الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أبعاد وتداعيات اغتيال الشيخ خضر عدنان -القيادي في حركة الجهاد الإسلامي - من قبل حكومة العدو الصهيوني

عليان عليان

2023 / 5 / 5
القضية الفلسطينية


أبعاد وتداعيات الشيخ خضر عدنان -القيادي في حركة الجهاد الإسلامي - من قبل حكومة العدو الصهيوني
بقلم عليان عليان

أخطأ العدو الصهيوني في تقديراته ، عندما اعتقد أن رد الفعل على اغتيال الشيخ خضر عدنان سيكون محصوراً في حركة الجهاد الإسلامي ، كما حصل بعد اغتيال القائد العسكري في سرايا القدس" بهاء أبو العطا" عام 2019 ، وكما حصل إثر اعتقال الشيخ بسام السعدي قائد الجهاد الإسلامي في شمال الضفة الغربية، في أغسطس (آب ) الماضي ، حيث أطلقت سرايا القدس لوحدها مئات الصواريخ على مستوطنات العدو ، رداً على عمليتي الاغتيال والاعتقال.
لكن الرد على اغتيال القائد "خضر عدنان" جاء هذه المرة من قبل كافة فصائل المقاومة في غرفة العمليات المشتركة ، ما أفشل تقديرات حكومة العدو بإمكانية حصر المواجهة مع حركة الجهاد الإسلامي أو الانفراد بها ، إذ تمكنت فصائل المقاومة من إطلاق مائة صاروخ على مغتصبات العدو في محيط قطاع غزة ،وما بعد قطاع غزة وصولاً لمغتصبات النقب الغربي ، ولم تتمكن القبة الحديدية من إسقاط سوى نسبة ضئيلة منها ، ناهيك أنها أوقعت خسائر بشرية في صفوف المستوطنين، وخلقت حالة من الهلع لديهم ، جرى بثها عبر فيديوهات العدو ،تصورهم وهم يتراكضون صوب الملاجئ هرباً من صواريخ المقاومة.
ويمكننا القول هنا أن من أبرز التداعيات على اغتيال القائد خضر عدنان تمثل في وحدة فصائل المقاومة في إطار غرفة العمليات المشتركة في قطاع غزة ، وفي ائتلاف القوى الوطنية في الضفة الغربية ، هذا ( أولاً) و (ثانياً) أن ردود الفعل العسكرية على صعيد المقاومة وعلى صعيد المظاهرات والاعتصامات الجماهيرية وفتح بيوت التهنئة في الضفة والقطاع ومناطق 1948 ، شكلت ترجمة ملموسة لاستراتيجية وحدة الساحات في فلسطين التاريخية ( وثالثاً) أن الرد المقاوم والفوري على اغتيال القائد خضر عدنان ، أكد على معادلة الردع التي أرستها فصائل المقاومة منذ معركة سيف القدس التاريخية في أيار ( مايو) 2021 و( رابعاً) أن المقاومة بردها الصاروخي على اغتيال الشيخ خضر عدنان ، انتصرت للحركة الأسيرة في مواجهة السجان الصهيوني وفي مواجهة إجراءات الوزيرين الفاشيين إيتماربن غفير وسيموريتش" لاسيما وأن لجنة الطوارئ التي تقود نضالات الحركة الأسيرة - التي ردت على اغتيال شيخ الكرامة الوطنية بإغلاق الأقسام وبإعادة وجبات الطعام- طالبت فصائل المقاومة بسرعة الرد في إطار الحساب المفتوح مع العدو.
ويسجل لفصائل المقاومة الفلسطينية ، أنها هي التي بدأت المعركة بشكل موحد رداً على اغتيال الشيخ خضر عدنان ، مثلما هي التي بدأت المعركة بشكل موحد في معركة سيف القدس التاريخية في مايو ( أيار ) 2021 ،رداً على اقتحامات العدو للمسجد الأقصى وعلى محاولات الاستيلاء على منازل الفلسطينيين في حي الشيخ جراح ، وأنها كان لها الكلمة الأخيرة بالقصفة الأخيرة لمستوطنات العدو .
ما يجب الإشارة إليه ، أن العدو باغتياله للشيخ خضر عدنان ، تراجع عن تعهداته التي سبق وأن قطعها للوسيط المصري بعد معركة سيف القدس ، بوقف سياسة الاغتيالات ، وهو بعودته مجدداً لنهج الاغتيالات التي أعلن عنه أكثر من مسؤول صهيوني ، إنما يكشف مجدداً عن غباء وعن عدم الاستفادة من تجاربه السابقة في مواجهة الشعب الفلسطيني وفصائل المقاومة.
