الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عشتار الفصول:12834 الرسالة العاشرة .إلى الكنائس المسيحية في الشرق والغرب .

اسحق قومي
شاعرٌ وأديبٌ وباحثٌ سوري يعيش في ألمانيا.

(Ishak Alkomi)

2023 / 5 / 2
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


رأيّ غير ملزم لكننا نُدافع عنه.
قرأتُ وسمعتُ عن خلافات ثارت بين أبناء الكنائس المسيحية وخاصة الكنيسة السريانية الإنطاكية والكنيسة المرقصية على خلفية موضوع توحيد موعد الأعياد. خاصة عيدي الميلاد وعيد القيامة المجيد.
وبواد خلافات وانشقاقات أراها ستحصل لا محالة لأنّ هناك عدم قراءات سليمة للواقع المسيحي في الشرق وواقعنا المهجري في العالم الغربي .
ولئلا أطيل ولا أتهم أحداً جُزافاً أرى أن أُذّكروا ما كتبته في مقالة مطولة منذ تسعينيات القرن العشرين الماضي وحملت العنوان التالي( الأخطاء الكبرى للسريان في سورية وبلاد الشام خلال مئة عام).تضمن ذاك المقال جزءاً مهماً لما يحدث اليوم. ولنعود إلى ما سمعتهُ من عدة مصادر حول نشوء خلافات بين أبناء الكنيسة الواحدة سواء الكنيسة السريانية الأنطاكية أو الكنيسة المرقصية ( الإسكندرانية).وهناك بعض ممن يُعارض موضوع توحيد الأعياد ومبررهم بأن الكنائس الأرثوذكسية ليست على اتفاق في الإيمان مع الكنيسة الكاثوليكية .
أيّتها الأخوات ، أيّها الإخوة.
موضوع توحيد الأعياد ضرورة تفرضها الظروف الراهنة وحتمية قضايا توزعنا في العالم ومن ثم لماذا لا نتوحد في الأعياد ما هو الأمر الخطير باعتقادكم؟!!
إن موضوع التوصل لوحدة الأعياد وأخص عيدي الميلاد وعيد القيامة المجيد من الأمور الهامة والضرورية . ولا يدخل الأمر في الموضوع الإيماني على الإطلاق . هذا إذا كُنا فعلاً نؤمن بأن السيد المسيح واحد وليس هو بأرثوذكسي أو كاثوليكي أو بروتستنتي أو غير ذلك.
وهل إلى هذه الدرجة نحن من السذاجة بأنّ توحيد الأعياد ومواعيدها يعني أننا نوافق بعضنا على الإيمان الذي اختلف عليه الآباء الأوائل ؟ .
كما وأعتقد يحق لنا السؤال كيف تريدون أن نتوحد إيمانياً.وأنتم تقفون في وجه وحدة الأعياد التي لاتعني أن الأرثوذكسي سيُغير من إيمانه باتجاه الإيمان الكاثوليكي أو العكس ؟
فهذا الأمر يلزمه اجتماع مسكوني ويُحضر له ويتفقون على جدول أعمال ويُناقشون الأمور الخلافية . أما موضوع وحدة الأعياد فالأمر مختلف كلياً عما بدأتم تختلفون عليه.
إن موضوع توحيد الأعياد من الأمور الضرورية وبعيداً عما يخلق هذا الأمر من خلافات بين المغتربين والدول التي يعيشون فيها .فإنه من المعيب جدا وجداً أن نبقى نقف أمام توحيد مواقيت أعيادنا .
وأما إن وجد من يفهم الأمر معكوساً فوالله أرى أن الكنائس الأرثوذكسية أصابها أصلا الانقسام وبدأ أهلها يرحلون إلى كنائس أكثر رحابة من التمسك بالتقاليد الكنسية التي وضعها الآباء الأوائل. وكانت سليمة في زمانهم .ولكن التجديد يا إخوتي ضرورة حياتية .
وأريد أن أذكركم بقول للسيد المسيح(كلّ ماتحلوه على الأرض يكون محلولاً في السماء). وبولس قال : ( الناموس قد شاخ لابل قد اضمحل.) نحن بالنعمة مخلصون ليس بأعمال.
تجددوا في أذهانكم . وهكذا أرى أن نُعالج موضوع طول أيام الصوم لئلا نكذب على أنفسنا وعلى ربنا. موضوع الطلاق في المسيحية الذي أصبح إشكالية وعقبة ، موضوع تقليل من أوقات الصلاة أيام الآحاد والأعياد.وهناك مواضيع أخرى لا علاقة لها بموضوع الإيمان .وحتى الإيمان لماذا لا ندرس هذا الموضوع وربما توصلنا إلى إيمان واحد. المسيحية يا أخوتي ليست طقوساً ولا نيراً على رقابنا. المسيحية وجدت لخلاصنا وليس لعبوديتنا.لحريتنا وليس لسجوننا .المسيحية أكبر من طائفة وأكبر من دولة وأكبر من قارة . المسيحية رسالة المحبة والسلام والحرية. أين نحن إذا من قوله المبارك( أحبوا بعضكم بعضاً كما أنا أحببتكم ... وقوله أحبوا أعدائكم ، باركوا لاعنيكم ...) أقسم لو أن هناك رسالة أفضل من رسالة سيدنا يسوع المسيح لذهبتُ أفتش عنها وأنتم يا إخوتي تختلفون على أمور طقسية ليس إلا .
ومن يظن بأن التجديد في كنائسنا على أنه من الكفر فذاك والله من أكبر المتخلفين قاطبةً وهو مصيبة في جسد كنيستنا.
أخيراً. كل إنسان يحق له أن يُبدي رأيه .ولكن على أساس أن يطرح ذاك الرأي ضمن مؤتمر خاص بمسائل الخلافات . أو أن يوجه رسالة إلى رؤساء كنيسته ليتدارسوا الأفكار التي يطرحها.إن الحرية التي يدعيها بعضنا هي الفوضى الخلاقة. وأتصور لا بل أرى بأنّ كنائسنا تقف على هاوية سحيقة لأمرين .
الأول .التمسك بالماضي والعادات والتقاليد دون التجديد في متونها.
والثاني: عدم وجود مستشارين وعلمانيين مشهود لهم بالكفاءة يُشاركون رئاسة الكنيسة بقراءة الواقع والمستقبل ومعالجة مواضيع حيوية.
إنّ دور هؤلاء مهم ومهم جداً .وعلى الكنائس أن تُحدث هذا الأمر. لأنّ الناس قد تطوروا وتبدلوا ولم نعد بقرية صغيرة أو نحن أبناء ألف سنة مضت أو حتى مئة سنة.
ولئلا يتفسلف دعاة الحرية( الفوضى) أقول رأيّ غير ملزم . إنما نُدافع عنه.
# اسحق قومي.
أحد أبناء الكنيسة السريانية الأرثوذكسية الإنطاكية في العالم .
ألمانيا في 2/5/2023م








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أمام إسرائيل خياران.. إما رفح أو الرياض- | #مراسلو_سكاي


.. استمرار الاعتصامات في جامعات أميركية.. وبايدن ينتقد الاحتجاج




.. الغارديان: داعمو إسرائيل في الغرب من ساسة وصحفيين يسهمون بنش


.. البحرين تؤكد تصنيف -سرايا الأشتر- كيانا إرهابيا




.. 6 شهداء بينهم أطفال بغارة إسرائيلية على حي الزهور شمال مدينة