الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حميدتى فى تصريحاته لقناة الشرق صوت و صورة يتوعد بقتل البرهان و انتهاك القانون.

عبير سويكت

2023 / 5 / 3
حقوق الانسان


عبير المجمر(سويكت)

Nul ne peut faire justice par soi même
لا شخص بإمكانه تطبيق العدالة بنفسه

السيد محمد حمدان دقلو الشهير بي حميدتى، القائد الأعلى لميشيات الدعم السريع المتمردة، فى تصريح له لقناة الشرق، قال فى تصريح رسمي صوت و صورة ان قائد الجيش السودانى القائد الأعلى للقوات المسلحة ليس لديه سواء خيارين، مقدمًا خيار المقبرة و موخراً خيار العدالة، موضحًا انه يقود هذا التمرد لتنفيذ هذين الخيارين.

كمراقبين و محللين للوضع السودانى نتساءل: هل يعى حميدتى ما يقول؟ و هل يعلم مدى خطورة هذه التصريحات التى تثبت عليه العديد من التهم التى حاول أن ينفيها سابقًا ؟.

سبق و وجهت القوات المسلحة السودانية تهم للمتمرد حميدتى بالشروع فى محاولة لاغتيال احد اركانها و ممثلها القائد الأعلى للجيش جنرال برهان، و كشفت انها اهبطت تلك المحاولات لانها كانت على علم بالمخطط و ساعة الصفر، إلا ان قائد التمرد حميدتى حاول ان ينفى هذه التهمة عنه.

حميدتى من خلال تصريحاته قولًا يشير الى ان مشكلته مع البرهان و ليس مع الجيش، لكن فعليًا هو يقوم بقتل قوات الجيش الذين هم فى الشوارع لحفظ ألأمن يقتلون بذخائر الدعم السريع، و يقبرون فى كل يوم ترمل زوجاتهم، ييتم أبناءهم ، و يحرق أحشاء أمهاتهم . اما البرهان فهو هدف القوى المدنية الحزبية التى تريد ان تتخلص منه بعد ان فقدت الأمل فى إمكانية ان تستخدمه للوصول للسلطة كعادة الأحزاب المدنية التى تكره صناديق الانتخابات الديمقراطية و تفضل الوصول للسلطة عبر انقلابات مدنية باستخدام أزرع عسكرية، و لكن كان البرهان عصيًا عليها، و أكثر فهمًا سياسيًا، فقطع عليهم الطريق ، فوجدوا ضالتهم فى حميدتى الاقل وعيًا سياسيًا ، و لعبوا على وتر نقاط ضعفه المتمثلة فى الطمع فى السلطة، بعد ان أذاقوه طعمها، و وعدوه بانه عبرهم سيبلغ الثريا.

