الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل هناك شيء يدبر ضد شخص الملك محمد السادس ؟

سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)

2023 / 5 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


هل حقا ان رأس الملك محمد السادس اضحى مطلوبا ، وحان الوقت لإسقاطه ، وتبديل شخصه بشخص اخر ثاني ، وقد يكون حتى ثالثا ؟
واذاً . هل فعلا ان شخص محمد السادس اضحى اليوم قبل الامس معرضا للإسقاط ؟ . واذا كان الامر كذلك ، فمن هي الجهة التي تشتغل على اسقاط الملك ، ومن هي الشخصية التي يرون انها وحدها المؤهلة لخلافة الملك ، وكيف ستكون عملية اسقاط الملك ؟
هل الذين يشتغلون على برنامج اسقاط الملك ، هم أحزاب وتنظيمات سياسية ؟ . هل هم من داخل مربع الحكم المفروض انهم يشتغلون مع الملك ، واصبحوا لا يطيقانه ؟ . هل ابعاد شخص الملك سيكون وراءه الجيش ؟ . واذا كان الجيش هو من تخندق ضد الملك ومال الى غرمائه ، هل انطلاقة الجيش ستكون مغربية مغربية خالصة ، او ستكون مدفوعة من خارج المغرب ، لاختزال الازمة السياسية في شخص الملك ، ومن ثم ابعاده وحده دون نظامه ، من اجل الحفاظ على الدولة كآلية للحفاظ على مصالح الفرقاء المنشغلين بالشأن العام المغربي من خارج المغرب ؟
هناك أسئلة تثار في هذه الإشكالية التي سقطت بغتة
، وجعلت كل واحد يغني ليلاه ، معتمدين على اطروحات مغلوطة ، لا تعكس حقيقة الوضع الذي يوجد فيه وعليه المغرب ، وبالضبط النظام اليوم .. فحتى القنوات الجزائرية انغمست بطريقتها في تفسير الخبر ، قبل اسقاط شخص الملك ، وساهمت فيه قنوات الجمهورية الصحراوية ، دون ان يكون لديهم دليل مقنع بحتمية اسقاط الملك . وهي نفس الحملة شاركت فيها مواقع الكترونية لدول اوربية ... لا نه عندما تسقط البقرة تخرج الخناجر من كل حدب وصوب .
مؤخرا القى الصحافي علي لمرابط ، وعبر اليوتوب Youtub بأخبار ، تؤكد تعرض محمد السادس لمشروع انقلاب ضده ، لكنه انقلاب من داخل الدار لا من خارجها ، أي انقلاب يخطط له القصر ، ومن داخل القصر ، لاستبدال شخص الملك بشخص اخر، بسبب المساس بمصالح ( الانقلابيين ) التي تضررت كثيرا ، من النفود الكبير الذي اضحى عليه جماعة " آل زعيتر " ، الذين تعرضوا ويتعرضون لحملات إعلامية قوية من قبل المخزن ، الذي كان بالأمس يرفل في نعيم الملك محمد السادس ؟
أولا . ان من يعتقد ان القصر سينقلب على القصر ، دون امتلاكه حقيقة ما يجري داخل وخارج اسوار القصر الموصدة ، يتوهم ، او يطلق الكذبة ويثق بها . فالقول او استعمال كلمة انقلاب ، لا تفي الغرض منا ، لان الانقلاب من وظائف الجيش لا غيره ، فهو من ينقلب على الحاكم ، او على نظام الحاكم ، لاستبداله بحاكم ونظام اخر ، او بقلب كل الدولة وتعويضها بدولة جديدة .. كذلك يمكن الحديث على الانقلاب الفوقي الذي تقوم به بعض الحركات السياسية الجذرية ، التي تؤمن بالبلانكية كطريق سريع للاستيلاء على الحكم .
ثانيا . وفي حالة الملك محمد السادس ، هل الجيش سينقلب على الملك ؟ . وهل لا تزال هناك حركات سياسية تؤمن وتشتغل على الانقلاب من فوق ؟
واذا كان الجيش مرتبطا عقائديا بالملك الذي مكنه من كل الامتيازات ، كالترقيات السريعة ، والأجور المنتفخة ، وامتلاك الضيعات والفيلات ... الخ ، فكيف يُتصور انه سينقلب على ولي نعمته ، لفائدة شخص اخر قد تنعدم وتنتهي معه الامتيازات التي يتمتع بها جنرالات الجيش ؟
اما الحديث عن البلانكيين ( الجدد ) ، وباستثناء تجربتين فشلتا الفشل البيّن ، الانتفاضة المسلحة في 16 يوليوز 1963 ، وحركة 3 مارس في سنة 1973 ، فالساحة لا نقول انها قد تكون فارغة من هذا الشكل من الثوار ، بل ان الساحة منعدمة بالكل ، من دعاة رفع السلاح لقلب النظام بالقوة ، وفي غيبة الجماهير المغيبة دائما ، وعلى طول الخط .
