الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صباح الخير يا شيخ خضر

خالد جمعة
شاعر ـ كاتب للأطفال

(Khaled Juma)

2023 / 5 / 2
الادب والفن


إلى خضر عدنان
***
الآن وجهك أكثر وضوحاً في المرايا...
نعم يا سيد الزنزانة، لم يكن خذلانك غريبا، ولم تكن أنت لتلتفت لأي شيء يعيق رغبتك الجارفة في الحرية، لا تنام على ضيم كما قيل لنا، فمن أين لنا نحن الغارقون في أوهامنا أن نعرف؟ نحن الذين نشكو إذا جعنا ثلاث ساعات، وأنت تخوض إضرابك السادس وكأنك تزيل زيوانةً من وجهك، وكنت وحدك تقابل عالماً من الأسطورة والبنادق، عالماً يخاف من ظله، يخاف من رجلٍ يبدو على محياه أنه مستعد للذهاب إلى آخر الآخرة من أجل أن يفهم الذين لم يفهموا أن الحياة لا توهب إلا لمن يجتاحها، بعنفوان، بكبرياء، بكرامة، بجرأة، بلا أي تساؤل عن جسدٍ يفقد لحمه، بعين ترى ما لا نراه، عن قلب يحب الله، ويحبه الله، وعن روح تحب البلاد، وتعشقها البلاد.
الآن وجهك أكثر وضوحاً في المرايا
في التاريخ اليوناني القديم، واجَهَ ثلاثمائة جندي يوناني جيشاً من الفرس قوامُهُ ألف ألف جندي، بمعدل ثلاثة آلاف وخمسمئة جندي فارسي لكل جندي يوناني، ولم يكن السبب في ذلك عدم وجود جنود من الإغريق كي يواجهوا الفرس، ولكن العرّافة قالت إن الوقت غير ملائم للحرب وأن من يحارب في هذا التوقيت سوف يُهزَم وسيجرُّ الويلات على شعب الإغريق كلِّه، لكنّ رجلاً واحداً رفضَ نبوّةَ العرافةِ ودعا الرجال الذين يقبلون بالذهاب معه إلى الحرب، فلم يقبل بالذهاب معه إلا مئتين وتسعةٍ وتسعين رجلاً فاكتملوا ثلاثمئة به، وقد سببوا أذىً كبيراً لجيش فارس العظيم، وليس من الغريب أن نعرف أنهم قُتِلوا جميعاً ما عدا رجل واحد عاد جريحاً ليروي الحكاية، وأظنُّ أنَّ هذه هي القصة الأكثر تعبيراً عن الإرادة في التاريخ البشري كلّه، وهي التي حوّلت هؤلاء الرجال إلى أبطال منذ ثلاثة آلاف عام إلى اليوم.
لو عشتَ في ذلك الزمن، لا أظنك كنت ستقبل نبوءة العرافة، وكنت ستكون واحدا من هؤلاء، لن تقوم بحسابات الربح والخسارة، ستقدّمُ ما تراه صواباً، وتترك النتائج لمساراتها، لكنك اليوم أكثر عظمةً منهم، لأنك وحدك!!
وحدك في وجه الطوفان، لا تدعي بطولة، أو نبوةً، ولكن أي بطل ادعى بطولة من قبل؟
كفُّك انطبعت على صخرة التاريخ، وانتهى الأمر، ربما يفرح الأعداء لما يظنونه غيابك، لكنهم كالعادة، سيذهلون عندما يكتشفون أنك صرتَ أغنية في أفواه الأطفال، وأن اسمك أصبح سلّما موسيقياً يتم دوزان بقية الآلات عليه.
وليذهب قتلتك إلى الجحيم، فالآن أنت حي أكثر من أي وقت مضى...
والآن وجهك صار أكثر وضوحاً في المرايا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -مستنقع- و-ظالم-.. ماذا قال ممثلون سوريون عن الوسط الفني؟ -


.. المخرج حسام سليمان: انتهينا من العمل على «عصابة الماكس» قبل




.. -من يتخلى عن الفن خائن-.. أسباب عدم اعتزال الفنان عبد الوهاب


.. سر شعبية أغنية مرسول الحب.. الفنان المغربي يوضح




.. -10 من 10-.. خبيرة المظهر منال بدوي تحكم على الفنان #محمد_ال