و عندما أقول أنهم وجدوا ضالتهم فى حميدتى لانه الحلقة الأضعف نسبةً لقلة وعيه السياسي، و يتجلى ذلك من خلال تصريحاته، فعندما يقول ان البرهان لا خيار اماهم غير خيارين أما ان يقبر او يقيم عليه العدالة، فان حميدتى بهذا القول يثبت على نفسه التهم التى حاول أن ينفيها و يجعل وضعه القانوني فى محك.
السؤال الذى يطرح نفسه ، قوى الحرية و التغيير الحزبية و مستشاريه من الانتهازيين الأصوليين ألم يشرحوا له أنه بناءًا على الدستور السلطات الثلاث المحددة هي : السلطة التنفيذية، والسلطة التشريعية، والسلطة القضائية، و نظم الدستور دورهم ، كذلك الطريقة التي يتحكمون بها في بعضهم البعض، و عليه فان تطبيق العدالة من مهام " السلطة القضائية" و ليس من مهام السلطة الحميدتية و مليشيات التمرد، و القضاء هو الضامن الوحيد لاحترام القوانين، وكذلك القانون هو من يعاقب على عدم احترام تلك القوانين و ليس قوى الحرية و التغيير عبر جناحها العسكري المتمثل فى المليشيات المتمردة، و الاستقلالية هى اساس القضاء لضمان الحيادية، لان تطبيق العدالة لو ترك بيد أفراد كالحرية و التغيير او مجموعات كالمليشيات لقاموا بتجيره لمصلحتهم، و لتحول السودان لغابة لتنفيذ الاجندة السياسية الحزبية لقحت المركزية و المصالح الشخصية الذاتية لحميدتى .
لا يمكن لحميدتى الجناح العسكرى لقحت الحزبية ان يحل محل السلطة القضائية. محاولاته و قحت تصوير الجيش بانه المؤسسة الفاسدة و تصوير ذاتهم على انهم الأبطال الخارقين و المنقذين للمجتمع هذا وهم لا مكان له فى الواقع.
حميدتى يجعل من نفسه حامى و ضامن للعدالة ، و يصور نفسه للشعب بانه سلطة أقوى من القانون، و السؤال الذى يطرح نفسه: يا ترى ما هو مفهوم العدالة عند حميدتي؟ هل هى العدالة الذاتية دون اللجوء للقضاء اعتقادًا منه انه على حق مطلق، و عن اي نوع من أنواع العدالة الثلاث يتكلم قائد التمرد ؟ عن العدالة التصحيحية، العقابية، أم عدالة التوزيع ؟ و باى وسيلة يريد ان ينفذ هذه العدالة ؟ بإستمرارية العنف ام القتل؟فقد تحدث عن "قبر" البرهان و فى ذلك اعلان مباشر صورة و صوت عن نيته فى الشروع فى قتل البرهان، و لعله بذلك يثبت الاتهامات التى وجهت له فى الخامس عشر من أبريل بمحاولة اغتيال البرهان او اسره بالقوة ، مدعيًا انه سابقًا هو من تولى القاء القبض على البشير.
فرجل يفكر بهذا المستوى هو يمثل خطر على المجتمع ، و ينشر سلوك مهدد للأمن ، كما تصريحاته و أفعاله تكشف عن انه عجينة هينة و لينه فى يد قحت المركزية، تستخدمه كما تشاء ضد خصومها، و هو فى حالة الحاضر الغائب، الواعى الغافل، لا يعى خطورة أفعاله و تصرفاته.
فهل يا ترى مستقبلًا سيكون حميدتى فقط المسؤول عن أفعاله هذه و ما نتج عن تمرده من اضرار طالت المدنيين و المجتمع ؟ ام ايضاً ستتم محاسبة و مساءلة من دعموا و ساندوا هذا التمرد من سياسيين حزبيين و إعلاميين منتفعين ، كل من استثمروا فى جهل حميدتى و قلة وعيه ، و من المعلوم ان القانون الجنائي فى امكانه محاسبة تلك القوى السياسية المحرضة و مجموعة المستشارين الانتهازيين و جميع من اساء استخدام ضعف حميدتى المتمثل فى جهله و عدم معرفته لتنفيذ أجندتهم، و " أساءت أستغلال الضعف" بطريقة مخادعة هى جريمة يعاقب عليها القانون الجنائي.
كما ان زعزعة الآمن و الاستقرار المجتمعي يعاقب عليه القانون ، كما يعاقب على التحريض على كراهية الأجهزة النظامية من جيش و شرطة الخ، و تاليب تارة الشباب عليهم و تارة اخرى تحريض الدعم السريع، و ما نتج عن هذا التحريض على الكراهية من اضرار على افراد الجيش و الشرطة و ذويهم على الصعيد المجتمعي، و امتداد هذا الضرر على المحور المجتمعي .
و قد شهدنا كيف عاقبت فرنسا احدى الناشطات السياسيين على الفيسبوك من أصول كاميرونية و حاملة للجواز السويسرى عندما أعتبرت فرنسا ان نشاط هذه المرأة على الفيس بوك فيه تحريض على الوجود العسكري الفرنسي فى مالى و دول أفريقية اخرى، و اتهمتها بانها تحرض على الكراهية ضد العسكر الفرنسي مما قد يؤدى لعمليات عنف ضده.
و عليه من آمن العقاب اساء الآدب و اضر بالفرد و المجتمع.
فهل يترك حميدتى هكذا من غير مساءلة قانونية ؟ و هل يترك المحرضين من السياسيين المتسلقين، و المستشارين الانتهازيين؟ و الاعلاميين من المنتفعين ؟.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما آخر المواقف الإسرائيلية بشأن صفقة تبادل الأسرى؟


.. لغياب الأدلة.. الأمم المتحدة تغلق قضايا ضد موظفي أونروا




.. اعتقال حاخامات وناشطين في احتجاجات على حدود غزة


.. الأمم المتحدة: إزالة دمار الحرب في غزة يتطلب 14 سنة من العمل




.. السودان.. مدينة الفاشر بين فكي الصراع والمجاعة