الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خفايا ما وراء تصريحات مستشار الدعم السريع للقناة الاسرائيلية

عبير سويكت

2023 / 5 / 4
حقوق الانسان


‎عبير المجمر(سويكت)

‎كنت سابقًا أود التعليق على تصريحات مستشار الدعم السريع للقناة الاسرائيلية، و لكن انشغلت بالمواضيع التى تلت ذاك التصريح و تسارعت الأحداث ، و نسبةً لأهمية الموضوع حرصت على الرجوع لتحليله.

‎قال مستشار قوات الدعم السريع المتمردة للقناة الاسرائيلية ان الهجمات التي يشنها الجيش السودانى على قواته هى أشبه بـ"هجمات حركة حماس الإرهابية" ضد إسرائيل، وفق قوله.

‎الجدير بالذكر ان اسرائيل كانت قد عرضت وساطتها على الطرفين.

‎و السؤال الذى يطرح نفسه ماذا ينتظر مستشار قوات الدعم السريع من إسرائيل ؟.

‎هل ينتظر مستشار القوات المتمردة دعمًا فى حربه هذه من خلال تعبئة دولية ؟
‎على العموم من حيث معرفتى بالوسط السودانى، و حكمائنا بصفة عامة بلا تفرقة و لا أستثناء فى مديحهم يقولون : ثلاث بهم وجب إيمانى فى الإشارة للإنجيل، القران، و التوارة أقدم الكتب السماوية الثلاث ، التى أرسل بها موسى عليه السلام مرشدًا و رسولًا، موسى العالم المتعلم الطالب للعلم و المعرفة دومًا و ابداً، و نواصل المدحة السودانية، ثلاثة أعذار حكاها الخضر عن موسى و بلغنا العذر، " توارة موسى يا برهانى ذبور داؤد حكم و معانى"، يا عبدالله صفى النية دنياك تبقى ليك مطية، فعل الخير العشره بمئة .

‎معروف وضع موسى عليه السلام و تكريم الله له من فوق سبع سموات تكليماً مباشراً من دون وحي أو واسطة بشر كباقي الأنبياء والرسل، (تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله و رفع بعضهم درجات)، ( و كلم الله موسى تكليماً)، و من ناحية قرآنية بعض السودانيين يعلمون خلفية الأرض المقدسة ، التي كان يسكنها بنى إسرائيل فى زمن أبيهم يعقوب عليه السلام قبل أن يتركوها ويدخلوا مصر زمن يوسف عليه السلام، فى سورة المائدة (و إذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء و جعلكم ملوكًا و آتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين، يا قوم أدخلوا الأرض المقدسة التى كتب الله لكم و لا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين، قالوا يا موسى ان فيها قومًا جبارين و إنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فان يخرجوا منها فانا داخلين، قال رجلان من الذين يخافون أنعم الله عليهما أدخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون، و على الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين).

‎فالشعب السودانى بعيدًا عن تلك الأجندة و الصراعات السياسية الحزبية التى أشعلتها قحت المركزية و جناحها العسكري الدعم السريع المتمرد، الشعب السودانى محبًا للسلام و ينشد الشالوم فى مختلف مكوناته المجتمعية و بما فيها العسكرية.

‎و من خلال معرفتى كذلك بالوسط اليهودى من خلال تجربة حيه بعيدًا عن البروباغاندا الإعلامية، فالعيش فى بلد متعدد الثقافات كفرنسا، و من خلال رغبتى فى الانفتاح على الآخر، و إيمانًا منى بان الانسانية تشمل الجميع، و الأديان السماوية وجدت لتجمع الانسانية لا لتفرقها و تكون محل نزاع و خلاف، و أداة نغتال بها بعضنا البعض، و نجرم بها بعضنا البعض، و اذا تسامت النفوس و تسامحت اى بقعة أرضية فى هذا العالم يمكن ان تشمل الجميع، اذا حاربنا كبرياء النفس الأمارة بالسوء.

