الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رحلة في الشهادة

سامي الاخرس

2023 / 5 / 2
القضية الفلسطينية


كدأبنا وعرفنا في الحقبة الأخيرة من التعود ننتظر جملة من البيانات والمؤتمرات تزف الشهيد المقاتل الذي لَم يسقط وإنما ارتقى وهو قابض على الإصرار والإرادة والتحدي (خضر عدنان) في باستيلات وسجون الاحتلال الصهيوني وسط سمع وبصر الجميع بما فيهم الأكثر دراية بالمعلومات التي تصدر عن الأسرى من ناحية، والحالة التي عليها الشهيد خضر عدنان في اضرابه الأخير، وكأننا ننتظر خبر استشهادة لنمارس دور الصدمة والمصدومين، ونعود الكره في جديد في حلبة العض على اصابع وعينا، وقانون إدراكنا الطبيعي، وطبيعتنا البشرية التي حددها علم النفس الاجتماعي في إطار تشخيص الوعي المشاحب بالقهر والظلم وغياب مفاهيم (المنطق(.
في معركة الوعي أو العقول كما يطلق عليها ثلة ممن أتقنوا صياغة المصطلحات الإستثوارية يبقى لنا الإدراك أن الشهيد خضر عدنان خاض معاركه جميعها وهو يدرك سدرة المنتهى التي يمكن أن يصل لها والتي لن تخرج عن دوائر (الإستشهاد) المشفوع بانتصارات متعددة على إرادة القضبان، وظلال الشمس، وقد وصل الشهيد خضر عدنان لنهاية المعركة ليبدأ من جديد في رسم معالم مرحلة جديدة لنشء جديد ربما يتمرد على واقع أصبحنا به داخل دوائر التغييب والتضليل المحيط بنا من كل الإتجاهات الأصلية أو الثانوية، كأحد معالم وملامح الحركة الأسيرة الفلسطينية التي قدمت أكثر من مئتي شهيد على مذبح الصمود، فلم تقتلع أعواد المشانق الإرادة، ولم تنزع زنازين القهر التحدي والصلابة، ولم تكسر سنوات القهر نبضة الوفاء (للوطن) ذاك المعلم الوحيد الذي بقى كما هو رغم كل محاولات التشويه والتشوه التي حاولت المنظومة الإحتلالية عبر عقود سالفة أن تشوهه أو تغير منحنى الشجاعة لدى الحركة الأسيرة، وجيش الثابتين على (الوطن).
إذن فالمآل الأخير الذي أنهى به الشهيد خضر عدنان كلمات الرواية هو (الإنتصار) في حضور جيش المشيعين الذين ينتظرون باستعدادية متحفزة حمل نعشه وإلقاء الكلمات التأبينية التي تؤكد على مواصلة الدرب، وايقاد شعلة الحماسة فوق جثمان الشاهد على الخذلان، ووضع كلمة جديدة في موسوعة الجريمة التي ترتكبها دولة الاحتلال الصهيوني منذ أن تم تأسيسها ضد كل ما هو فلسطيني على وجه البسيطة.
رحل الشهيد المقاتل (خضر عدنان) مودعًا عذرية الثبات والإرادة التي تجلت في مسيرة طويلة، هذه العذرية التي يجب أن يقف الجميع أمامها، وعندها للعودة خطوات للخلف، والبدء في ترتيب الصفوف من جديد لمواجهة هذا الإفتراس الإنساني للفلسطيني المقهور فوق أرضه، والإنطلاق صوب الفعل الناضج المؤسس على قوانين (الوطن) دون مواربة الباب والإختفاء خلف الأفكار والبرامج السياسية الحزبية أو التبعية الفجة للمصالح المتناثرة في المنطقة الربيعية الشرق أوسطية التي ترسم معالمها وحدودها وفق إفرازات القوى الإقليمية ومن خلفها الدولية، والعودة بنا إلى دوائر الصراع المحدد باتجاهه الأساسي إما فلسطين إما فلسطين، وتنحية فوازع الاستشعار التضليلي بعمليات الترويج والتسويق لإنقسامية الجغرافيا وإنقسامية الذات الفلسطينية بين شمال وجنوب، وإعادة الإعتبار للكتلتين الجغرافية والبشرية في واقع يتصلب أمام المواجهة الفاعلة والناجزة في مشروع لم يتحقق منه شيئًا، إلا بعض المصالح الحزبية والشخصية لقوم صنع الذات وتجاهل المصالح العليا للوطن والمواطن الفلسطيني.
رفيق دربنا الموسوم (بالشهيد) خضر عنوان نعم ... يمكننا الأن أن نتبارى على الكتابة والصراخ بصوت جهوري في تعداد مناقبك النضالية والصمودية، ويمكننا أن نقف على شاهد قبرك لنقرأ سيرتك الوضاءة بكل استعطاف ولكن تبقى أنت في خلد التاريخ فارسًا ارتحل وهو يعتلي صهوة الإرادة جسورًا لا تكسر له إرادة، ولا يغرس سيفه في غمده ... فاحمل منا تحايانا لكل الأرواح التي سبقتنا للمجد ... كن شهيدًا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أسلحة الناتو أصبحت خردة-.. معرض روسي لـ-غنائم- حرب أوكرانيا


.. تهجير الفلسطينيين.. حلم إسرائيلي لا يتوقف وهاجس فلسطيني وعرب




.. زيارة بلينكن لإسرائيل تفشل في تغيير موقف نتنياهو حيال رفح |


.. مصدر فلسطيني يكشف.. ورقة السداسية العربية تتضمن خريطة طريق ل




.. الحوثيون يوجهون رسالة للسعودية بشأن -التباطؤ- في مسار التفاو