الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كلنا نازحون

خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)

2023 / 5 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


نتذكر جيدا أن وزير الخارحية السوري السابق المرحوم وليد المعلم قال " مخيمات استقبال النازحين " أقيمت في تركيا قبل اشتعال الحرب ، ملمّحا إلى أن " إنتاج النازحين "كان في الأصل من الأهداف المتوخاة من و رائها .ثم تأكدت فيما بعد هذه الفرضية من خلال عمليات إجلاء "المقاتلين " ، عندما كانت تحاصر مواقعهم ، إلى " مناطق آمنة " في محافظة إدلب التي احتلها الجيش التركي أو إلى "الجزيرة السورية " التي احتلها الجيش الأميركي على التوالي بعد داعش و الحركات الكردية الإنفصالية .
ما نود الإشارة إليه هو أن " مسألة " النازحين من سورية إلى لبنان ، ليست جديدة ، حيث يمكننا القول أنها رافقت مشاركة السلطة السورية في حكم لبنان ، بالتعاون مع أمراء الحرب ، لا سيما بعد إتفاقية الطائف التي جسدت هذا الأمر موضوعيا اعتبارا من بداية سنوات 1990 ، على صورة إدارة ثلاثية للبلاد ، لبنانية ، سعودية و سورية ، تحت شعار " شعب واحد في بلدين " على سبيل المثال . من البديهي أننا لا نحتاج إلى أدلة و براهين لإظهار هذا المعطى و إثباته ، لمحله من الوضوح و الملموس ، إلى حد أننا نستطيع الزعم بأن اللبنانيين المقيمين كانوا في ظاهر الأمر ، في الفترة 1990 ـ 2005 ، سوريين ، في ظل سلطة ثلاثية ترتكز على ثلاث قوائم أهمها القائمة الدمشقية . نقتضب في مسألة هذه القوائم التي لم يبق منها إلا قائمة واحدة ، فنحن لسنا بصدد البحث فيها ، لنقول أن أعداد السورين كانت تتزايد قبل الحرب ، باطراد في لبنان في جميع القطاعات الإقتصادية ، عمالة ، تجارة ، عقارية ، خدماتية ، مالية الخ . بكلام أكثر وضوحا و صراحة ، كان التنقل بين سورية و لبنان حرا و كثيفا ، قبل اندلاع الحرب على سورية ، فما نجم عن هذه الأخير هو على الأرجح ، بانتظار أن تثبته الدراسات السوسيولوجية ، هجرة من الريف السوري نحو لبنان تحاكي الهجرة من الريف إلى ضواحي المدن الكبرى ، سواء ضمن حدود البلاد نفسها أو نحو البلدان الغنية ، مثل البلدان الغربية .
و من المعروف أن الدافع الأساس لمثل هذه الهجرة يكون عادة ، إقتصاديا ، معيشيا ، نتيجة الجفاف و القحط خصوصا و الأزمات الإقتصادية على وجه العموم أيا كانت أسبابها ، و ليس سياسيا أو عقائديا أو " ثوريا " ، بتشجيع من منظمات الامم المتحدة ، و وكالة المخابرات الأميركية ، و الدول النفطية الغيورة .
توصلنا هذه المدوارة إلى مفرق تتشعب منه عدة فرضيات منها :
ـ كان النتقل قبل اندلاع الحرب ، حرا بين لبنان و سورية في الإتجاهين . هنا ينهض السؤال عما إذا كان لبنان مقصِدا ملائما لهجرة أبناء الريف السوري الفقراء ؟ وبالتالي ما هي مبررات الضغوط التي تبذلها الدول الغربية من أجل تبديل وضع النازح ليصير مهجّرا ، طالبا للجنسية اللبنانية ، تأكيدا على التمييز بين الجنسية اللبنانية و الجنسية السورية و إلغاء أو "انتقاما " من مقولة " شعب و احد في بلدين " . هذا من ناحية أما من ناحية ثانية ، فلا بد من التساؤل أ]ضا عما إذا كانت الغاية من التهجير و التوطين ، هي في الحقيقة التقسيم و التوزيع ، في سياق إعادة رسم خرائط البلدان و صياغة شعوبها ؟
ـ لا جدال في أن الإقتصاد في لبنان ، نا هيك من البنية التحتية ، لا يلبيان بالقطع ما يحتاجه المقيمون و المهاجرون . هنا ينهض السؤال عما يهدف إليه ، مهندسو كارثة سكانية و انسانية منتظرة ؟ لا سيما أن القاصي و الداني يعرف أن الناس في لبنان لا يستطيعون اقتصاديا الإستغناء عن سورية .
ـ أخشى ما يخشى هو أن تكون الغاية من هذه الهندسات السكانية و هي بالمناسبة شبيهة بالهندسات المالية ، هي جعل لبنان بلدا غير صالح للعيش ، مهجورا ، معروضا للبيع .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات في جامعات عراقية للمطالبة بوقف الحرب في غزة


.. مشاهد من لحظة وصول الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى قصر الإليزيه




.. فيضانات وسيول مدمّرة تضرب البرازيل • فرانس 24 / FRANCE 24


.. طبول المعركة تُقرع في رفح.. الجيش الإسرائيلي يُجلي السكان من




.. كيف تبدو زيارة وليام بيرنزهذه المرة إلى تل أبيب في ظل الضغوط