لقد أثبت التجربة الملموسة ، أن اغتيال القيادات الوطنية الفلسطينية ، تزيد من وتيرة المقاومة وتكسبها زخماً جديدا ، فعلى سبيل المثال لا الحصر – فقد أدى اغتيال العدو الصهيوني ، القائد الفلسطيني البارز خليل الوزير ( أبو جهاد ) – عضو لجنة فتح المركزية – في تونس في 16 نيسان ( أبريل ) 1988 ،إلى صب الزيت على نار انتفاضة الحجارة ( 1987-1993) ، وأدى اغتيال "أبو علي مصطفى"- الأمين العام للجبهة الشعبية – بتاريخ 27 آب( أغسطس) 2001، إلى رد مقاتليها باغتيال الوزير الصهيوني المتطرف – صاحب نظرية الترانسفير – " رحبعام زئيفي" ، وأدى اغتيال القائد العسكري الحمساوي" يحي عياش" عام 1995 إلى إطلاق موجة من العمليات الاستشهادية في عمق الكيان الصهيوني، أسفرت عن مصرع عشرات المستوطنين ، وأدى اغتيال القائد العسكري في الجهاد الإسلامي " بهاء أبو العطا" إلى رد صاروخي حاسم من قبل حركة الجهاد الإسلامي ، دفع العدو الصهيوني لتوسل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ، بالتدخل لوقف إطلاق النار ...والقائمة تطول وتطول .
وأخيراً : في معرض الحديث عن تداعيات استشهاد الشيخ خضر عدنان ، لا يفوتنا أن نسجل بأن الساحة الوطنية الفلسطينية، فقدت بارتقائه قائداً وطنياً صلباً ، فخضر عدنان رغم موقعه القيادي في حركة الجهاد الإسلامي ، إلا أنه في المنظور الشعبي الفلسطيني كان قائداً وطنياً فلسطينيا بامتياز، تميز بانتمائه العقدي المقاوم ،وبصلابة إرادته ، وبإيمانه بعدالة القضية الفلسطينية ، وبإصراره على استمرار النضال من أجل تحرير فلسطين من رجس الاحتلال الصهيوني ، وبرفضه المطلق لنهج التسوية مع العدو الصهيوني.
ويسجل للقائد الشهيد بأنه كان رمزاً بارزاً للوحدة الوطنية ، فهو الذي لم ينفك في خطبه التعبوية عن الدعوة للوحدة الوطنية على أرضية برنامج المقاومة ، بين الجهادي والحمساوي والجبهاوي والفتحاوي من شهداء الأقصى وبقية الفصائل ، ويسجل له أنه لم يغب يوماً عن ساحة المواجهة مع الاحتلال ، وكان يتحرك يومياً في ربوع الوطن، من أقصاه إلى أقصاه من جنين إلى نابلس إلى طولكرم وقلقيلية ، إلى رام الله وبيت لحم والخليل وأريحا ، محرضاً ومعبئاً ضد الاحتلال وداعماً جذرياً للحركة الأسيرة .
وتسجل له قدرته الفائقة وغير المسبوقة في انتصاراته على السجان الصهيوني ، في معارك الأمعاء الخاوية ، حيث خاض عدة إضرابات سابقة عن الطعام، في عام 2012 لمدة 66 يومًا، وفي عام 2015 لمدة 52 يوماً، وفي 2018 لمدة 59 يوماً، وفي عام 2021 لمدة 25 يوماً ،وتمكن من انتزاع حريته من أنياب المحتل ، مؤكداً على حقيقة أن الحرية تنتزع ولا تستجدى،
إلى أن ارتقى شهيداً بعد إضراب عن الطعام دام 86 يوما ، بعد أن رفع شعار الحرية أو الاستشهاد ...فكان أن انتصر على العدو باستشهاده كما انتصر عليه في إضراباته المتواصلة وفي مواجهته المتصلة مع العدو الصهيوني.
وداعاً أيها القائد الميداني المشتبك ، وداعاً أيها القائد الوحدوي ، وداعاً أيها القائد الجماهيري وستظل في مواقفك وتراثك النضالي مدرسة كفاحية، يتخرج منها آلاف المناضلين من أجل الحرية والتحرير .
انتهى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيطاليا: تعاون استراتيجي إقليمي مع تونس وليبيا والجزائر في م


.. رئاسيات موريتانيا: لماذا رشّح حزب تواصل رئيسه؟




.. تونس: وقفة تضامن مع الصحفيين شذى الحاج مبارك ومحمد بوغلاب


.. تونس: علامَ يحتجَ المحامون؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. بعد لقاء محمد بن سلمان وبلينكن.. مسؤول أمريكي: نقترب من التو