ثالثا . في فيديو ، الصحافي علي لمرابط ، يتحدث عن ما اسماه ب " البنية السرية " ، وصنفها في المخزن ، او في جزء من المخزن .. لكن دون ان يوضح جليا المقصود بأشخاص المخزن الذي يخطط للانقلاب على المخزن ..
ومن خلال بعض المقاطع من الفيديو ، يكون علي لمرابط يعني ، المخزن البوليسي الذي سيطر على الدولة مباشرة بعد تفجيرات / انقلاب الدارالبيضاء في 16 مايو 2003 ، وهو يكون بمن يقصد فؤاد الهمة والحموشي ، وربما يقصد حتى ياسين المنصوري .. ودلل على ذلك بمواقف موقع " برلمان كوم " ، الذي اعتبره في يد " المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني " ، وفي يد " الإدارة العامة للدراسات والمستندات " . والسبب الذي اغاض هؤلاء من الملك ، انه فوض كل المغرب ، دولة ، وشعبا ، ومؤسسات ، لعائلة " آل زعيتر " ، التي أصبحت تمثل محمد السادس باسم نظامه ، الذي اصبح في يد هذه العائلة ، والحق الأذى من حيث الجاه والنفود ، بمصالحها التي أصبحت مهددة بكل ما يُتصوّر حصوله في اخر ساعة ..
وهنا . اذا علمنا ان المقصود في فيديو علي لمرابط ، هو المربع الأمني الذي يمسك بالبوليس السياسي ، وببوليس النظام العام L’ordre public ، وبالشؤون السياسية ، فهل بمستطاع فؤاد الهمة ، وعبداللطيف الحموشي ، وياسين المنصوري ، مع جزء من مخزن القصر ، ان يتآمروا على شخص محمد السادس ، بغية قلبه وابعاده ، حتى تبقى مصالحهم محفوظة ، ويبقى شخصهم مهابا ؟
رابعا . وبما ان المقصود من فيديو الصحافي علي لمرابط ، هو المربع البوليسي داخل القصر وخارجه ، فكيف لهؤلاء ان يتحركوا ومن داخل القصر ، دون اثارت انتباه الجيش والدرك ، اللذان يراقبان الوضع بدقة وعن كثب ؟
وهنا نعري على حقيقة منْ يحكم فعليا ، ومن له الكلمة الأولى والأخيرة في الدولة . ان من يحكم ليس فؤاد الهمة ، ولا الحموشي ، ولا ياسين المنصوري . ان من يحكم فعليا ، ويقبض بيد من حديد الدولة ، وليس فقط محمد السادس الشخص او النظام ، هو الجيش والدرك . ويكفي ان يشير الملك ولو بأصبعه الصغير ، حتى يكون كل المربع البوليسي في السجن ، بعد عرضهم لمحاكمات يمسحون فيهم مشاكل المغرب .
فهل يمكن تصور انقلاب على الملك من داخل القصر ، دون ان تكون المؤامرة في علم الجيش والدرك ؟
وهل يمكن تصور انقلاب كما سماه الصحافي علي لمرابط ، دون ان يكون الطرف الرئيسي فيه الجيش وبعده الدرك ..
اعتقد ان الدستور واضح وصريح ، والجيش ومنه الدرك ، ملتزمون بالدستور الذي وحده يوضح أصل الحكم ، وأصل النظام .. وهنا فان الجيش الذي يحرص على الالتزام بالدستور ، هل سيخرقه لينقلب على الملك ، وعلى نظامه ، من اجل ان يسلم المغرب لشخص ملك اخر ، دون ان يكون ولي العهد الأمير الحسن ، الذي سيحكم بالاستناد على نفس المشروعية التي تكون اصل الحكم ، التي هي عقد البيعة ، والدستور الذي يحدد اصل ونوع الحكم .