‎و عليه من خلال معرفتى باليهود هم يريدون السلام، و لا مصلحة لهم فى زعزعة الآمن السودانى و أستقراره، و ما يروج له فلول قحت الحزبية بإمكانية الاصطياد فى الماء العكر و الحديث عن ان هناك خلاف بين مصر و إسرائيل، هذا ينم عن جهل ثقافى و سياسى، صحيح تاريخيًا ارتبط تاريخ بنى إسرائيل فى قديم الزمان و مصر فى عهد فرعون بأزمات، و لكن ذاك زمان و هذا زمان آخر، فقد وقعت مصر التصالح عبر حكيمها أنور السادات المصرى السودانى، و بذلك تكون الدولتين مصر و إسرائيل طويتا صفحة قديمة و فتحتا صفحة جديدة تضمن للأجيال الجديدة ان تحظ بالسلام.

‎اما تلك الفزاعات الإعلامية لفلول قحت الحزبية بان اسرائيل تريد ان تكون حدود دولتها الكبرى من الفرات الى النيل، فهذا غير صحيح، لان توقيعها إتفاقية سلام مع دولتين عربيتين تقعان بين النيل و الفرات خير دليل على عدم صدق هذه الفزاعات، لان توقيع إسرائيل على إتفاق سلام مع دول مجاورة معناها الاعتراف الكامل بحدودهما.

كما ان تحول مواقف قحت الحزبية فيه دليل على الانتهازية السياسية، فهى كانت أول من أدان لقاء البرهان نتنياهو آنذاك، و طالبوا بتأليب المجتمع السودانى ضد هذا اللقاء الذى كان هدفه تعزيز ثقافة السلام و التسامح، لانه آنذاك رأت قحت الحزبية ان اى تقارب دولى مع المجلس العسكرى سيعطيه مكانة اعلى منها فحاربته، و الان بعد ان أصبحت خارج السلطة نسيا منسيا ، باتت تحاول عن طريق جناحها العسكري حميدتى ان تقوم بما نهت عنه، لا تنه عن خلق و تاتى بمثله، عار عليك اذا فعلت عظيم.

‎و عليه أوضح للحميدتى و مستشاره ان ما يرمى له مستشاريه الانتهازيين ، و قحت المتسلقة التى تصطاد فى الماء العكر، غير ممكن، لانه
‎ منطقيًا إسرائيل ليس من مصلحتها ان تدخل فى تلك الفتنة التى اشعلتها احزاب قحت المركزية مستخدمة فيها الدعم السريع كجناح عسكري لتنفيذ أجندتها.

و على حميدتى ان يعى و يفهم، ان القناة الاسرائيلية و حتى اليهود بصفة عامة يمكن ان يستمعوا لمستشارك، لكن هذا لا يعنى انهم يشاطرونكم الراى او سيكونون فى صف هذه الحرب اللعين التى اشعلتموها، و هم يستمعون لك، و يراقبون كغيرهم ما يدور فى السودان، و يقييمون حديثك أيضًا ، لان أساليب قحت فى الاستهبال أصبحت مكشوفة لدى الجميع ، كما أنهم لن يأخذوا حديثًا من النص و يتركوا ما قبله و ما بعده، هؤلاء ليسوا الشعب السودانى البسيط الذي تستغلون طيبته و تضحكون عليه، و هم يعلمون ان الحديث المأخوذ من الوسط دون الأخذ فى عين الاعتبار ما قبله و بعده هو مجرد "ذريعة"،
‎‏ Un texte sorti de son contexte est un prétexte
‎هذه الأزمة الحالية لها خلفيتها التى لآبد بالأخذ بها لقراءة صحيحة للأزمة السودانية .

