الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هذا الاقليم ما زال يثير اعجابي ودهشتي !

محمد حمد

2023 / 5 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


خفّت حدّة التوتّرات بين حكومة المركز وحكومة الاقليم. وتراجعت لبضع خطوات لغة التحدّي والابتزاز التي كانت "اللغة" الوحيدة لحكّام الاقليم في التعامل مع الحكومة الاتحادية في بغداد. وما عدنا نسمع، والحمد للّه، عن وفود "رفيعة المستوى" من مجلس السوفييت الاعلى (عفوا، اقصد برلمان الاقليم) تتردّد كل عشرة ايام على العاصمة بغداد. ياكلون ويشربون وينامون لأكثر من أسبوع على حساب الحكومة الاتحادية التي لا يعترفون بها اصلا الّا في موضوع الاموال والاستحقاقات "الدستورية" لاقليم كردستان العراق. وكل هذا التحوّل والتطوّر الذي طرأ على الخطاب السياسي واللغة المعسولة من قبل العائلة الحاكمة في اربيل، جاء بعد "معجزة" محكمة التجارة الدولية في باريس، والتي اغلقت أنبوب نفط الاقليم، شريان الفساد والسرقات والتهريب بالاشتراك مع آل رجب طيب اردوغان سلطان تركيا.
نعم، اليوم اصبحنا نسمع لغة "ودّية" نوعا ما في أحاديث أصحاب الشأن في الاقليم. خصوصا من حكومة العائلة البرازانية المالكة. بعد أن وجدوا انفسهم محصورين في زاوية "اقتصادية" ضيّقة جدا. فلا مفر من الرجوع "نادمين" إلى الوطن الام، الى العراق.
ومن اجل إضافة نكهة وطعم خاص لمقالي هذا انقل بعضا من درر أو " فصوص الحِكم" من اقوال نيجيرفان بارزاني ( رئيس إقليم كردستان) التي أدلى بها على هامش منتدى بغداد الذي انعقد مؤخرا في العاصمة العراقية. والكلمات منقولة حرفيا، دون تدخل من طرفي، كما نشرتها وسائل الإعلام العراقية. يقول السيد نيجيرفان: "بالنسبة لي بغداد هي عاصمة العراق...." عجيب غريب ! طبعا قبل هذا اليوم ربما كان يتصوّر أن بغداد عاصمة اذريبيجان ! ولم يسمع طوال عمره أنها عاصمة العراق من زمن الخليفة المنصور. على كل حال. ثم يستمر السيد نيجيرفان فيقول: "كرئيس لإقليم كردستان فوظيفتي هي تحسين العلاقات بين بغداد واربيل حالي حال كل عراقي". هنا أوشكتُ على البكاء من شدّة الفرح. فهذه اول مرة في حياتي اسمع فيها واحدا من آل بارزاني يعترف ويقول بعظمة لسانه "حالي حال كل عراقي". لكنني مع ذلك أجد صعوبة بالغة في تصديق هذا الكلام. لا يا سيد بارزاني، انت لست كاي عراقي. لا ابدا. واعطيك مثال واحد من عشرات الامثلة: انت تسكن قصرا ضخما، استوليت عليه بالقوّة، بينما يسكن ثلث العراقيين في عشوائيات وصرائف خاوية. نعم، انت "عراقي" وعراقي فقط عندما يتعلق الأمر بالاموال والمناصب والامتيازات الاخرى. وحالك ليست "حال اي عراقي آخر" كما تدٌعي. وان حالك في كل الاحوال هي حال كل حكّام العراق العملاء الفاسدين الذين أثروا وبشكل لا شرعي فاضح على حساب ملايين العراقيين.
وفي معرض حديثه عن طموحاته الشخصية. ويبدو ان الرجل بحاجة الى من يدلّله ويتوسّل اليه، قال نيجيرفان البارزاني :"اما بخصوص طموحي في رئاسة الجمهورية العراقية فهذا فخر لكل عراقي. ولكنها ليست ضمن اجندتي". طبعا كان ينقصنا فقط أن تسيطر عائلة البارزاني على العراق من الشمال إلى الجنوب. بعد أن وضعوا الاقليم وخيراته وثرواته ومقدراته في جيوبهم وحساباتهم الشخصية والعائلية. واسنطرد فخامته قائلا، بعد أن وصل منسوب التملّق لديه أعلى مستوياته: " ليس هناك اي فرق بين بغداد واربيل والبصرة والسليمانية". وهنا أصاب البارزاني كبد الحقيقة المؤلمة. نعم لافرق بيننا في الفقر والبؤس وقلّة الخدمات وفقدان الامل في حياة كريمة خالية من استبداد وهيمنة العوائل المتنفذة وأصحاب العمائم وميليشياتها المختلفة الاسماء والعناوين.
نعم اصبحنا في الهوا سوا. بفضلكم وبفضل الزمرة القابعة في اقبية المنطقة الخضراء...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبح -الحي الميت- السنوار يخيم على قراءة الإعلام الإسرائيلي ل


.. الحركة الطلابية في الجامعات : هل توجد أطراف توظف الاحتجاجات




.. جنود ماكرون أو طائرات ال F16 .. من يصل أولاً إلى أوكرانيا؟؟


.. القناة 12الإسرائيلية: إسرائيل استخدمت قطر لتعمّق الانقسام ال




.. التنين الصيني يفرد جناحيه بوجه أميركا.. وأوروبا تائهة! | #ال