خامسا . هل يستطيع المربع البوليسي وفي غيبة الجيش والدرك ، ان يفكروا فقط في ابعاد الملك بالانقلاب عليه ، فأحرى ان يخططوا لإسقاطه ، امام أعين الجيش الساهر وحده على حماية المغرب ، وحماية الدستور ...
بل ولنفترض جدلا ان المربع البوليسي ، البوليس السياسي ، وبوليس النظام العام L’ordre public ، والجهاز السلطوي ، يخططون لقلب نظام محمد السادس . فكيف سيتصرفون كمدنيين وليسوا بعسكريين حملة السلاح ، امام الجيش والدرك المرتبطين اشد الارتباط بشخص الملك محمد السادس ، ومنه المرتبطين بالدولة العلوية ، خاصة وان عقيدة ضباط الجيش الكبار ، هي عقيدة علوية ، تجمع بين الاصالة وبين المعاصرة ؟
سادسا . لنفترض جدلا ان المربع البوليسي ، يعِدُّ لإبعاد شخص محمد السادس، وفي غيبة الجيش والدرك . لكن هل نسوا سريعا ان هناك رعايا مرتبطين بشخص الملك ، وبالدولة العلوية ، رغم التفقير ، والجوع ، والمرض ، وقلة الشيء ، وهؤلاء هم اول من سيخرج للتنديد بالانقلاب ، وإعلان ارتباطهم بالملك ، رغم انه يتجاهلهم ، لتصبح المواجهة مباشرة بين الرعايا ، وبين المربع البوليسي الذي يخِرّ ساجدا فقط لسماعه الملك يتكلم في الهاتف ، فأحرى تنظيم الانقلاب عليه .
وحين تخرج الرعايا تدعو الى الارتباط والتشبث بالملك ، ويكون في خروجها أمام الازمة السياسية التي تكون قد تبلورت واضحا .. فهل غيّب ( الانقلابيون ) في مثل هذه الحالة ، دور الجيش والدرك الذي تبقى له الكلمة الأولى والأخيرة ، في ترتيب شكل الحكم والنظام ، ومنه تحديد الموقف من شخص الملك الذي سيبقى وحده محمد السادس ، وعند غيابه ، الأمير الحسن المؤهل دستورا ،والمؤهل بمقتضى البيعة التي ستحصل اتوماتيكيا بشكل اكثر من صوت القنابل الاستراتيجية ؟
ان من يعول على ( تنظيم ) " البنية السرية " ، وهي غير موجودة أصلا ، لان هناك رقابة الجيش والدرك ، لاستخلاف محمد السادس وهو على قيد الحياة ، بشخص آخر حتى وهو الأمير الحسن ، سيكون بمن يجهل قواعد النظام ، وقواعد الحكم في المغرب ..
فإذا كان ضباط الجيش الكبار ملتصقين ليس فقط بالنظام ، بل ملتصقين بشخص الملك ، يتمسكون بالدستور ، ويتمسكون بالأعراف والتقاليد السلطانية .. هم ضد الانقلاب على الملك ، فكيف الحديث عن انقلاب يدبر من جزء من المخزن ضد جزء اخر من نفس المخزن ، لتسليم الدولة الى شخص اخر سيكون نسخة طبق الأصل لمحمد السادس ، فتصبح وضعية الضباط الكبار المراقبين من بعيد من قبل دول عظمى كالولايات المتحدة الامريكية ، وفرنسا ، واسبانية ، وإسرائيل ، بين سندان الرعايا التي ستخرج الى الشارع ، ومطرقة الدول العظمى التي ستتدخل لتحديد مسار السياسة الداخلية للمغرب ، بعد النجاح في قلب الملك ؟
ومرة أخرى . لا توجد هناك لا " بنية سرية " ، ولا " بنية " غير سرية " . والانقلاب من دون الجيش والدرك لن يكتب له النجاح ، بل ان هؤلاء سيتدخلون بمجرد رواج فكرة الانقلاب عند ( ضباط ) " البنية السرية " . والمسؤولين عن " البنية السرية " الغير موجودة ، وهؤلاء يشبهون غياب فوكو ، لن يستطيعوا التآمر على الملك الذي يبقى ملكا ، رغم انه ومنذ 1999 ، وهو يعيش خارج المغرب ، ورغم ان ثروته تضاعفت بشكل مهول ، والفقراء تضاعف فقرهم بشكل اكثر من مهول ، ورغم ذلك لم يتحرك احد . فباستثناء حركة 20 فبراير التي كانت اقتباسا ممّا جرى خارج المغرب ، وتحكم فيها النظام البوليسي من اول يوم لبدأها الى نهايتها ، لم تتكرر انتفاضة 23 مارس 1965 ، ولا انتفاضة 1984 ، ولا انتفاضة 1990 .. فلو تكررت مثل هذه الانتفاضات في كل المغرب ، ستكون اعلانا بسقوط النظام ، لا اعلانا بإصلاحه .. والسؤال . لماذا لم تتكرر مثل هذه الانتفاضات رغم التفقير ، والتجويع ، والقمع ... الخ .. بل ان الرعايا وفي احلك لحظات قمعها من قبل البوليس السياسي ، وبوليس النظام العام ، والجهاز السلطوي ، ترفع شعارها الخالد : " عاش الملك . عاش الملك " " عاش سيدنا . عاش سيدنا " ..
