدس هيراقليط ، وزينون ، وغيرهم .... وما يزال ، بمثابة سؤال مفتوح في عهدة المستقبل والأجيال القادمة ، ويدل بصورة مؤكدة على أن الانسان القديم كان يدرك ، ولو بصورة غامضة ، وجود نوعين من الحركة للإنسان وللحياة بصورة عامة .
الحركة الموضوعية ( أو التعاقبية ) للحياة ، تبدأ من الماضي إلى المستقبل ، وعبر الحاضر بالطلع ، وهي تساوي وتعاكس الحركة التعاقبية للزمن أو الوقت ، من المستقبل إلى الماضي وعبر الحاضر بالطبع .
....
ملحق 1
الظاهرة 3 أو أصل الفرد :
1 _ قبل ولادة الفرد ، تكون حياته في الماضي عبر مورثاته وسلالات الأجداد ، وبالتزامن يكون زمنه ، أو بقية عمره في المستقبل .
2 _ خلال حياته ، بين الولادة والموت ، يكون في الحاضر فقط .
3 _ وبعد لحظة الموت ، يصير الفرد في الماضي إلى الأبد .
....
الأزل حياة ، الماضي حياة سابقة أيضا .
الأبد زمن ، المستقبل زمن سابق أيضا .
هذه الفكرة جديدة ، وما تزال في مرحلة الحوار المفتوح ...
....
ملحق 2
الأدوار الاجتماعية ، الأربعة ، تقبل الإضافة والزيادة ولا تقبل الاختصار .
1 _ دور الابن _ ة ، ... الحفيد _ ة .
وهو دور سلبي بطبيعته ، يولد مع الفرد ، وسابق عليه بالفعل .
2 _ دور الأخ _ت ، ... الصديق _ ة .
دور المساواة والتكافؤ ، يتحقق عبر النضج المتكامل .
3 _ دور الزوج _ة ، ... العشيق _ ة .
دور الاختلاف والتميز ، مزيج اللذة والألم .
4 _ دور الأم _ الأب ، ....
دور إيجابي بطبيعته .
5 _ دور الجد _ة ، يمكن اعتباره من الأدوار الثانوية ، مثل العم _ة والخال _ة ، وغيرها .
....
هل يمكن تحقيق التجانس ، والانسجام الحقيقي ، بين الأدوار الخمسة ؟!
ربما تكون مهمة الفرد الأساسية ، خلال عملية النضج المتكامل .
ليست سهلة ، وليست مستحيلة بالمقابل .
.....
أعتقد أن أهم علامات الصحة العقلية _ أو النضج المتكامل _ تتمثل بتحقيق الانسجام بين العمر البيولوجي والعمر العقلي والعمر العاطفي .
....
هل يمكن أن يكون الانسان جيدا في أحد أدواره الاجتماعية وسيئا في دور ( أو أدوار ) أخرى ، وبنفس الوقت ؟
هل يمكن أن يكون ، أو تكون : الأخ _ت ، أو الابن _ة أو الحفيد _ة أو الأب أو الأم ، جيدا مع أحد الأبناء ، وسيئا مع الآخر وبنفس الوقت ؟
أعتقد أنها أسئلة جديرة بالاهتمام والحوار .
....
من نتعامل معهم خلال حياتنا أحد نوعين : الأول نرغب بالقرب الدائم منه ، ويؤلمنا فراقه والابتعاد عنه . والثاني على النقيض ، يزعجنا ويؤلمنا القرب منه ، ونرغب بمغادرته ، والابتعاد عنه بأسرع وقت ممكن .
ولا يوجد حل سهل ومباشر لهذه المشكلة ، على حد علمي وتجربتي الشخصية ، سوى الصبر والتعلم .
.....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما شكل المقاربة الأمريكية للدفع باتفاق سياسي لإنهاء الحرب في


.. خلافات معلنة بين بايدن ونتنياهو.. ما تأثيرها على الانتخابات




.. واحات جنوب المغرب -الساحرة- مهددة بالزوال!! • فرانس 24 / FRA


.. السفينة الأميركية -ساغامور- تحمل أولى شحنات المساعدات من قبر




.. #متداول.. مستوطنون يقطعون الطريق بالحجارة أمام شاحنات المساع