‎إضافة الى ان سياسة قحت الحزبية الفرعونية هى و جناحها العسكري الدعم السريع المتمرد على نهج فرعون : (قل ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد)،هذه السياسة تتضارب مع تعاليم التوارة المُرشد لبنى إسرائيل ، الذين جعل الله منهم انبياء و ملوكًا و حكماء، و خط خطين تحت حكماء، بينما أنتم الآن فى قحت المركزية تنتهجوا نهج : "من ليس معى فهو ضدى"، و لا تؤمنون بالسلام ، ترفعونه شعارًا و تنتهكونه فعلًا، بينما بنى إسرائيل مرشدهم فى الحياة ال
Tanankn (Torah, Nevi im, Ketouvim)
كتابهم العبرى المقدس المتكون من ثلاثة أجزاء التوارة، الأنبياء، و الكتابات الاخرى. التوراة المتمثلة في قانون أو أسفار موسى الخمسة الناقله لحياة الخمس شخصيات الرئيسية (إبراهيم، إسحاق، إيوب، يوسف، موسى)، و كما قالها أنه لم ياتى لإلغاء ما قبله بل لإنجاز تلك التعاليم ، بينما قحت المركزية الحزبية و جناحها العسكري المتمرد أتت لتمارس عملية إقصاء ممنهج، و عزل مجتمعي لكل من يختلف معها، و الغاء ركائز مهمة لدى السودانيين، و ثوابته، و مورثاته و تقاليده، و كل ما هو مقدس فى نظرهم.
فحاربت قحت مكونات أصيلة فى السودان و حرمتها جميع حقوقها، و عملت على الغاء ماضى السودان و حاضره، و أساءت لكل ما هو مقدس فى نظر السودانيين ، و حاولت محو هويتهم عنفًا ، و فرض مشروع خارجى دون التشاور مع مكونات السودان المختلفة، ثم نقل تجارب خارجية نقل الكربون و محاولة تطبيقها فى السودان بالقوة و العنف و الاقصاء ، و اختطاف إرادة الشعب ، تنصيب نفسها فرعونًا حديثًا ، فى الوقت الذى تدعى فيه قحت شرعيتها لنص و تشريع قوانين و تطبيقها على الشعب السودانى دون مشاورته، و طرد السواد الاعظم من النساء اللاتى رغبن ان يكن جزءا من تلك الغرف المغلقة التى تخيط و تفصل الزى القحتى الاستبدادي الذى سوف يفرض على جميع السودانيات و السودانيين شاءوا ام أبوا.
قحت المركزية الحزبية و ان أدعت الهدى و حاولت تغيير أسمها الآن للجبهة المدنية لاستعادة الديمقراطية و إيقاف الحرب ، فان تغيير اللافتات لن يغيير الثوب القذر المطلخ بخيانة الشارع و الوجه المخادع، و الانتهازية الأصولية فى السعى للوصول للسلطة عبر شتى الأساليب و الطرق، و مازالت تتدعى انها تريد مساعدة الشعب، و المعلوم لدينا من خلال التجربة فى الخدمة المجتمعية و الإنسانية ، ان حتى المساعدة من شروطها ان يتقبلها الشخص ، و ان تكون تلك المساعدة بناءًا على ما يريد الشخص و ليس ما نريد نحن ، و دون اى إجحاف او إصدار احكام على خياراته او حتى تعليق على ذلك سلبًا او إيجابًا ، ترافق الأنسان فى خياره ايا كان شكله او نوعه و لا تفرض عليه فكرك و لا رؤيتك و ان كنت تراها صوابًا فى نظرك، بينما قحت المركزية المتحولة أرادت اختطاف ارادة الشعب و فرضت اجندتها عليه، و مجوعات اللشلليات القحتية و بما فيها النسوية ، كانت تغلق غرفها و تفصل و تخيط ثوب الاستبداد دون مشاركة الأطراف المعنية فى ذلك الثوب الذى سوف يفرض عليهم.