ان التغيير الجذري للنظام ، لن يكون من الداخل ابدا ، لان الضباط أمثال ضباط انقلاب 1971 ، و 1972 مفتقدين ، لغياب الانقلابات التي شغلت الفكر السياسي طيلة الستينات ، والسبعينات ، والثمانينات .. فحتى منظمة " الاتحاد الافريقي " ترفض الاعتراف بالأنظمة التي تأتي بالانقلابات العسكرية . بل ان الاتحاد الافريقي لا يتوان في طرد الدولة التي حصل فيها انقلاب ، من حضيرته ..
ان التغيير سيكون من الداخل في حالة واحدة ، اذا أضاع النظام سيطرته على الصحراء واستقلت كدولة بجنوب المغرب ، وأصبحت تشكل حدودها حدود المغرب ، وليس كما هو الآن حدود المغرب مع حدود موريتانية .
ففي هذه الحالة سيسهل اسقاط النظام اذا أضاع الصحراء ، وتبقى للجيش كلمته المسموعة في هذا الشأن ، لكن بالتنسيق مع الدول العظمى التي قد ترمي بإشارة واضحة ، او ان تصدر الأوامر بالتدخل فيما اذا كان النظام المرتقب سيكون خصما ومضادا للقيم الغربية .
فالانقلاب من الداخل شروطه غير متوفرة ، فيبقى الخطر من خارج المغرب ، باستعمال نزاع الصحراء في التحكم في مصير ومستقبل المنطقة ، والتحكم في مصير ومستقبل الأنظمة ..
وبما ان تنظيم الاستفتاء وتقرير المصير ، وبإشراف الأمم المتحدة ، سينتهي باستقلال الصحراء الغربية ، ورغم ان الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الامريكية ، والاتحاد الأوربي بزعامة فرنسا واسبانية ، يعرفون ان وجود النظام المغربي رهين باستمرار الصحراء تحت قبضته ، فان تمسك الاتحاد الأوربي ، والولايات المتحدة الامريكية بالاستفتاء وتقرير المصير ، وهم يعلمون علم اليقين بان نتائج الاستفتاء ستكون 99 في المائة لصالح الجمهورية الصحراوية ، ورغم ذلك يتشبثون به ، معناه ان النظام المغربي خاصة نظام محمد السادس ، أضحى نظاما غير مرغوب فيه ، وحان وقت استبداله ..
وبما ان النظام وبالأخص نظام محمد السادس اضحى معزولا عالميا ، خاصة من خلال ملفات حقوق الانسان ، فان التركيز على مواقف الاتحاد الأوربي من الصحراء وميدان حقوق الانسان ، والولايات المتحدة الامريكية ، ومجلس الامن ، والجمعية العامة التي لا تزال تدرج قضية الصحراء ضمن اشغال اللجنة الرابعة لتصفية الاستعمار ، إضافة الى التحالف الإقليمي الجغرافي ( الجزائر ، موريتانية ، تونس ، ليبيا ، وغدا مصر ... ) ، والعلاقات المضطربة مع السعودية التي مالت الى جانب الجزائر ، والعلاقات الغير مفهومة لنظام الامارات ونظام قطر ، مع نظام محمد السادس ، وهما يميزان بين شخص محمد السادس ، وبين الرعايا ( الشعب ) المغاربة ، دون ان ننسى احكام وقرارات محكمة العدل الاوربية ... الخ ، فان ما ينتظر مستقبل الصحراء ، وما ينتظر شخص ونظام محمد السادس ، لن يكون جيدا ..
