الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حلبة القطيع البشري

احمد جمعة
روائي

(A.juma)

2023 / 5 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


تشكّل القطيع أو تخلقت دولة القطيع قبل الأديان، كان الإنسان منقاد وراء الظواهر، كالشمس والزلزال والنار وقوى الطبيعة الغامضة، ثم حلّت الأديان مكان الظواهر وإن ظلّت الظواهر مهيمنة بحكم هيبتها ولكن الأديان تسلطت على التفكير وألقته ورسخت مكانه الانقياد الأعمى بلا وعي للأوامر التي جاءت من مصادر متراكمة، نسخت بعضها بعضًا في كل شيءٍ، وهكذا تشكّل القطيع الثاني...ثم حلت بعد الأديان الايدولوجيا وكانت باتجاهين مثالي ومادي وهنا بدأ العالم مرحلة من العقلانية تراجع فيها مظهر القطيع نسبيًا على الأقل في المرحلة التي لعب فيها الفلاسفة والمفكرين منذ ابن خلدون ونتشة وهيغل وكارل ماركس وحتى يومنا هذا من كافة الملل والأمكنة دورًا مؤثرًا في تفكيك سلسلة حقب القطعان البشرية المنقادة للظواهر الطبيعية أو للمذاهب والأديان المنسوخة.
الجمهورية التالية أو المملكة الثانية لدولة القطعان تشكلّت في خضم الفوضى العالمية التي تكوَّن فيها الوعي من داخل القوى المسيطرة على مفاصل الدول كالكنائس والمساجد والكنيست ومختلف المعابد المنتشرة بالإضافة إلى السلطة السياسية والعسكرية التي حكمت الشعوب وفرضت بالقوة القمعية أو بالقوة الناعمة سلطتها وانقادت لها الشعوب في ثنايا الكرة الأرضية وكانت تلك صورة صارخة لدولة القطيع حيث الغالبية منقادون دون إرادة منهم لما يمثل قوى جاذبة كالمغناطيس وعندما يوشك القطيع على التمرُّد في أوضاع وحالات استثنائية، كالثورات والانتفاضات فهناك القمع والتجويع وسلب الحريات ومعها جرد الأرواح.
المرحلة الراهنة التي نعيشها من أغرب الحقب ومن أعقدها وأكثرها غموضًا حيث رغم التقدُّم في الثورات الالكترونية والتكنولوجية وثورات الفكر وانتشار الوعي بين فئات معينة لكنها لم تفلح أمام موجة التظليل الهائلة الأشبه بسديم كوني يهيمن على العقول ويجعل غالبية فئات شعبية تخضع لقيادة القطيع حتى لو ظلّلتها تلك القيادات بشعارات دينية ووطنية تتغذى على ذلك العشب أو البرسيم الديني والوطني إلى أن تتحلّل العقول وإذا لم تفلح أوراق التخدير الديني والوطني حان دور العصي والرصاص والمشانق والعزل والمنع والمصادرة وقمع الحريات إلى أن يعود القطيع إلى مساره...
هذه اليوم وحتى الساعة الراهنة التي نعيشها لن تنفع معها قنبلة هيدروجينية من الوزن الثقيل في تفتيت القطيع المنقاد بإرادته وبدونها!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -علموا أولادكم البرمجة-..جدل في مصر بعد تصريحات السيسي


.. قافلة مساعدات إنسانية من الأردن إلى قطاع غزة • فرانس 24




.. الشرطة الأمريكية تداهم جامعة كولومبيا وتعتقل عشرات الطلاب


.. أصداء المظاهرات الطلابية المساندة لغزة في الإعلام • فرانس 24




.. بلينكن يلتقي من جديد مع نتنياهو.. ما أهداف اللقاء المعلنة؟