و هذا السلوك يتناقض مع مبادىء بنو إسرائيل ممن يرون أهمية أحترام سيادة الدول و احترام خصوصية شعوبها و حقها فى ان تكون ما تريد ان تكون عليه ، بل و تحترم من يعتز و يفتخر باختلافه الثقافي و الفكرى و الإنسانى ، و يحافظ على مورثه التقليدي و ثوابته و ركائزه القومية و الوطنية و لا ترى فى الحداثة تناقض مع ذلك ، و يحضرنى هنا ذلك الموقف الشهير لى الحاخام مردخاي إلياهو اليهودي رحمة الله عليه، عندما تلقى دعوة من جاك شيراك لزيارة فرنسا، و فى ذلك دليل على اعتراف فرنسا برجال الدين فى لعب دور مجتمعى و سياسى، فما كان من رجل الدين الحكيم هذا ، إلا ان قبل الدعوة، و سخرها لهدف شعبى قومى، كما يروى لنا، فقد تأثر هو وزوجته بشدة بهذه الدعوة التي قبلوها بكل سرور، و يُشار الى ان شيراك الرئيس الفرنسي، كان قد عرف بسياسته الخارجية الموالية لفلسطين ، ودفع إسرائيل باستمرار للتنازل عن الأراضي للفلسطينيين ، مما أدى إلى توتر العلاقات الفرنسية الإسرائيلية.
من جانب آخر يوصف الحاخام مردخاي إلياهو اليهودي الراحل، انه عاش طوال حياته في إسرائيل ، ولا يعرف الشكليات والبروتوكولات الخاصة بالدبلوماسية الخارجية، و بما فى ذلك الفرنسية، و لا التقاليد الفرنسية ، و لكن عزيز القارىء بالرغم من ذلك فالرجل يعتز بهويته و ثقافته و تقاليده البسيطة الحكيمة الغنية مضمونًا و محتوى.
و يحكى آنذاك ان أعضاء السفارة الإسرائيلية في فرنسا ، كانوا متوترون للغاية بشأن هذه الدعوة ، لأنهم يدركون ان الحاخام مردخاي إلياهو ، قد يقول أو يفعل شيئًا يزيد من تفاقم توتر العلاقات الفرانكو إسرائيلية.
لكن قد زالت او قلت تلك المخاوف تدريجيًا لانهم كان موقنين بموقفه الودي ، وابتسامته التي خففت المخاوف من الجميع ، حتى بات موظفى السفارة مقتنعين ، أن هذا اللقاء سيحقق في النهاية نجاحًا كبيرًا من حيث وجهة نظرهم الدبلوماسية.
لكن سفير إسرائيل فى فرنسا آنذاك يقال انه شعر بانه ربما يكون قد ابتهج ، بسرعة ، فسرعان ما تاكد ان مخاوفه فى محلها ، فخلال الزيارة الرسمية المحددة لالحاخام مردخاي إلياهو ،لمتحف اللوفر .
خلال هذه الزيارات الرسمية ، بما ذلك زيارة
متحف اللوفر، قد أبدى الحاخام مردخاي إلياهو جهل صارخ بالتراث الفرنسي، فعندما عرض عليه كرسي نابليون ، قام هو بطرح أسئلة فاجأت المسؤولين الفرنسيين ، على هذا النحو الآتى:
هل هذا الكرسي هو كرسي للبيع؟ ما هو سعره؟ كم من الوقت عاش نابليون؟.
فما كان من المرشد الفرنسي المرافق له إلا ان رد على
الحاخام مردخاي إلياهو قائلًا: لا ، كرسي نابليون ليس للبيع ، بل له قيمة تاريخية كبيرة ، إنه جزء من التراث القومي الفرنسي .
لكن أسئلة الحاخام مردخاي إلياهو لم تتوقف عند ذلك، حتى أصبحت تحرج الموظفين الدبلوماسيين ، و عند عرض إحدى الغرف عليه ، الملك لويس 14 ، بدأ الحاخام مردخاي إلياهو فى سؤال المرشد ، عما إذا كان هذا الملك رجلاً أخلاقيًا . و من المعلوم لدى الجميع اهتمام ما يسمى بملوك الشمس الفرنسيين ، بما فى ذلك لويس 14 بالنساء المشهورات جدًا، فى الوقت الذى تسببت فيه تلك الأسئلة فى بعض الإحراج والضحك فى آن واحد ، بينما التزم المرشد الفرنسي بالأعراف المهنية و رد عليه بطريقة سلسة موضحًا : أن الملك لويس 14 لم يكن ما يميزه بشكل خاص كونه أخلاقيًا او لا ، لكن مع ذلك فان فرنسا فخورة به ، و بتراثه .