ان تسريب وبث المخابرات الفرنسية لفيديو يظهر فيه محمد السادس ثملا سكرانا في الصباح الباكر بشوارع باريس ، يكون قد الحق الضرر الكبير بشخص الملك لذا كل دول الخليج ، ولذا الأنظمة المغاربية ( تونس ، موريتانية وليبيا ... ) ، ويكون هذا الفيديو قد استهدف الداخل المغربي ، وموجه الى الرعايا والى الاسلاميويين ، بتكذيب صورة " امير المؤمنين " .. فالفيديو كان تحريضيا للدول العربية ، خاصة الخليجية ، وللأنظمة المغاربية ضد شخص محمد السادس بالذات . ويحصل هذا في اشد ازمة الصحراء الغربية التي تهدد بقاء النظام عند ضياعه الصحراء .
اذن الخلاصة . لن يكون هناك انقلاب للجيش والدرك المرتبطان كعقيدة بشخص الملك ، وبطقوس وبالتقاليد المرعية للدولة العلوية .. ولن تنزل الجياع الى الشارع حتى في فقرها وتجويعها ...الخ ، لقلب النظام بسبب غياب أحزاب الشعلة ، ولن يجرأ احد من القصر انْ يرفع مطلب الإطاحة بالملك ، ومن داخل القصر ، لأنه لم يسبق لثورة ، او حصل انقلاب ضد الحاكم من داخل القصر ، ولا يوجد ما يسمى بجزء من المخزن ( البوليس ) ، يتآمر على جزء اخر من المخزن .. كما ان القصر لن ينقلب على القصر . أي على نفسه .. خاصة وان كل المخزن على حيطة وعلم ، بالمشاريع التي تحضر ضده من خارج المغرب ، لا من داخله .. فالخطر الخارجي سيعجل بوحدة وتماسك العائلة ، حتى لا يجرفها السيل غفلة ..
كما ان التلويح بأخبار زائفة ، من قبيل ان صراعا حادا يجري داخل الاسرة الحاكمة ، حول من يتولى الحكم وامر الدولة ، يبقى زائفا لا يعكس الحقيقة التي وحده الدستور يحسمها ، وهي تنصيب الأمير الحسن ملكا عند غياب محمد السادس ، وبماركة الأمير رشيد ، ومباركة كل الامراء ، وبما فيهم الأمير هشام بنعبد الله العلوي ..
اما عن " البنية السرية " التي تخطط للتآمر على الملك لعزله ، ففي غياب الجيش والدرك ، تبقى مجرد أضغات أحلام لا علاقة لها بما يجري في الواقع ..
فلا فؤاد الهمة ، ولا عبداللطيف الحموشي ، ولا ياسين المنصوري ، ولا غيرهم ، يستطيعون التآمر ضد الملك لإزاحته ، لفائدة ملك اخر مكان الحسن الثالث الذي سينتقم الانتقام الشديد ، من أولئك الذين اساؤوا اليه ، واساؤوا لوالدته سلمى بناني ..
ومن يريد الصاق ( مشروع ) قلب محمد السادس بجزء من المخزن ( القديم / والمخزن واحد لا اثنان ) ، ضد المخزن الجديد باسم " البنية السرية " الغير موجودة ، يجهل ان هؤلاء عندما يكونون على الخط الهاتفي يتكلمون مع الملك ، وفي غياب الملك الذي يتكلم معهم هاتفيا ، يخرون ويركعون الى ما اسفل الركبتين في مكاتبهم من شدة الخوف ، ومن شدة الرهبة التي تسيطر على نفسيتهم .. منافقون ..
زمن الانقلابات العسكرية قد ولى ، والمدنيين لا ينظمون انقلابا اللّهم " البلانكيين " الغير موجودين ، والادعاء ب " البنية السرية " غير الموجودة ، دليل على الهذيان لخلط الأوراق في الساحة ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا قال النائب الفرنسي الذي رفع العلم الفلسطيني في الجمعية


.. لا التحذيرات ولا القرارات ولا الاحتجاجات قادرة على وقف الهجو




.. تحديات وأمواج عاتية وأضرار.. شاهد ما حل بالرصيف العائم في غز


.. لجنة التاريخ والذاكرة الجزائرية الفرنسية تعقد اجتماعها الخام




.. إياد الفرا: الاعتبارات السياسية حاضرة في اجتياح رفح