الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السودان . . وسيناريو الاستعارة / الجزء 3 - ج

أمين أحمد ثابت

2023 / 5 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


8 ) ستجري عدد من مباحثات تفاوض عبر وساطة بلد عربي او اوروبي بين ممثلين عن طرفي الجيش وقوات الدعم السريع ، منها ما ستفشل عند بداياتها ومنها ستقطع شوطا ومن ثم تتوقف بفعل عدم التزام أي من طرفي الاقتتال او كليهما بما تم عليه من اتفاق حول اولى الخطوات الناقلة الى مرحلة اخرى متقدمة من التفاوض لإنهاء الحرب ، وبالطبع كلا الطرفين يتهم الاخر بخرق ما أتفق عليه خلال – وبمجرد حدوث ذلك التوقف تعاد محاولة جمع الفرقاء للحوار مجددا بوقت لاحق والعودة كل مرة من نقطة الصفر مع اضافة نقاط مستجدة للتفاوض الى جانب ما كان مطروح في اول لقاء تفاوضي او حتى ما طرح في اخر لقاء – حقيقة كل تلك الوساطات المبذولة لحوار ممثلي طرفي الاقتتال العسكري تحضر في اصل الاجندة عند مرحلة من سريان المخطط ولكن دون محدد أي البلدان التي ستكون وسيطا يجمع الطرفين للحوار ، بقدر ما هو محدد بأن من سيقع عليها جهد الوساطة سيتم منحها الدعم الدولي وقتها ، أما البعد التكتيكي وراء ذلك هو صبغ صفة الشرعنة لاستمرارية الاحتراب ، حيث كل نقاط مستجدة تضاف لكل محاولة جمع اطراف النزاع المسلح للجلوس للحوار – تحت ذريعة تقديم حسن النوايا وقبول التحاور دون أية شروط او احكام مسبقة – تضفي صفة الشرعنة الدولية لكل الجرائم المرتكبة من خلال حضور منتجها كنقاط جديدة يجب القبول بها بحيث تطرح للتفاوض حولها والوصول الى متقاطع وسطي يرضي طرفي النزاع – أما الجانب الاستراتيجي للأجندة الامريكية الخاص بحاضر السودان يقوم على تهيئته للمرحلة المقبلة وفق الغايات المنشود تحققها فيه حيث ينفرط العقد الاجتماعي التقليدي في السودان وتختل الاواصر بين مكونات الامة الواحدة ويشيع التجريف للقيم ( الوطنية والعربية والاسلامية ) وتعم الفوضى والانفلات – ومن عوامل تحققها مثلا تهريب المساجين في قضايا القتل والسلب والتقطع والارهاب – بما يطبع الواقع والحياة بتسيد متعاطي الاجرام كسادة على المجتمع ، وهو ما يجعل حقيقة المجتمع والانسان والحياة والواقع في سودان الراهن مهشما يتم إعادة بنائه على هيئة حكاما ومحكومين نافذين واغنياء وغالبية فقراء وفق المفرخات التي انتجها سيناريو الحرب ، حيث يحجب علينا دور الاجندة في شخصانية اعادة بناء طبقية المجتمع ودولة نظامه الحاكم المستقبلي وفق غاياتها الراسمة لمصلحة امريكا وحلفائها الاوروبيين ، حيث من تسيدوا من خلال الحرب هم سودانيين وأنهم مفرزين من واقعهم واهلتهم ظرفية الحرب ليكونوا هم النافذون واصحاب الثروات ورؤوس المال المحرك مستقبلا ، وستكون دولة الوكالة لنظام الحكم المجهز للفترة الانتقالية بعد الانتهاء الظاهري ( لحروب الوكالة ) . . تعمل على شرعنه كل ما افرزته الحرب من تشوهات واختلالات بنيوية بينما تتعاطى اثار التدمير المخلفة عن الاقتتال بشعارات ادانة ورفض لها وللحرب عموما و . . ولكن بتحميلها على المجهول – كما لو أن الحرب وما انتجته من دمار شامل . . لم يقف احد وراءها – وإن كان التحميل هو امر مرحل مستقبلي سيلقى على طرف او اطراف سياسية او عسكرية تفشل حركتها ضد الحاكم وقتها ، حينها ستلقى كل تبعات دمار المجتمع عليها لكونها متآمرة ليس على الحكم ولكن على الشعب والمجتمع والديمقراطية . . بل وحتى على تاريخ البلد .
9 ) تدفع تسريع الاحداث في محترب السودان العسكري – في حين لم يكتف مدير السيناريو الخارجي بما انتجته المواجهة من تشرخات وهدم للسودان بما يضمن دخولها باب طاعة الولاء في موصف التبعية المطلقة لأمريكا – وهو ما يمنحنا اشارة أن استمرار حرب الوكالات سيستمر لفترة غير قليلة من السنوات القادمة حتى ينطبخ السودان ك – بلد بنظام حكم مفرخون قاداته وبثرواته وموقعه وانسانه – لحين يكون ناضجا بالكامل ( وفق مطلوب الغايات المرسومة ) ، عندها سنجد اعلان انتهاء الحرب والعودة للحياة الاعتيادية الآمنة والمستقرة للمجتمع بلحظة فجائية من الزمن وتفرض من الخارج – موشى اشارات ذلك الاستمرار لطابع الاحتراب سيقود غالبا ( خلال المستقبل المنظور ) الى خروج شخص احد القائدين العسكريين من مشهد النزاع المسلح على الحكم ، ولكن سيحل بديلا عنه في المكان من المواجهة الندية ، وهو من سيمهد تغافلا لانسلاخ مكونات قتالية مضافة لمشهد الاحتراب ، وفي الغالب وفق ما نزعم به من الاستقراء . . بأن البرهان هو الاكثر ترشيحا للخروج والاستبدال ، لكون ظهوره كقائد عسكري اثر سقوط نظام البشير والتفاف الشعب الثائر والقوى السياسية وراءه كحامي لمطالب الثورة وساعي لتحقيقها وحامي للمجتمع من الفوضى . . يجعله ضمنيا كوريث اخلاقي للمجتمع السوداني بالسيادة على الحكم حتى تقوم دولة نظام قادم تأتي من خلال الانتخاب لسلطاتها ، وهذا ما يجعل استمرار بقاء شخص البرهان الى مرحلة ما بعد انتهاء حروب الاقتتال امرا غير مقبول خارجيا ، كون ارثيته تلك ستمنع من تسيد عموم المشهد التقاتلي على الحكم مؤسسا على الوكالة للخارج – حيث سيكون عندها انتهاء الحرب منتجا الى شراكة وكالات اطراف حرب التنازع في اقتسام الحكم ، على اساس دولة رخوة مسيرة للأعمال مع قبض واقعي لسلطات كانتونات مليشاوية تقتسم الخريطة من حيث النفوذ المطلق كل واحدة على مناطقها المحددة لها وفق ما خرجت عنه وثيقة اعلان انتهاء الحرب والتجهيز للمرحلة الانتقالية ( الشراكة التعددية للحكم في مسمى دولة الانقاذ الوطني ) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. محمد الصمادي: كمين جباليا سيتم تدريسه في معاهد التدريب والكل


.. متظاهرون يطالبون با?لغاء مباراة للمنتخب الا?سراي?يلي للسيدات




.. ناشطة بيئية تضع ملصقاً أحمر على لوحة لـ-مونيه- في باريس


.. متظاهرون مؤيدون للفلسطينيين يهتفون -عار عليك- لبايدن أثناء م




.. متظاهرون يفاجئون ماثيو ميلر: كم طفلاً قتلت اليوم؟