و بعد أنتهاء تلك الزيارة لمعالم فرنساو تاريخها الراسخ، تمت مرافقة الحاخام مردخاي إلياهو
إلى قصر الإليزيه ، للقاء رئيس الدولة الفرنسية جاك شيراك ، و ذُهب به لحضور احتفال رسمي ، بعد إجراء الحفل .
و بعده، تمت دعوته الحاخام مردخاي إلياهو ،
لقول بضع كلمات ، والتي سيتم ترجمتها في نفس الوقت إلى الفرنسية. فقرر الحاخام مردخاي إلياهو ان يبدأ حديثه بوصف زيارته إلى متحف اللوفر بالتفصيل، متطرقا لأسئلته تلك التى كانت تارةً محرجة، و تارة اخرى مضحكة.
لكن فقد حدث و لاحظت زوجته ان المترجم لا يقوم بترجمة حديث زوجها الحاخام مردخاي إلياهو للفرنسيه بشكل صحيح، و أن المترجم لا يترجم بالضبط الكلمات التي يلفظ بها زوجها الحاخام مردخاي إلياهو ، الذى يحاول أن ينقل رسالة أعمق ، و أكثر من رسالة معتادة ، من مجرد عودة بسيطة في زياراته اليومية و شكر …الخ، وأن كل كلمة لها أهمية ، و عليه توجهت زوجته طالبةً من الحاخام الأكبر في فرنسا Joseph Haïm Sitruk الذى كان حضورًا و يتقن اللغتين الفرنسية و العربية بان يقوم هو بالترجمة ، و بالفعل كان ذلك و بدا بالترجمة لالحاخام مردخاي إلياهو الذى قال عندها :
أثناء زيارتي للمتحف ، لقد علمت أن كرسي نابليون لم يكن معروضًا للبيع ، نظرًا لأهميته التاريخية ، فقد علمت أن الملك لويس 14 على الرغم من عدم كونه رجلاً مثاليًا ، إلا أنه يتم تكريمه كبطل ، ذو شخصية مثالية ، ومع انه لم يكن رجلًا مثاليًا أو أخلاقيا إلا انن كان يتم تكريمه كبطل قومي، لقد لاحظت أنكم تتوقعون مني تكريم هؤلاء الرجال ، هؤلاء الأشخاص ، على الرغم من أنني لست فرنسيًا ، وأنا لا أعيش في فرنسا ، فاذا كان الأمر كذلك ، أيها الأصدقاء الأعزاء ، فانا أطلب نفس الشيء منكم ، نحن الشعب اليهودي ، ولدينا أيضًا الأولياء العظماء ، كإبراهيم ، إسحاق ، يعقوب الخ ، الذين لم يعيشوا قبل بضعة قرون فقط ، و هى شخصيات ليست موضع شك ، لقد كانوا أناسًا فاضلين ، عاشوا منذ آلاف السنين ، وتميزوا بالنزاهة، فهل هو كثير جدًا بالنسبة لكم ، أن تسألوا أنفسكم تمامًا كما تتوقعوا منا أن نحترم مؤسسيكم وملوككم؟ يجب أن تحترموا بدوركم تاريخنا ، إنه تاريخنا ، أليس هذا منطقي؟ تمامًا كما تتوقعون منا تكريمكم.
متابعًا حديثه قائلا: على سبيل المثال ، قبل أكثر من ثلاثة أميال ، قادنا موسى إلى أرض الميعاد ، وبعد حوالي أربعمائة عام قام حكامنا الملك داود و الملك سليمان بحماية مدينة القدس ، إنها قصتنا ، أليس هذا منطقيًا؟ تمامًا كما تتوقعوا منا أن نكرمكم.

و حينها يذكر ان أعضاء السفارة الاسرائلية شعروا بالتوتر من حديث الحاخام ألذى ابدى موقفًا حازمًا للغاية من القضايا التى يعتبرها لا تقبل الحياد و تشكل وطنية و قومية فكان موقفه صارمًا و حازمًا.
فى الوقت الذى خاف فيه الدبلوماسيين الاسرائليين من ان يؤدى هذا الخطاب لمزيد من التوتر السياسي بين إسرائيل وفرنسا ، و كما توصف هذه الحادثة تاريخيًا صمت جميع من فى الغرفة، وأعضاء السفارة الاسرائليين أصبحوا شبه مقتنعين بأن الرئيس الفرنسي شيراك ، لن يخفي غضبه ، و قد يغادر مغلقًا الأبواب وراءه، و كانوا يخشون ان يكرر موقفه فى يوم 22 أكتوبر ، 1996 ،عند زيارته لمدينة أورشليم ، و كان الاسرائليون سعيدين بهذه الزيارة، لكن جهاز الأمن الاسرائليى ألتف بشكل كبير حول الوفد الفرنسي بهدف تأمينه، و قطع الطريق أمام اى محاولة خارجية للتعدى عليهم، إلا أن الرئيس شيراك استاء من ذلك التصرف ، و كان حديثه للأجهزة الامنية صارم:
ماذا تريدون؟ أن أعود إلى الطائرة ؟ ان أعود إلى فرنسا ، هذا ما تريدونه، لا أريد مسلحين حولى،
، لا يوجد خطر ، إنها ليست طريقة…الخ.

