الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القبطان جاسم ميتسوبيشي

كاظم فنجان الحمامي

2023 / 5 / 4
سيرة ذاتية


ربما لفت انتباهكم هذا الاسم المركب، وربما سخرتم منه وظننتم انه مزحة. لكن هذا الاسم ينطوي على حكاية حقيقية بطلها هذا الرجل الذي كان من أصحاب المهارات المشهودة في إصلاح سيارات الميتسوبيشي مهما بلغت صعوباتها وتعقيداتها. وكان من المعروفين بهذا الاختصاص في مدينة البصرة. اما كيف اصبح ربانا، وكيف نال اعلى الشهادات في المجال البحري ؟، فتلك حكاية ساختصرها هنا التزاما بالمساحة المسموح لي بها في الكتابة. .
قبل سنوات كنت مكلفاً بارشاد الباخرة (Lady Rana) من ميناء المعقل الى البحر عن طريق شط العرب، وكان ربانها الكابتن (جاسم). شاب وسيم. يرتدي الزي الرسمي، ويحمل رتبة الكابتن. بدا وكانه من خريجي ألمانيا، فسألته: هل انت من خريجي اكاديمية بريمرهافن ؟. فابتسم، وقال كلا. كيف لا تعرفني ؟. ألم تسمع بجاسم متسوبيشي الخبير باصلاح السيارات ؟. فقلت له: كلا . . ولكن كيف أصبحت ربانا إذا كنت متخصصا بالسيارات ؟. فقال لي: دعنا نغادر الميناء أولاً، ونتوجه الى البحر ثم احكي لك قصتي. .
يقول كابتن جاسم ان حقبة التسعينيات وظروف الحصار اضطرته للسفر إلى الاردن بحثا عن العمل، وكانت وجهته مدينة العقبة، فعمل هناك في كازينو يخدم فيها الزبائن ويقدم لهم القهوة والمرطبات في مكان يرتاده ربابنة السفن، فتعرف على ربان مصري طلب منه العمل بدرجة Stewart، فوافق على الفور لأن العمل على متن السفينة يوفر له الاقامة والطعام والراتب. وبعد عام من العطاء المتواصل أصبح (جاسم) من ضمن طاقم سطحة السفينة، وبسبب حرصه واهتمامه اصبح bostansın, ثم التحق بالأكاديمية العربية للنقل البحري لنيل شهادة ضابط رابع، وهكذا واصل حياته العملية والتدريبية والتعليمية بخطوات مدروسة ومتقنة حتى وصل بعد سنوات إلى نيل شهادة ربان مؤهل للعمل على السفن الساحلية بكل جدارة واستحقاق. .
التقيته على متن السفينة التي كانت تعمل بين موانئ البصرة والامارات، وكانت شهادته مطابقة لشروط اتفاقية STCW. .
عمليا يمكن للإنسان ان يشق طريقه في المسارات المهنية والعملية إذا توفرت لديه الرغبة والخدمة الفعلية والقدرة على اجتياز الاختبارات الصعبة. لكن فرص الارتقاء في السلم البحري مغلقة تماماً في سياسة أكاديمية البصرة، بينما تجد الأبواب مفتوحة للراغبين في جميع انحاء العالم. .
مشكلتنا تكمن في تفشي النظرة النقابية الضيقة، وتغلغلها في الوسط البحري العراقي، وتكمن أيضاً بسياسة المؤسسات التي أعلنت الحرب على أصحاب المواهب والمهارات، فأوصدت ابوابها بوجوههم. .
ولا أمل في التخلص من هذه العقدة الموروثة. . .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الأميركي: دمرنا محطة تحكم و7 مسيرات للحوثيين في اليمن


.. درجات الحرارة بالعراق تتجاوز الـ50 والمختصون يحذرون من الأسو




.. ما آخر تطورات العملية العسكرية بحي الشجاعية شمال غزة؟


.. رقعة| تدمير الحي الإداري برفح نتيجة العدوان الإسرائيلي على غ




.. وزارة الداخلية الإيرانية تعلن التوجه إلى جولة ثانية من الانت