الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقدمة لديوان رذاذ الحنين للكاتب الفلسطيني فايز حميدي

بديعة النعيمي

2023 / 5 / 6
الادب والفن


تقديم
الجرح يزداد ولغة الشعراء أرحام لا تعرف اليأس.فأي رحم هذا الذي لا يشبه غيره؟ أي رحم هو ذاك الذي لا زال أرضا خصبة أنبتت آلاف القصائد المنذورة لفلسطين والجرح العربي؟
وجدت نفسي وأنا أجوب حدائق ديوان رذاذ الحنين للشاعر الفلسطيني فايز حميدي أنني أمام ذلك الرحم الخصب بقصائده المتنوعة عن جراحات الأوطان وأسئلة المدينة ,تشظيات الذات وصورة الآخر والكثير من ألم الغربة وسنوات الشتات وجمار الحنين,الفرقة العربية والخيبة الفلسطينية والجرح العربي. لذلك فنحن نقف أمام رحم لا يعرف الهم الذاتي فكان همه جماعيا ذاب فيه الخاص بالعام والذاتي بالموضوعي ,رحم ملتزم اعتنق قضية مقدسة وقضايا أمته. التحمت الكلمة بالصورة لترسم لوحات متقنة صور فيها الشاعر الأمل واليأس,الموت والحياة,الخيبة والانتصار, فرسم في إحداها فلسطين وأخرى دمشق ,بابل والقاهرة. مزج السياسي بالشعر فالكلمة رصاصة الشاعر التي يصوبها نحو الظلم. صاح من منبره فانتصر لقضايا أمته وفي مقدمتها فلسطين ,رفض العدو وانتقد السلام والاستسلام.لجأ إلى وسائل وحيل إبداعية للتعبير عن موقفه فنجده وقد اتخذ من قصة أخوة يوسف في القصيدة الموسومة ب"أيها النائي القريب" حيلة للتعبير عن رفضه موقف أغلب الانظمة العربية من فلسطين وتركها وحيدة في جبها العميق تكابد الظلام وحدها. وفيها يقول: رمتنا القبائل في جبها
وبكانا الشغف
واستكانوا لقهر الطغاة،
وقد أعطاها بعدا إنسانيا حيث هي قضية إنسانية بحته ويتضح هذا للقارئ من خلال إتيانه على المجازر التي ارتكبها العدو والتي لا رحمة فيها.فيقول في القصيدة الموسومة ب"حصاد الصمت":
ألف مجزرة ومجزرة
لم يبق من الضحية سوى الهشاشة والعظام
ومن باب الإلتزام والوفاء لدمشق التي سترت عري شتات الشاعر فكانت له وطن ثان نجده يخصص لها أكثر من قصيدة ويتحدث عن مجدها الضائع بسبب ما حصل على أرضها من خريف عربي.
في ديوان رذاذ الحنين تزدحم الصور الشعرية والخيال الواسع. كما نجد الشاعر يلجأ إلى استخدام أسلوب الترميز للتوظيف الدلالي للمعاني والأهداف والمواضيع التي يريدها.
يعالج الشاعر فايز حميدي في قصائده قضايا سياسية وطنية قومية غزلية.يكتب بصدق لفلسطين وللشعب الفلسطيني وللأمة العربية.لا يهادن أو يجامل في قصائده فنجده ينتقد الاحتلال ويستدعي الثائر الفدائي ليعود حاملا بندقيته إذ لا عودة من غير قتال.
نجد أحيانا في نفس القصيدة الأمل واليأس،العودة واللاعودة.والمتتبع لديوان رذاذ حنين سيجد بأن الشاعر يتغنى بالمجد والاعتزاز بالانتماء إلى فلسطين ومن قصائده الجميلة قصيدته الموسومة"أبطال من أرض كنعان" حيث يتغنى بالأسرى في سجن جلبوع الذين انتزعوا حريتهم من العدو.
تميز ديوان الشاعر فايز حميدي بالعمق وهذا طبيعي لإنسان عارك الحياة واختبر تجاربها وتقلباتها وكان للشتات واللجوء والتغرب عن فلسطين الفضل في ذلك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أون سيت - الأسطى حسن .. نقطة التحول في حياة الفنان فريد شوقي


.. أون سيت - أولاد رزق 3 .. أعلى نسبة إيرادات .. لقاء حصري مع أ




.. الكاتب علي الموسى يروي لسؤال مباشر سيطرة الإخوان المسلمين عل


.. بيت الفنان الليبي علي غانا بطرابلس.. مركز ثقافي وفضاء إبداعي




.. العربية ويكند | جيل بايدن تقود الرئيس بايدن إلى خارج المسرح