لكن على عكس توقعات الوفد الدبلوماسي الاسرائيلى، قام الرئيس الفرنسي شيراك بمصافحته بحرارة ، ثم قام بتكريمه بميدالية لا تعطى إلا فى حالات خاصة لبعض رؤساء الدول في زيارة رسمية لفرنسا ، حيث عبر الرئيس الفرنسي عن اعجابه لما لمسه من ذكاء الخطاب و حكمة الرجل .
و عند زيارتى الشخصية لى Mémoire de la Shoah فى باريس حيث التوثيق التسلسلي التاريخي لعملية الإبادة الجماعية لليهود، الهولوكوست، لاحظت هناك توثيق لإمضاء مختلف الرؤساء الذين وقعوا و اعترفوا بهذه الجريمة البشعة و على رأسهم جاك شيراك ، ايمانويل ماكرون، و دومينيك دي فيلبان.

ماذا ينتظر حميدتى قائد المليشيات المتمردة ، و الجناح العسكري لقحت الحزبية من إسرائيل؟ ان تدعم حربه البربرية ليأتي بقحت المركزية للسلطة بعد فشل حكومتين لها؟ لتمارس الإقصاء و الاستبداد ؟ اذا كان هذا رجاه فأظنه أخطاء فى فهم سياسيات إسرائيل تجاه السودان المتمثلة فى ضمان إستقراره.

و يحضرني هنا، حديث راف دايفيد , عندما كان يتحدث عن ان الأهم من ال Shabbat, Cacheroute, Tsniout, محاسبة الذات و العفو فى تعاملات الفرد نحو الفرد المختلف معه، و تعاملت المجموعة نحو المجموعات التى تختلف معها، بأن يكون الاساس فى ذلك ان تطلب من الله ان يسخر لك عينين، عين لترى بها اخطاءك و سيئاتك، و عين أخرى لترى بها حسنات من تختلف معه.
كما انه نقلًا عن راف دايفيد ، عندما كان احد حكماء بنى إسرائيل ، يسير مع طلابه ، مروا بجوار جيفة ، فاصبح الطلاب يتضجرون قائلين : يا لها من رائحة مقززة كريهة ، فاذا بالحكيم يدير ظهره و يقول لهم : بدلاً من ذلك ، انظروا إلى الأسنان البيضاء لهذا الحيوان ، فهذه الأسنان البيضاء الجميلة هى الشىء الإيجابي ، فيما معناه انه اذا تسامحنا تمكنا من إيجاد الإيجابيات الموجودة في كل ما نعتقده سلبى .
إلا ان حميدتى و مجموعته المدنية قحت المركزية المتحولة يرون أنفسهم الأبطال خارقين، المنقذين، و من دونهم شياطين في هئية إنسان، و يتجلى ذلك فى وصف حميدتى لزميله البرهان بعد ان اعلن تمرده عليه، لم يترك صفة سيئة إلا و لصقها به، كذلك قحت المركزية التى باتت تمارس الكذب و النفاق، و تنشر الفتن فى المجتمع السودانى فرق تسد و استخدموا أساليب و سلوكيات لا تشبه المجتمع السودانى و لا الإنسانية جمعاء.

نواصل للحديث بقية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأمم المتحدة: إزالة دمار الحرب في غزة يتطلب 14 سنة من العمل


.. السودان.. مدينة الفاشر بين فكي الصراع والمجاعة




.. إعلام إسرائيلى: إسرائيل أعطت الوسطاء المصريين الضوء الأخضر ل


.. كل يوم - خالد أبو بكر ينتقد تصريحات متحدثة البيت الأبيض عن د




.. خالد أبو بكر يعلق على اعتقال السلطات الأمريكية لـ 500 طالب ج