الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقت/اشمئزاز 1965:من ثلاثية الغرف المغلقة-رومان بولونسكي

بلال سمير الصدّر

2023 / 5 / 5
الادب والفن


العين تتوسط الشاشة،العين التي ترى ربما ما لانراه نحن،على ان اندفاع الرؤية هذا ليس عضةيا او فيسيلوجيا أبدا،أنه اندفاع من خلايا الدماغ،وبالمعنى الأصح (نفسية الدماغ)،التي تدفع العين من خلال مفاهيم مثل العصاب والاضطراب لكي ترى تلك الاشياء...
كارول(كاثرين دينوف) تعمل كمساعدة مسرحة شعر للنساء-كوافيرة-ومن الواضح غيابها عن هذا العالم من خلال التشتت وطول التفكير ووقضم أظافرها،وعقدتها الوحيدة هي الخوف من الرجل،وهذا التعبير صحيح،ولكن الأصح منه هو الخوف من رغبة الرجل أو مما يريده الرجل.
تعيش كارول مع اختها عاشقة الرجال،ولطالما نامت كارول على اصوات أنات وآهات أختها مع الرجال،ولكن هناك جانب خفي ملفت للنظر ولكن-ربما أيضا-لاتفسير له حيث يقع مقابل شقتها مع اختها دير للراهبات دائما ما يلفت نظرها....
انغلاق كارول على نفسها،الذي سببه هو عقدتها الوحيدة –ولانستطيع القول غير ذلك-تدفعها الى سماع أصوات الصمت،أصوات حركة الاشياء الدقيقة التي تسبب لها رعبا حول وحدتها،ولكن آنات اختها الجنسية كانت تخرجها من وحدتها لتجعلها تتوحد أكثر مع عقدها أكثر وأكثر...
كارول لاتستطيع احتمال حب أي رجل،فقبلة بسيطة تجعل منها تهم بالهرب وغسل أسنانها جيدا...
تقول زبونتها الأثيرة في العمل مقدمة لها النصيحة:هناك طريقة وحيدة للتعامل مع الرجال...معاملتهم وكأنك لاتهتم لهم...
الفيلم يسير بهدوء شديد،ومن خلال حبكة واضحة خالية من التعقيد،ومن خلال تقشف شديد حتى من ناحية الكلام،بحيث بدت كارول من خلال عصابها واضطرابها وردات فعلها الجسدية هي المسيطرة بالكامل على الفيلم...كارول هي شخصية جمعت كل عناصر الفيلم.
تتطور الأمور الى توهمات تضفي واقعا لايمكن الفرار منه بالنسبة لكارول،فهي تتعرض للاغتصاب عدة مرات في اللاوعي،بينما تتشقق الجدران لتخرج منها أيدي رجال وحشية وتلامس اعضائها الجنسية.
كارول تعتقد نفسها بأنها فريسة لغايات كل الرجال،وتعتقد أيضا ان كل النساء،هم ضحايا لرغبات الرجال الجنسية،مع نفي العاطفة أو اضفاء نوع من صفة عقلية منطقية على طبيعة تفكيرها فهي يجب ان تتحدى افتراس الرجل لها...
هذه الحالى ليست نادرة بالمعنى الحرفي للكلمة،ربما شاهدناه هذه العقدة قبل ذلك،والحيز النقدي للفيلم ضيق جدا من حيث تركيزه على العصاب الوحيد الذي تعاني منه كارول وفي نفس الوقت،إذا اخضعنا هذه الشخصية الى تشريح نفسي أكبر سيصبح الحيز النقدي للفيلم واسعا...بل واسعا جدا
تنغمس كارول اكثر في الانعزال،واكثر في الوحدة،لكنها عزلة قادمة من سبب خارجي علته المرض النفسي وليس داخليا،أي ليس ناتجا عن عمق وجودي أساسه تساؤلات قد تكون طبيعية ولكن بسبب نفسي جذري ليس إلا...هذا مختلف...مختلف على الأقل من ناحية فلسفية تامة...
تندفع كارول في توهماتها أكثر وأكثر،مما يجعلها تقتل كولين-صديقها اللطيف،ومحاولة اغتصاب المؤجر لها الحقيقية لها هذه المرة تجعلها تنغمس أكثر واكثر في ضديتها للدافع الطبيعي.
ولكن هناك شيء كنا نتساءل عنه منذ البداية:ما هو الماضي المرضي لهذه الحالة،هل عانت على سبيل المثال من محاولة أغتصاب والدها لها...لكن اختها تعيش حياة طبيعية من دون ان نلاحظ عليها شيئا.
نهاية الفيلم المبهمة،هناك صورة يسلط عليها رومان بولونسكي الضوء:
الأب والأم يجلسان في فناء المنزل لايبدو عليهما أي شيء غير طبيعي،ولكن هناك صبية تقف من خلفهما لاتنظر الى العدسة،ولكنها تنظر الى ناحية ما بتركيز شديد...هل ما تنظر اليه هو مفتاح خاصة انها تقف خلف الأم والأب-حسب الافتراض-ولا احد يرى أو يلتفت الى ما تسلط عليه تركيز نظرها...
لكن هذا لن يجعل من الفيلم كبيرا...أو على الأقل كبيرا جدا
23/12/2023








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا