الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الأوَّلِ منْ آيارَ عامَ 2023

رائد محمد نوري

2023 / 5 / 1
ملف 1 ايار-ماي يوم العمال العالمي2023: دور وأهمية التضامن والتحالف الأممي للطبقة العاملة


أهذهِ خاطرةٌ أوْحَتْ بها ليلةُ الأولِ منْ آيارَ، أمْ حلمٌ لحاملِ رايةٍ حمراءَ مهزومٍ نكأَتْ جراحَهُ الذكرى، أمْ هيَ البشارةُ بقربِ نهايةِ الفوضى؟!
لسْتُ أدري، لكنَّني أعلمُ أنَّ البشريةَ اليومَ على مفترقِ طرقٍ: التطورُ العلميُ المنفلتُ منْ كلِّ عقالٍ وثورةُ الذكاءِ الاصطناعي غيرُ المسبوقةِ، وعجزُ منظمةِ (الأممِ المتحدةِ) و(مجلسِ الأمنِ) التّامُّ عن الدِّفاعِ عنْ البشريةِ والكوكبِ إزاءَ ما تحيقُ بهما منْ مخاطرَ جمّةٍ متمثّلةٍ في الفوضى العالميةِ ، وانتشارِ الكراهيَّةِ والنَّزعاتِ العنصريَّةِ، والنِّزاعاتِ المسلحةِ والحروبِ العبثيَّةِ المدمرةِ، والمديونيَّةِ العالميَّةِ المتزايدةِ، والتَّضخمِ في الأسعارِ الذي صارَ سرطاناً مستفحلاً في جسمِ الاقتصادِ العالميِّ، والأزماتِ الماليةِ والاقتصاديَّةِ المتخذةِ طابعاً مزمناً، وتلوُّثِ الكوكبِ، والاحتباسِ الحراريِّ، والجفافِ، والجوعِ، والفقرِ، وتعميقِ الهوّةِ بينَ دولِ الشَّمالِ والجنوبِ، وتسارعِ تطورِ الفايروساتِ، كلُّها أمورٌ تدعونا للسؤالِ: ما العملُ؟
حقيقةً ليسَ أمامَنا غيرُ طريقينِ اثنتينِ: إمّا الاستغلالُ أوْ التعاونُ، ولقدْ جرّبَتْ البشريةُ الاستغلالَ آلافاً منْ السِّنينَ فلمْ تجنِ إلا الحسرةَ والنّدمَ؛ لهذا وجبَ القولُ:
في القرنِ التّاسعَ عشرَ ومطلعِ القرنِ العشرينَ -أيامَ كانَ المتروبولُ متروبولاً والصّراعُ الاجتماعيُ فيهِ صراعاً حقيقياً يخدمُ حركةَ التاريخِ- كانَ للبروليتاريا الغلبةَ العدديةَ لكنها ما حقَّقَتْ انتصاراً حسياً ذا قيمةٍ كبرى على الصَّعيدِ الإنسانيِّ إلا في (روسيا) الحلقةِ الاقتصاديةِ الأضعفِ والأقلِّ تطوّراً في حلقاتِ المركزِ الرأسماليِ بعدَ خريفِ العامِ 1917 بمساعدةِ الأغلبيةِ الفلاحيةِ،! عبقريةُ (لينينَ) وواقعيّةُ (ستالينَ) انتصرَتا ل(ماركسَ) و(أنجلزَ) وأنقذَتا الثورةَ وغيَّرَتا مسارَها، فصارَتْ الخمسَ عشرةَ نجمةً سوفيتيةً مركزاً للثورةِ الاشتراكيةِ العالميةِ، ولولا غلبةُ البرجوازيةِ الوضيعةِ على قوى الثورةِ والعالمِ كلِّهِ بعدَ الحربِ العالميّةِ الثّانيةِ، ودسُّها السمَّ في شرابِ الرفيقِ (ستالينَ)، ثمَّ انقلابُ حكومةِ (الولاياتِ المتحدةِ الأمريكيّةِ)على جوهرِ النّظامِ الرّأسماليِّ، والخروجُ منْ اتفاقيةِ (بريتينوودزَ) لما ضاعَتْ هذهِ العقودُ الفوضويةُ السبعونَ هدراً منْ عمرِ البشريَّةِ.
اليومَ البروليتاريا أقليةٌ وأضعفُ تنظيماً وأقلُّ تنوَّراً، والرأسماليون لا يحكمون العالمَ، والأحزابُ الشّيوعيةُ غارقةٌ في بالوعةِ اليسارِ القذرةِ، والبرجوازيةُ الوضيعةُ فرحةٌ أيَّما فرحٍ بغلبتِها العدديةِ والسّلطويةِ والمعرفيّةِ على كوكبِنا الحزينِ المنكوبِ المسكينِ، فهل من أملٍ في يقظةٍ شيوعيةٍ تمزقُ راياتِ اليسارِ الآثمةِ كلِّها، وتواجهُ بقسوةٍ وبحزمٍ الطّبيعةَ الشريرةَ القلقةَ للبرجوازيةِ الوضيعةِ حتى ينتصرَ الإنسانُ وينجوَ الكوكبُ كلُّهُ من خطرِ الفناءِ والدَّمارِ، فيسودَ مبدأُ: "منْ كلٍّ حسبُ قدرتِهِ لكلٍّ حسبُ حاجتِهِ"؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صورة مفجعة لفلسطينية في غزة تفوز بجائزة -أفضل صورة صحافية عا


.. وسط تفاؤل مصري.. هل تبصر هدنة غزة النور؟




.. خطوط رفح -الحمراء- تضع بايدن والديمقراطيين على صفيح ساخن


.. تفاؤل في إسرائيل بـ-محادثات الفرصة الأخيرة- للوصول إلى هدنة




.. أكاديمي يمني يتحدث عن وجود السوريين في أوروبا.. إليك ما قاله